المحرر موضوع: أجب بسرعة ، ماطائفتك ؟  (زيارة 1304 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أجب بسرعة ، ماطائفتك ؟
« في: 00:38 20/03/2007 »

أجب بسرعة ، ماطائفتك ؟
زيد ميشــو
لاشك من إن المعرفة شيء ثمين ومحاولتها تضفي على المرء حسنات عدة إن كانت على سبيل الخبرة أو الإطلاع لتقويم شخصية الفرد والخروج من بودقة الجهل بالشيء أو من أجل التطور أو أخر غيرها ، هذا إن كانت تلك المعرفة لأجل منفعة جيدة أو للخير العام . واليوم فإن سبل المعرفة متاحة للجميع ليس كما كانت قبل عشرات السنين ومئاتها . لكن هناك فرق بين معرفة وأخرى ، إذ هناك معرفة أنتجت عقولاً ساهمت في تطوير البشرية ، ومعرفة أخرى أنتجت حكماء ، لكن ماذا نسمي من ينصب هدفه في معرفة دين ومذهب الآخر . من الصغر كنت أشعر بهاجس الكثيرين بمعرفة معتقد الآخر من خلال طرح الأسئلة الشخصية ، الإسم الكريم ؟ إسم الوالد ؟ من أي عشيرة ، من أي مدينة ؟ مالقرية ؟ فإذا كانت الأجوبة مشتركة بين كل الطوائف سيصاب الفضولي بالغثيان ويحاول عدة محاولات حتى يعرف . أما اليوم وبما إننا في عصر السرعة وكل شيء في تطور نرى الفضولي سريع الفضاضة بالسؤال . فما نوع السؤال ياترى ؟ صادفت عدة حالات من جاليتنا العربية وآخر باكستاني ، فما أن عرفوني عراقي ليكون سؤالهم مباشر يقزز البدن ، أنت  مسلم او مسيحي ؟ إلى هنا لاأريد التعليق ، فإذا كان ذلك نصف مصيبة فالمصيبة او الكارثة تكمن في حالتين متشابهتين ، إذ سألوني بعد أن عرفوا بعراقيتي هل انت سني ام شيعي ؟ والحالة الأخيرة التي نستطيع وصفها بالـ  ( المضحك المبكي ) ، فقد سالني شخص إلتقيته خمسة دقائق فقط لاغير إن كنت سني او شيعي فقلت لاكذا ولاكذا فقال للتو لاتقل ليس هناك فرق وتبدأ بالمجاملة ( أي لاتتفلسف ) وهنا قاطعته وبحدة أنا مسيحي وفعلاً فما يهم هو الإنسان أكثر من الدين نفسه ، وبعد الإجابة بأقل من لحظة سألني كلداني أو آشوري ؟ وهنا إكتشفت وإن متأخر بعض الشيء الأسباب التي جعلت الكثير منا بعد خروجه من دولته لايحاول النظر إلى الوراء كي لايصبح عمود ملح كما في قصة لوط وما حل بإمرته ، وعمود الملح هنا هو القوقعة التي يتغلف بها الكثير من أبناء شرقنا العزيز والتي لاتجعلهم يرون جمال العالم . وهذا القوقعة هي سبب كل مشاكلنا متناسين بأن القوقعة هذه تحمل لؤلؤة ، لكنها لؤلؤة من نوع بشري تحمل مفتاح القوقعة بيد وعدة أقفال في الأخرى . هذا ماآل إليه البعض . هنا أريد أن أعطي قصة واقعيه جرت مع عائلتي في كندا فقط للمقارنة والحكم للقارئ .
عشرة سنوات ووالديّ في كندا يذهبون بإستمرار إلى طبيب العائلة تصل مرتين أو ثلاثة بالشهر .
في شهر رمضان 2006 سألهم الطبيب إن كانوا مسلمين صائمين أو غير مسلمين لإعطائهم دواء في الوريد . فتخيلوا حال الفضوليين الانفي الذكر بعد عشرة سنوات إن لم يعرفوا دين  الشخص الذي يلتقونه لأي سبب كان ، هذا إذا لبثوا على قيد الحياة سنة واحدة فقط  دون أن يشبعوا فضولهم بهذه المعرفة  ؟ 
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية