المحرر موضوع: قراءة موضوعية لمعركة حلب  (زيارة 597 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 946
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة موضوعية لمعركة حلب
« في: 12:04 09/08/2016 »
قراءة موضوعية لمعركة حلب

صلاح بدرالدين

    بداية يجب القول أن معركة حلب الهجومية الأخيرة المتواصلة منذ نحو اسبوع والتي لم تقتصر على فصائل الجيش الحر فقط بل شارك فيها مختلف الأطياف والتشكيلات الاسلامية المسلحة وبعضها مثار جدل  بدأت توا ولم تتوقف بعد ومهما كانت النتائج النهائية حيث نتمنى لها الانتصار ودحر جيش النظام والقوات الأجنبية المعادية الموالية له وبما أن المعركة المتواصلة أثارت العديد من التساؤلات ومازالت فمن المفيد المساهمة في تفسير هذا الحدث المفصلي في مسلسل الصراع الدائر منذ أكثر من خمسة أعوام بمناقشة جملة من التساؤلات بعضها متفائل وأغلبها يتوزع بين الشك والحذر الى درجة الريبة ومن أبرزها :
   يعتبر البعض أن مايجري بمثابة دفاع مشروع عن الأرض والشعب ومحاولة لفك الحصار عن ثاني أكبر مدينة سورية بعد أن دفع النظام بكل قواه لاحتلالها بدعم روسي وايراني وميليشياوي مذهبي بغية اسكات أصوات مواطني المدينة الثائرة وتغيير ميزان القوى العسكرية للاجهاز على قوى الثورة في كل مكان وتنفيذ مشروعه التدميري التقسيمي وصولا الى انهاء القضية السورية كمسألة تحرير وتغيير واسقاط للاستبداد واعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة واعتبر هذا البعض ومن هذا المنظور أن معركة حلب مفصلية واستراتيجية وأن أي نصر يحققه المقاتلون بمثابة انتصار للشعب السوري ومبادىء ثورته وهزيمة لقوى الأعداء .
  أما البعض الآخر فيسلك منحى آخر ويثير المزيد من الشكوك كالقول أن القيادة الفعلية المحكمة لمعركة حلب بأيدي الفصائل الاسلامية المتشددة ومن ضمنها – جبهة النصرة – الموسومة بالارهاب كجزء من منظمات القاعدة والتي غيرت اسمها شكلا الى – فتح الشام - وفكت ارتباطها – اعلاميا – عن قيادة القاعدة وهذا يعني حسب هذا البعض الالغاء النهائي لدور الجيش الحر بعد احكام طوق الحصار المالي والتسليحي عليه منذ أعوام وكان المبادر مبكرا الى الثورة والالتحاق بصفوف الشعب والمعروف بطابعه العلماني والمتمسك بموقف اسقاط النظام والمناوىء للاسلام السياسي كل ذلك بهدف ايجاد قوى عسكرية تقبل بالحلول المطروحة وتدعم مسار الهيئة التفاوضية .
  ويزيد هذا البعض أن عملية تلميع –جبهة فتح الشام – وقائدها الجولاني واختياره لقيادة فك الحصار عن مدينة حلب قد يكون جزءا من ثمن متفقا عليه ( برعاية دولة خليجية غنية ) مقابل فك الارتباط عن – منظمات القاعدة – ومن ثم الانحياز الى جانب – الهيئة التفاوضية – كقوة عسكرية تابعة لها وتطبيع علاقاتها مع المحيط المعارض ودمجها في العملية السياسية بعد ( سورنتها ) واعتبارها جزءا من الثورة وفي سياق متصل يعتقد ذلك البعض أن تركيا شاركت بصورة غير مباشرة في – تكريم – الجولاني دورا وتسليحا ليس لفك الحصار فحسب بل لتحرير مدينة حلب كاملة وذلك ( كحلوانية ) بعد فشل الانقلاب العسكري التركي ويذهب الخيال بهذا البعض الى اعتبار مايجري بمثابة مقايضة خليجية – روسية لحل قادم بمعزل عن مشاركة امريكية مباشرة واستبعاد لدور ايران .
     طبعا كماأرى لايمكن استبعاد حصول ( تفاعلات وصراعات اخوانية داخلية ) ومن المحتمل ان تكون صفقة لتقارب النصرة والاخوان المسلمين الى درجة الاندماج ( تسمية المعركة باسم الضابط الاخواني ابراهيم اليوسف الذي قتل العشرات من طلاب كلية المدفعية بنفس المكان بدافع مذهبي مدان اشارة الى مانقول ) حيث أن فشل الاخوان في مصر وتونس وليبيا وتململ قواعدهم وتحولات الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا نحو المزيد من الانفتاح في معركته لاستئصال جماعة – غولن – المحافظة بآيديولوجيتها الاخوانية المتزمتة قد يطرح نوعا من التفاعل مع المستجدات والاستقواء بجماعات جديدة  كضرورة للبقاء والاستمرارية .
  ولكن من جهة أخرى  مهما كانت الأهداف غير المرئية وغير المعلنة من معركة حلب فانها بنتائجها السريعة والتي لم تنتهي بعد في دحر قوى النظام وأعوانه وفك ثغرة بالحصار بعد مواجهات شجاعة وثمن باهظ من أرواح الشهداء فهي خطوة مباركة هامة متقدمة صحيح هناك فصائل اسلامية قد نختلف معها الى درجة التناقض ولكن الأولوية هي لجهود اسقاط نظام الاستبداد ومشاركة تلك الفصائل بمعركة حلب ليست بجديد فهي متواجدة وفاعلة رغم كل ملاحظاتنا منذ باكورة الثورة  .
  معركة حلب – حتى اللحظة – ماهي الا محاولة في استرجاع مااحتله جيش النظام وأعوانه من الغرباء ( حزب الله – ايران – ميليشيات مذهبية عراقية ) معززين بمشاركة روسية في القصف الجوي وهي ليست في ماوصلت اليه حتى الآن عملية تحرير شاملة لمدينة حلب وريفها رغم أن ذلك في عداد الهدف الرئيسي لكل ثائر .