المحرر موضوع: وجه داعش الآخر  (زيارة 747 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وجه داعش الآخر
« في: 14:22 09/08/2016 »
وجه داعش الآخر 
بقلم / سلوان ساكو
أذا ما عُدنا الى أرشيف مدرسة الإعداد الحزبي في دمشق لوجدنا بين الوثائق والمذكرات نصْ الحوار الذي دار بين الرئيس الراحل حافظ الأسد وبين محمد عايش وزير الصناعة وقت ذك آي في عام 1979 ، حيث ارسل صدام حسين الوزير عايش الى سوريا لغرض شرح أسباب المؤامرة المزعومة من قبل الجناح البعثي في سورية ضد الجناح البعثي في العراق ، وتقول الوثائق أن الأسد الأب  كان يستمع الى محدثه بكل هدوء وتمعن ، وحين انتهى المتكلم من سرد الاتهامات الباطلة ضد الحكومة في دمشق ، قال حافظ الأسد له دعك من كل هذا فهو محض أفتراء ،  أنتَ  شخصياً ماذا تقول ، هل الاتهامات الموجه لنا صحيحة ، فأجاب عايش أنا فقط أنقل رسالة الرفيق صدام حسين  لكم ، وسوفة أنقل له جوابكم  فخامة الرئيس.  فنظر له الأسد بعمق وقال بعد دقائق،  نصيحة لك أن تبقى في ضيفتنا فترة أسبوعين لا أكثر وسوفة تشاهد ما سوفة يحدث في بغداد ، وتركه وخرج . ولكن عايش عاد الى بغداد وبدأ مسلسل الدم المسفوك ، فكان أول عرض على خشبة مسرح قاعة  الخُلد ، وكبش الفداء والضحية الرئيسية الوزير محمد  عايش نفسه.
حين حَل الحاكم المدني بول برايمر الجيش العراقي وكل المؤسسات الأمنية والعسكرية  وأجهزة الشرطة والأمن ، كان هنالك ال مئات بل ألوف من الرتب المتوسطة بين نقيب وعقيد والكثير منهم بل معظمهم منتسب في صفوف  حزب البعث. هؤلاء فجأةً وبعد خدمة تمتد بين خمسة عشر عام الى عشرين عاماً وجدوا أنفسهم مطرودين وبدون راتب تقاعدي يضمْن لهم حياة كريمة بعد الخدمة ، وملاحقين من قبل الأمريكان والمليشيات التي تريد تصفيتهم بسبب وبدون سبب ، فكان من الطبيعي أن ينخرط الكثير منهم في صفوف التيارت المتطرفة الجهادية التكفيرية في وقت مبكّر من السقوط 2003- 2004  بل الأنكى من هذا أنهم أصبحوا  هم القياديين في مناطقهم  كم حصل مع الزرقاوي في نواحي الرمادي فكل مساعديه من البعثيين والضباط السابقين ، توجه الى الى خط التطرّف بامتياز. والسبب يعود في جزء كبير منه الى الادارة الامريكية ومجلس الحكم  الانتقالي (الانتقامي) ، فالكثير من قادة داعش الان في الموصل مثلاً هُمْ  رفاق وضباط في السابق ، كانوا يتجولون في الأحياء بالزِّي الزيتوني والمسدس يتدلى من الحزام ، وبعد أن سيطرت التيارت الاسلامية التكفيرية على المحافظة ساروا في نفس الركبْ  بداعي تحقيق شرع الله ونشر الدعوة  وتحقيق العدل، وأن كان عن طريق قتل الأبرياء وسفك دمائهم الذي لم يتوقف على مدى التاريخ الحديث. هزائم البعثيين كثيرة وفشلهم أكبر وفي هذا الشهر تمرْ الذكرى السادسة والعشرين  لهزيمة غزوة  الكويت،  التي كانت لعنة على العراق وعلى المنطقة ، جرت الويلات والدمار لشعب لم يعرف الراحة والطمأنينة من ذلك الوقت والى حدْ اليوم  بقرار من رئيس مغرور وغبي همه الوحيد تحطيم وسحق العراق.
النازية أعلت ورفعت في وقت من الأوقات من شأن المواطن الألماني ، ووضعته في أعلى المراتب وفوق كل الأعراق  مع كل السلبيات والدمار الذي سببته  ، أما بعث صدام  فكان جُل  توجهاته هو الحطّْ من شأن الشعب وإذلاله وإهانته.