الهرطقة فعل يوناني يعني اختار, شاع بين المفكرين والفلاسفة اليونانيين بعد ان لاحظوا وجود زملاء لهم يختاروا احد الاهة دون عن الاهة الاخرى , حيث كانت العادة ان تحضى جميع الالهة بنفس النصيب من الاهمية والاحترام.
وفي المسيحية استخدمت كلمة هرطوقي من قبل اباء الكنيسة لوصف الذي يختار بعض الحقائق على حساب حقائق اخرى(لاحظ اخي القارئ يختار بعض الحقائق على حساب حقائق اخرى ), فيكون فيها بذلك سبب انشقاقات في الكنيسة, مثال على ذلك اعتبار مريم العذراء ام المسيح فقط من دون الايمان بانها ام الله اوان يسوع المسيح هو انسان ارتقى الى الالوهية عن طريق الجهاد والتجرد, وغيرها من معتقدات جاء بها المعلمين او الانبياء الكذبة (متى 7: 15- 19) على مر التاريخ والى يومنا هذا.
في علم الاحياء يصنف الانسان من مملكة الحيوان تحت شعبة الفقاريات, اذا حسب مفهوم الهرطوقي ان الانسان هو حيوان , وهذا له تبعات خطيرة, فطالما هو حيوان اذا من الطبيعي سوف يكون له الحق ان يفترس عندما يجوع ويزني عندما يشتهي وهلم جر.
بينما الانسان العاقل يؤمن ان الانسان على انه اكثر شمولية من سابقه, يؤمن انه اكثر رقيا من انه ينتمي الى مملكة الحيوان فحسب, يؤمن على انه انسان يفضل ان يصوم اذا جاع على ان يفترس ويتعفف اذا اشته على ان يزني وهكذا يرتقي بانسانيته .
من هنا ففي الجانب الايماني عند الاباء القديسيين تتخذ مسائل العقيدة نفس السياق , لاننا مدعوين لنكون ابناء ااالله من خلال ربنا يسوع المسيح , وكان اباء الكنيسة عن طريق الروح القدس حافظين وديعة الايمان من اجتهادات الفلاسفة وانحرافات المؤمنين التي حاولت ان تبعد الانسان من الارتقاء الى منزلة ابناء الله بالإيمان، أو المحبة أو التبني ,والذين نرى اليوم نتائج تلك الانحرافات والعوق الايماني بمعتقدات تدعوا للقتل وانتهاك الاعراض في سبيل الله والله بريء منهم ومن افعالهم.