المحرر موضوع: كيف يصبح المجرم بطلاً في نظر البعض ؟  (زيارة 690 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف يصبح المجرم بطلاً في نظر البعض ؟
   المفاهيم تتغير وفقاً لبعض المعايير التي قد تكون مغلوطة وغير صحيحة وخلافاً لسياقها الطبيعي ، فعندما تكون مصلحة الإنسان متوافقة مع الإجراءات التي يقوم بها بعض المجرمين
الأوغاد ضد شعوبهم أو الشعوب المجاورة ، فيتمنوا عودة هؤلاء وأيام حكمهم السوداء التي
اذاقت الناس مرّ الهوان ، ومنهم النازي هتلر وستالين وموسليني ، وفي العصر الحديث ، صدام وبشار الأسد والقذافي وعلي عبدالله صالح  وغيرهم ...
   يمجدوا هتلر لأنه أباد اليهود ونسوا أنه وضع العرب على القائمة ايضاً ، وستالين لأنه
كان يحكم بالقبضة الحديدية ويرسل المناوئين إلى منافي قفقاسيا ليموتوا هناك ، وموسليني
كان يبطش بأعدائه دون رحمة ، وصدام أباد الأكراد في حلبجة والشيعة في الدجيل وملأ
المقابر الجماعية في حرب الأنفال من الشيعة والأكراد ، وحارب إيران ثمان سنوات وإحتل
الكويت وشرّد اهلها وضرب السعودية بالصواريخ  ، واما الأسد فقد قتل من شعبه قرابة
المائتي الف ولا تزال سوريا تنزف دماً كلّ يوم ،والقذافي ذبح المناوئين له وقتل منهم في
دول المنافي الكثيرين ، وعلي عبدالله صالح خرّب اليمن ، وعندما أزيح عن الحكم تحالف
مع الحوثيين بغية العودة إلى سدة الحكم ثانية كما يتمنى .
   فما السبب في تمجيد القتلة والمجرمين ليصبحوا أبطالاً يترحم عليهم  بعض قصيري
النظر والجهلة ، فما تمجيد اسامة بن لادن إلا مثلاً لأنه حارب اميركا كما كان يدعي
ونسوا إنه كان صنيعتها ضد الإتحاد السوفياتي السابق ، ولا زال فكره يجيّش الجهلة
واصحاب السوابق الإجرامية ومدمني المخدرات ليفجرّوا انفسهم بين الناس الأبرياء
لكي يفوزوا بالحوريات في الجنة المزعومة .
   وهذا يذكرني بقصة يتداولها الناس ربما غير حقيقية وهي : أن شخصاً كان يسرق
الأكفان ويبيعها ولما توفي سارق الأكفان نفسه ، تولى إبنه المهنة فكان يسرق الكفن
ويدق عصا في دبر الميت ، مما جعل الناس يترحمون على والده ولسان حالهم يقول :
الله يرحم (فلان) كان يسرق الأكفان فقط أما الآن فالحال أسوأ بكثير ، وهذا حال الدول
العربية والعراق وليبيا واليمن نماذج لما نقول ، والحال أصبح من سيئ إلى أسوأ .
   الحقيقة المرّة هناك جهل وتقييم غير عادل لكي يفرّق الناس بين المجرمين والأبطال
ولكي نصل لهذه الحقيقة علينا بتوعية الناس ليفرقوا بين الصالح والطالح  ، وهذا لا يمكن في المستقبل القريب ما دام بعض الدعاة في السعودية والكويت وقطر وباكستان  وغيرها
يمجدون اعمال داعش ومجرمي الحرب بشكل مباشر او غير مباشر ، وكذلك الأموال
تتدفق للإرهابيين  من قبل المنظمات التي ظاهرها خيرية وباطنها تمويل الإرهاب ، فإلى
متى ينخدع السذّج وبسطاء الناس بمن يرسلونه كالخراف إلى مجزرة الإرهابيين ؟ إلى متى؟
                                                         منصور سناطي