المحرر موضوع: ماذا حقق لنا مؤتمر عنكاوا ؟!!  (زيارة 1572 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام يوسف

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 188
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا حقق لنا مؤتمر عنكاوا ؟!!

لقد أدلى الكثير من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بدلوهم حول مؤتمر عنكاوا المثير للجدل , بعظهم مؤيداً و البعض الآخر منتقداً و القسم الثالث بين مؤيد و منتقد في نفس الوقت , و رب شخص يتسائل ألى آية فئة ينتمي كاتب المقالة , فأقول له , أنتمي الى الفئة الثالثة و السبب ببساطة شديدة هو أنني أؤيد المؤتمر أذا أستطاع أن يلم شملنا و يقصر المسافات بين مكونات شعبنا و يتعاون مع القوى الفاعلة على الساحة في أرساء سفينة شعبنا الى شاطيء الأمان , و أنتقده أذا أصبح حجر عثرة أخرى أمام المناظلين الحقيقيين من أبناء شعبنا و يزيد من تشرذمنا و أنقساماتنا و طيننا بلّة , و هذا الأمر يمكن أعتباره ظاهرة صحية أن يقوم الأنسان بأيداء رأيه في المسائل المهمة و المصيرية التي تهمه في بلد يخطو خطواته الأولى نحو الديمقراطية بعد سقوط نظام الطواغيت في بغداد , و من هذا المنطلق سوف أدلو بدلوي بكل شفافية و موضوعية أيمانآ مني بأهمية مؤتمر عنكاوا والجدل الذي أثاره منطلقاً من حرصي على مستقبل هذا الشعب الأصيل بكل تلاوينه و الذي برأي الشخصي لا يمكن فصله بأي شكل من الأشكال و تحت آية مسميات عن جسد شعبنا العراقي العظيم حيث يكمل أحدهم الآخر , فشعبنا الكلداني الآشوري السرياني أصيل بأنتمائه الى بلاد ما بين النهرين , و جذوره عميقة في التأريخ كعمق بابل و نينوى و أور و عنكاوا و ألقوش و بصرة , ولا ننسى كردستاننا الحبيبة التي لولاها لما كان لأبناء شعبنا أن يعقدوا مؤتمراتهم و يجعلوها قاعدة لأنطلاقهم نحو المطالبة بحقوقهم الأدارية و الثقافية و تعديل مواد الدستور العراقي و الكردستاني التي لا تلبي طموحات شعبنا و لا تعكس أصالته على أرض الآباء و الأجداد .
يبدُ لي أن الأخوة المسؤولين على مؤتمر عنكاوا لم يدرسوا جيداً عوامل نجاح مؤتمرهم الشعبي هذا في ظل ظروف غاية في التعقيد و الأستثنائية التي يمر بها شعبنا الكلداني الآشوري السرياني خاصة و العراقي عامة , و كان لزاماً عليهم أن يعوا جيداً من أن أحد أهم مقومات نجاح مؤتمرهم هو عدم الأستهانة أو التفريط بأي حزب أو تيار سياسي مهما كان حجمه كبيراً أم صغيراً , لأن مهمة توحيد الخطاب السياسي التي تبناها المؤتمرون  و وضعوها نصب أعينهم كأحدى أهم أهدافهم ليست بالمهمة السهلة كما يتصورون خاصة لشعبنا الذي يمتلك العشرات من التيارات و الأحزاب و التجمعات السياسية و القومية و حتى المدنية المختلفة , و في ظل وجود صراع مستديم بين الكلدان و الآشوريين و السريان حول تسميتنا القومية , أظف الى ذلك مقاطعة الكثير من القوى الفاعلة للمؤتمر , فكيف يمكن للمؤتمر تحقيق هدفه الأستراتيجي ( توحيد الخطاب السياسي ) بدون أن يكون لتلك القوى دوراً مميزاً أو رأياً مسموعاً فيه .
أما الشيء الذي يثير التعجب حقاً هو أتفاق الأحزاب الآشورية و الكلدانية و لأول مرة ليس على توحيد خطابها السياسي أو الأنظمام الى قائمة أنتخابية موحدة بل على مقاطعة مؤتمر عنكاوا , و الأعجب من ذلك أن أسباب مقاطعتها للمؤتمر من خلال أصدارها بيانات رسمية كانت متشابهة في المعنى و إن أختلفت مضامينها وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على ان الأخوة القائمين على مؤتمر عنكاوا نقظوا تعهداتهم تجاهها خاصة و حسب معلوماتي المتواضعة كانت هناك لجنة تحضيرية مشكلة من قبل مختلف الأحزاب و التجمعات قبل المؤتمر و قد أنفرط عقدها بسب حدوث ( شيئاً ما ) نجهله لحد هذه الساعة , مما أثر على مواقف تلك القوى فكان أنسحابها , و بذلك فقد مؤتمر عنكاوا أحد أبرز عوامل نجاحه و كان من الممكن أن يكون حدثاً تأريخياً نوعياً في حياة شعبنا السياسية .
أما الشيء الآخر المميز عن المؤتمر هو أنبثاق المجلس الشعبي ( سورايا ) , و الذي لا يكون بديلاً عن أحزابنا السياسية حسب أدعاء الأخوة المسؤولين عن المؤتمر ( و نتمنى ذلك أيضاً ) لأن أحزابنا كثر ماشاء ألله , و لكنهم في نفس الوقت يدعوهم الى الأنخراط تحت مظلته و مخصصاً بعضاً من مقاعده , و أنا شخصياً لا أتخوف حتى من تحول المجلس الى حزب سياسي آخر فيضاف رقم آخر الى قائمة أحزابنا الطويلة , و لكن الخوف يكمن في أن يتحول الحزب الجديد الى الحزب القائد الذي سيرفع سيف الحق بيده , فالذي يتبعه هو مواطن صالح و الذي لا يتبعه فهو طالح , أما الطامة الكبرى فتكون أختلاق أسم جديد لشعبنا يضاف الى أسمائه الأخرى و ( لا ) نتمنى أن يحدث ذلك أبداً , و لكن بالرغم من كل القال و القيل أتمنى من كل قلبي أن يكون مؤتمر عنكاوا حجراً في البنيان أو على الأقل خطوة في مسافة الألف ميل لشعبنا الطيب ..




سلام يوسف
ملبورن / أستراليا