المحرر موضوع: كنيسة مار گورگيس في منگيش  (زيارة 5217 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
كنيسة مار گورگيس في منگيش
« في: 20:56 30/09/2016 »
كنيسة مار گورگيس في منگيش
" ليكن السلام على هذا البيت وعلى كل من يدخل هنا"
بقلم فرنسيس كلو خوشو

ترجمة حنا شمعون ، عن الأنكليزية


كان صيفاً زاخراً بالمحاصيل والحيوية في قرية منگيش، وكالعادة كان حاراً وخالياً من المطر وهذه حالة ملائمة لجلب عشرات المحاصيل في هذه الفترة من السنة. كل يوم كان ثمة محصول ينتظر دوره ليُنقل الى البيت او البيدر، محاصيل مثل الشعير والحنطة والعدس والعنب وغيرها كثيرة.
الأسبوع الاول من تشرين الاول هو بداية موسم قطف العنب وتحويله الى الزبيب الذي تشتهر به هذه القرية والذي قسم منه يستهلك محلياً كونه زاخر بالسعرات الحرارية ، اما البقية  فيستبدل في القرى الأخرى بمحاصيل تفتقر اليها القرية ]او يُصدر الى أسواق الموصل لبيعه بثمن زهيد وشراء منتوجات اخرى يفتقر اليها سكان القرية، كالسكر والشاي والصابون; المترجم [


تتذكر العمة كتو اودو بيداوث وكان عمرها حينذاك ثمان سنين انه في تلك السنة بالذات كاد المنگيشيون أن يتخلو عن قطف محصول العنب من الكروم المحاذية لجبل منگيش في أراض شاسعة تسمى" سردشتي" ، وذلك بسبب أمر غير عادي.
في كل عام من نهاية أيلول وبداية تشرين الأول كانت مجموعة من سبع الى عشر عوائل تمكث طوال ما يقارب الشهر في هذه المنطقة الواقعة جنوب شرق القرية. كل عائلة من هذه العوائل التي كانت كرومها متلاصقة كانت تصنع مظلة على شكل غرفة وذلك من جذوع وأغصان أشجار البلوط المتوفرة في سردشتي وكانت الأغصان الطرية تركب بعضها على البعض على شكل شبكة كي تقي داخل الغرفة من حرارة الشمس اللاهبة الا جهة واحدة كانت مفتوحة كي تكون المدخل الواسع الى هذه الغرفة المسماة " قوبرانا" بلهجة منگيش. هذه المظلة كانت بمثابة بيت مؤقت في هذه الفترة لهذه العوائل لغايات الأستراحة والاكل والمنام.
تقول بيداوث ان هذه الفترة كانت تستمر لمدة شهر في الظروف الاعتيادية. العوائل كانت تثابر سوية لإنهاء المهمة قبل حلول سقوط المطر الذي يدمر محصول الزبيب. المرحلة الاولى من أنتاج هذا المحصول تبدأ بمشاركة جميع أفراد العائلة الا الأطفال الصغار بقطف عناقيد العنب ووضعها في سلات لتعبأ بعد ذلك في سلات اكبر تسمى " قرطالا" وبعد ملئ عدة من هذه السلالي الكبيرة كان يحملها شخصان الى حيث موقع قريب لغمس هذه العناقيد في محلول رماد الخشب المغلي (زركي) ومن ثم تفرش على مساحة ارض معدة مدلكة ونظيفة لتكون لمساء تسطع عليها الشمس الحارقة والغرض هو تيبيس العنب ]ومن هنا استمدت التسمية السريانية للزبيب وهي "يبيشي " اي المجفف; المترجم[. وبعد بضع ايام من عملية التجفيف كانت تجمع عناقيد العنب المجففة وتهز قوياً ليتناثر الزبيب وغالبه محتفظ بالنتؤء الخشبي ) دسقا  (على الارض المدلكة النظيفة لتكون صالحة للأكل او يحتفظ بها لفصل الشتاء كونه غذاء يعطي طاقة ، وكان احياناً يقايض هذا المحصول بأخرى مع قرى مسيحية في سهل نينوى.

