المحرر موضوع: سياحة مراقبة الطيور البرية في السودان  (زيارة 1661 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سياحة مراقبة الطيور البرية في السودان

بنيامين يوخنا دانيال

تعد سياحة مراقبة الطيور البرية  Bird Watching  احد اشكال السياحة البيئية المنتشرة على نطاق واسع في كثير من الدول الزاخرة بانواع الطيور المقيمة و المهاجرة , و تحوز على نسبة عالية من اجمالي النشاطات السياحية المختلفة السائدة فيها في ظل تنامي الوعي باهمية البيئة داخليا و خارجيا , و من هذه الدول كوستاريكا و كينيا و مصر ( و تستقبل سنويا نحو 400000 سائح بهدف مراقبة الطيور و فيها 34 موقعا جاذبا للطيور ) و بورتوريكو و استراليا و الاردن ( و فيها 27 موقعا لمراقبة الطيور تحتل 9,5 % من اجمالي مساحة البلاد ) و تركيا , و قد حققت عائدات مالية عالية بالنسبة لهذه الدول و للسكان الذين يقطنون المناطق المتميزة بطيورها البرية  , او بالقرب منها ( كما في محمية كورشينيني على بحيرة مانياس التركية  و الفيوم بمصر و تستقبل 400 نوع من الطيور المهاجرة  و العقبة في الاردن و تحقق نحو 5 ملايين دولار سنويا )  , فصارت وجهات رائعة لمراقبة الطيور و مشاهدتها و تتبعها و رصدها و متابعتها و تصويرها و رسمها و توثيقها و مقارنتها و دراستها , و وفقا لضوابط و تعليمات خاصة تنظم هذه الهواية الرائعة الصديقة للبيئة و على ضوء قواعد الاستدامة المعروفة  Sustainability  الداعية الى صون و حماية الموارد و استخدامها برشد و عقلانية لتصل الى الاجيال اللاحقة اكثر قيمة و منفعة , و عملا باتفاقية الانواع البرية المهاجرة المعروفة  اختصارا  ب  CMS  او اتفاقية بون  Convention on the Conservation of Migratory Species of Wild Animals  و ايضا اتفاقية التنوع البيولوجي Convention on Biological Diversity  , و بالتنسيق مع المجلس العالمي للطيور  BirdLife International  و برامج الامم المتحدة الانمائي  United Nations Development Programme  المعروف اختصارا ب  UNDP  . اما السودان فيعتبر واحدا من اهم طرق هجرة الطيور في افريقيا و العالم ( شريك في مشروع الطيور الحوامة المهاجرة من اصل 11 دولة / برنامج الامم المتحدة الانمائي / صندوق البيئة العالمي ) و محط لكثير من الطيور المحلقة المهاجرة , و هو بمثابة مشتى دولي مهم لمختلف انواع الطيور , و ترد اليه عشرات الالوف من الطيور, و في رحلات موسمية في العادة , و بهدف المناخ المناسب و الطعام الغزير و التزاوج , قاطعة مسافات طويلة قد تبلغ آلاف الكيلومترات و لعشرات الساعات  , مثل اللقالق التي تنطلق اما من روسيا و اما من آسيا عبر البحر الاحمر و تصل السودان في 30 آب من كل عام لتكمل الى دلتا اوكافنجو في بوتسوانا . و توجد في السودان نحو ( 850 ) فصيلة طيور مهاجرة منتشرة في كل انحاء البلاد , و منها الغابات و السهول و السافانا و الصحارى و الاراضي الرطبة و الجبال و الوديان , و يأتي معظمها من القطب الشمالي لتمر عبر اوروبا والبحر الابيض المتوسط . و تشكل بذلك اهدافا دائمية لهواة الصيد بالدرجة الاساس , و لهواة مراقبة الطيورعلى نحو متواضع , بسبب عدم استغلالها و استثمارها في الانشطة و البرامج السياحية بالشكل المطلوب , و على نحو مستدام  Sustainable , و يقلل من المخاطر و التحديات الجدية التي تواجهها , و المتمثلة في تقليص مساحة  المستنقعات و القطع الجائر للاشجار لتأمين الحطب و فحم الوقود , و الاستخدام المبالغ فيه لمبيدات الافات الزراعية بهدف التخلص من الحشرات و النباتات الضارة فتطال اضرارها الطيور و الفراشات و الديدان و النحل و غيرها  و يهدد التنوع الاحيائي ( نظمت الجمعية السودانية للحياة البرية في 1 نيسان 2015 ورشة عمل موسعة بخصوص الموضوع ) , بالاضافة الى عدم كفاية الاحصائيات و البيانات و الدراسات الخاصة بها , و قلة المنظمات الحكومية و غير الحكومية المعنية بالطيور المهاجرة بصورة عامة , و بسياحة مراقبة و مشاهدة هذه الطيورعلى وجه الخصوص .

الخرطوم – السودان في 15 تموز 2016