ماذا حدثَ لنانسي وناهض
بقلم سلوان ساكو
في زحلة لبنان أرادت الفنانة نانسي عجرم إحياء حفلْ فني كبير في المدينة العريقة، فيتصل آحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي الإسلامي ويُهدد بتفجير المسرح أثناء الأمسية ، فتضطر إدارة المهرجان أن تلُغي الحفل.
على أبواب محكمة العدل في العبدلي وسط عمان يلقى الكاتب الأردني اليساري ناهض حتر 1960-2016 مصرعه على يد إسلامي مُتشدد بسبب رسوم كاركتيرية ، أعتقد القاتل المعتوه أنها تمسْ الذات الإلهية وتحطّ من قيمة الدين. صور عديدة من هنُا وهنالك ومن بلدان عربية واجنبية ليس أخرها مجزرة جريدة شارلي إيبدو الفرنسية العالقة في الاذهان الى حدْ الان، تُسلط الضوء على ماوصلنا إليه نحن العرب من تخلف وقسوة وإجرام بعد أن أجتزنا القرن العشرين بكثير، في نفس الوقت نلاحظ الى آي مدى أستفحل الاٍرهاب ووصل الى تفاصيل حياتية دقيقة، صار العربي يتوهم أنه ينشر رسالة الاسلام ويُطبق الشريعة ويضع الحدّ والعقوبة التي يراها هو صحيحة من منضوره الإرهابي المتشدد ويضرب عرض الحائط كل القوانين والاحكام والتشريعات المدنية.
هل وصلنا الى مرحلة صرنا فيها نخاف من كل ما يدور حولنا ، نلتفت يميناً وشمالاً نتوجس خوفاً ، هل بات الإرهابي الداعشي والقاعدي والزرقاوي يتحكم في حركتنا ويفرض علينا آراءه وأحكامه ، هل جاء الوقت الذي صار فيه المفكر اليساري والماركسي والليبرالي يخاف على قلمه أن ينكسر على يدّ هذا الإرهابي اللعين؟.
في أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ 1911-2006 في عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل أولاد حارتنا ولكن نجا من الحادث بأعجوبة. وفي 8 يونيو 1992 تم أغتيال الكاتب والمفكر المصري اليساري الدكتور فرج فودة 1945- 1992 في القاهرة بسبب أفكاره وأراه العلمانية. وحين سُئل منفذ العملية من قِبل قاضي التحقيق، لماذا قتلت فرج فودة ، قال المُتشدد لإنه ضد الدين الاسلامي ، فقال له القاضي هل قرأت له شيء لكي تحكم عليه بالكفر ، فقال المجُرم لا ، فقال القاضي لماذا، قَال لأنني لا أعرف القرّاءة والكتابة.