وتستمر العمة كتو قائلة: اتذكر في تلك السنة كان علينا الإسراع لإنجاز العمل ( طماشا/ الغمس ) سريعاً لانه في اليوم التالي كان علينا للرجوع الى القرية لحضور تقديس الكنيسة الجديدة للقرية. وعندما قابلت العمة كتو جلب اهتمامي قدرتها لتذكر هذه البرهة النفيسة من تاريخ قريتنا. أخبرتني في ذلك الصباح من عام ١٩٣٥لتقديس كنيسة مار گورگيس جاءت الجموع الى الكنيسة وتحشدت على بابها منتظرة الدخول اليها. كل المانگيشيون كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءاً قدموا مبكرين ليشاركوا في مراسيم افتتاح الكنيسة الجديدة. الأكليروس وعامة الناس تجمعوا ومعهم نيافة مار فرنسيس داؤد مطران العمادية في البوابة الشرقية للكنيسة. وعندما حان الأوان بدأ ناقوس الكنيسة بالدق وتقدم موكب المرتلين نحو باب الكنيسة ماراً بالجموع المحتشدة ومنشدين التراتيل الشجية المصحوبة بصوت الصنوج. صاح صاحب الغبطة "فلينفتح الباب" وانفتح وهناك كان واقفون على الطرف الآخر كاهن القرية رابي هرمز گيژي ومعه الشمامسة. المطران رسم علامة الصليب على عتبة الكنيسة قائلاً: " ليكن السلام على هذا البيت وعلى كل من يدخل من هنا، بسم الآب والأبن والروح القدس، آمين".
وتضيف ضيفتي قائلة ودخلت الجموع الكنيسة وأمتلأت بكامل سعتها. وحين كان المؤمنون واقفين قرأ مار فرنسيس كلمات التقديس من الإنجيل التي لا بد انها احتوت بعض ما جاء في إنجيل متى عن  تقديس الكنيسة  كما هو آت:
رجل بنى بيته على الصخرة؛ متي ٧: ٢٤
وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي؛ متى ١٦: ١٨
بيتي هو بيت الصلاة؛ متي ٢١: ١٣
بعد هذا تقدم مار فرنسيس الى المذبح واضعاً يديه على شرفته قائلاً بالسريانية: ليتقدس اسم الآب والإبن والفرح القدس الآن والى نهاية العالم ، آمين. هذا كان مرفقاً بصوت دقات الناقوس والصنوج تضرب داخل الكنيسة والشموع توقد. سيادة المطران أنهى تقديس الكنيسة مخاطباً الجموع بقوله لهم، ليكن سلام الرب معكم على الدوام. وجموع المؤمنين أجابت: ومعك أيضاً . بارك المطران جموع الحاضرين منهياً القداس ، وبعد ذلك التقى المطران ومعه رابي هرمز گيژي في ساحة الكنيسة مهنئين بعضهم البعض لهذه المناسبة المباركة.
 
 

كنيسة ما گورگيس الحديثة بنيت على أنقاض اخرى بنفس الأسم وهذه الحديثة  أصبحت اعلى بناء في القرية وفي نفس الوقت أوسع بناء عرفته القرية، وقد جلبت احجار الكنيسة الحديثة من جبل منگيش الواقع جنوب القرية . وما يجب ذكره هنا ان جميع اساسات بيوت قرية منكَيش حجارتها جلبت من صخور هذا الجبل . الدكتور عبدالله رابي له دراسة حول تاريخ منگيش  وبحث سيسولوجيا حول المجتمع المنگيشي في كتاب عنوانه" منگيش بين الماضي والحاضر، دراسة في التغيرات الأجتماعية" وقد صدر هذا لكتاب عام ١٩٩٩.

