هل مات العراق؟.
لم يمتْ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، بل مات ميتة حقيقية في 5 حزيران 1967، آي عام النكسة والفشل والهزيمة، الذي لحقَ به وبكل العرب ووصمة عار على جبين كل الزعماء. بعدها ظل عبد الناصر بقايا إنسان مهزوم يذرف دموعاً حارة من قلب مجروح، وأحرقته خيانة وغرور صديقه المُشير الغير حكيم ، يحاول أن يجمع ما تبقى من كرامة مبُعثرة على صحراء سيناء وشرم الشيخ والضفة الغربية وهضبة الجولان. ولكن حتى في لملمت الجراح لم ينجح، وتبدد الأمل العربي في ساعات ، وضاع الحلم ، وأكتشفوا انهم كانوا يسيرون خلف سراب، وجاء الكابوس مُتمثلاً في واقع أليم لم تستفيق منه العرب الى حد الان.
لم يمتْ بلد كان أسمه عراق الان، بل حين قرار شخص مغرور جاهل أن يستفرد بالحكم عن طريق القتل والقوة ومنهج العصابات والحزب الواحد والعقلية الواحدة بدون الحرية وأستغنى عن مبدأ الاشتراكية. مات العراق الكبير حين قررَ رئيس جمهوريته غزو دولة صغيرة متاخمة لحدوده تحت ذرائع واهية وتبريرات سخيفة تدل على مدى جهل وغباء قائده المُجاهد الناصر بالله، وجرَت بعد ذلك الدمار والخراب عليه وعلى البلاد والمنطقة ككل. ماتت بغداد عاصمة الحضارة ومنارة الفكر مرتين الاولى حين دخلها هولاكو سنة 1258 والثانية حين سلمتها أمريكا الى العدو الأزلي الحاقد على البلاد والعباد أيران على طبق من ذهب مرصع بالألماس ، وهي آي الولايات المتحدة تجر ورائها أذيال الهزيمة والعار لا تعرف كيفية الخروج من المسُتنقع العراقي. هل تبقىْ شيأ واضح من معالم بلد كان في السابق بلاد ما بين النهرين وميزوبوتاميا؟. الميليشيات الإيرانية والمرشد الأعلى والجنرال سليماني من يتحكم في القرارات السياسية والعسكرية مباشرة من طهران. تنظيم داعش الإرهابي يجول ويصول بحرية في ثاني أكبر محافظة من ثلاث سنوات ويسيطر على نصف محافظات الفرات الأوسط مع كل المعارك الصحيحة والوهمية. الجارة الغير عزيزة تركيا تُحاول أن تجد موطئ قدم تغُيظ الكفار مع أنها هي من صنعت هؤلاء الكفار وسلحتهم وعززت وجودهم على الساحة ، فتزيد من تواجدها العسكري في ناحية بعشيقة ويُصرح السلطان اردوغان أنه هو من سوفة يُحرر مدينة الموصل من دنس الاوغاد الدواعش حسب أتفاقية أبرمت بين تركيا وبريطانية سنة عشرين من القرن المنصرم فيريد أحياءها وبعثها من الانقاض من جديد!!!. أتساءل ويتساءل معي الناس هل ظل شيء أسمه عراق ووطن كان في الماضي أرض الشمس.