قبل المسيحية لفترة طويلة ، أسلافنا كانوا قد سكنوا منطقة منگيش، وكنيسة مار گورگيس يرجع عهدها الى بداية ظهور المسيحية في المنطقة وكان بناءها فوق اثر لمعبد زرادوشتي ( بيث مگوشي) وهذه الكنيسة جذبت المؤمنين من القرى والمقاطعات المجاورة.

ومؤخراً عندما قرأت خبر ناقوس جديد يدق في سماء منگيش في الموقع الأغر Mangish.net مباشرة خطر ببالي حدث مشابه وقع قبل ست وثمانون عام خلت. فقد هدمت الكنيسة القديمة عام ١٩٢٩ برعاية القس هرمز گيژي وبمؤازرة ومعاضدة أهل القرية أنجز بناء الكنيسة الجديدة عام ١٩٣٣ وثم قُدست عام ١٩٣٥على يد المطران مار فرنسيس داؤد ومنذ ذلك العهد وناقوس الكنيسة يدق من وسط القرية ومن على برج القبة . في عهد طفولتي وشبابي ذلك كان الناقوس يطرق مسمعي كل يوم مرتين على الأقل.

أبناء الأبرشية كانوا يحضرون القداس الالهي في الصباح وصلاة الرمش في العصر بدعوة من هذا الناقوس ، وهكذا أيضاً كان يدق فرحاً بقدوم مطران الأبرشية وكذلك كان يدق مع موسيقى الحزن حين وفاة واحد من أفراد القرية داعياً الى حضور مراسيم الدفن.

كنيسة ما گورگيس عند مدخلها الشرقي كان يرتفع برج الناقوس الذي تعلوه القبة وعلى القبة كان ينتصب الصليب وتلك كانت اعلى ارتفاع يصله اي بناء في القرية. الارتفاع العالي هذا كان يساعد وصول صوت الناقوس الى كل ارجاء القرية والى مسافات بعيدة . البرج كان قائماً على أربعة أعمدة تسند القبة والصليب الذي فوقها . وقوفاً على حجرة النقاش كان بالأمكان رؤية القاع والحبال كانت مشدودة الى عتلة وبسحب الحبل بقوة ودراية كان يتمايل الناقوس ويدق بسرعة حسب الغاية كأن تكون قداس، رمشا، قدوم مطران او حزن وكل منها له عدده الخاص. وشخصياً كان لي شرف دق الناقوس عدة مرات وكان ذلك يبعث الفرحة في نفوس الفتية كونهم مهمين ويبعث الإيمان في قلوبهم.
هذا الناقوس وعبر الزمن ضعفت دقاته بسب الشقوق فيه وأصبحت حالته سيئة ، لكن التاريخ يعيد نفسه وهكذا اجتمع وجهاء القرية بما فيهم مختار القرية السيد حنا گلو مع حضرة كاهن الرعية الأب يوشيا صنا وقرروا تبديل ناقس الكنيسة بآخر ليدق من جديد للجيل القادم . الناقوس القديم أُنزِل ليحل محله آخر جديد اشترته الكنيسة من روما.

حين قراءة الخبر في منگيش. نت غمرتني ذكريات قديمة جعلتني ابحث عن تاريخ الناقوس القديم. ثمة كتابة منقورة على الناقوس القديم وهي تقرأ بالحرف الإنكليزي ما يلي : " MARIE ABRAHA, 15 AOUT 1933, HORMEZ CURE DE MANGEH" وهي بلا شك في النصف الثاني من هذه الكتابة يرمز الى هرمز گيژي خوري/ كاهن منگيش أما عن الشطر الأول فمن هو ماري ابراها هل هو/ هي الشخص الذي تبرع بهذا الناقوس ام اسم الشركة التي صنعته؟ ويبقى السؤال كيف جيء في ذلك الزمن بهذا الناقوس الثقيل من الموصل الى قرية منگيش البعيدة؟ ربما جيء به على ظهر بغل او حصان ، من يدري !!
الناقوس القديم هو بلا شك  يشكل قطعة اثرية ثمينة ظلت تدق لمدة ٨٦ سنة تدعونا نحن  و أباءنا وأجدادنا للصلاة وقد دقت دقات الحزن لأعزاء فارقونا. ونتمنى لو ان كاهن القرية الأب يوشيا صنا مع وجهاء القرية وفي مقدمتهم المختار حنا گلو سيكرسون غرفة في الكنيسة لهذا الناقوس مع تحف اخرى كان لها أهمية خاصة لتبقى هذه القطع الغالية تذكر الأجيال القادمة بتاريخ الكنيسة.
الى جانب الناقوس هناك تحف اخرى التي استبدلت ومنها على سبيل المثال جرن العماذ وأوعية زجاجية والكرسي التاجي المخصص للمطارنة و الحوامل الخشبية المخصصة لوضع كتب الأنجيل الكبيرة [ وحتى الستائر التي  كانت تفصل المذبح عن الحضور والتي تخلت الكنيسة عن استعمالها في الثمانينات من القرن الماضي؛ المترجم.]
وجود هكذا متحف في كنيسة القرية سيعطي هذا الجيل والأجيال القادمة فكرة رائعة عن مجريات الأمور في القرية قديماً.
الناقوس الجديد بلا شك سوف يستمر في ما فعله سلفه وهو دعوة المنگيشيون كمجموعة للصلاة سوية في رحاب الكنيسة.

ذكرى منگيش ستبقى معي على الدوام ولذا فإن املي هذه السنة هو الاستقرار في المنطقة . وبسبب الظروف الأستثائية التي يعيشها وطننا ، اني اصلي وأتذرع الى تحرير سهل نينوى بالكامل . اخوتنا الأبرياء لهم كل الحق لأن يرجعوا الى بيوتهم وأملاكهم ويعيشوا في أمان وسلام. اخوتنا وأخواتنا المشردين في تركيا، الأردن، لبنان، وعدة دول أُخرى الذين يعيشون حياة بدائية يستحقون حقاً صلاتنا ودعاءِنا. لنقف جميعاً معهم ونصلي لأن يجتازوا المِحنة التي يمرون بها حالياً. لنقول لهولاء الأخوة والأخوات من خلال كنائسنا في كافة أنحاء العالم وخلال موسم الأعياد هذا، اننا نتذكرهم  في صلاتنا ونأمل لهم الخلاص من محنتهم.
عيد ميلاد سعيد وكل عام والجميع بخير ، مع بركة الرب.

 
         





غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #1 في: 23:51 30/09/2016 »
الاستاذ والصديق العزيز  فرنسيس خوشو كلو المحترم
الاستاذ الشاعر الكبير والصديق العزيز حنا شمعون المحترم
شلاما وايقارا

شكرا لكما على هذا الموضوع القيم عن الذكريات التاريخية الحلوة لابناء قريتنا العزيزة مانكيش وعن كنيستها فعندما اضطررت عائلتي لمغادرة مانكيش كنت مجرد طفل فقط وعمره ثمانية سنوات ولكن حياة الطفولة وملامح كنيستنا الرائعة وقريتنا الجميلة واهلها الطيبين وحقولها الخضراء وجبالها الشماء وأوديتها الخصبة وينابيع مياهها الصافية لا تزال تطغى على ذاكرتي ولن أنساها في حياتي حيث بعد مغادرتنا القرية الى بغداد كطفل اعتقدت أني سأعود إلى قريتي خلال فترة قصيرة ايام او اشهر أو سنة على الأكثر ولكن مرت السنة ومرت السنوات وسنوات غيرها ولم يكن هناك عودة لارض الاباء والاجداد ولكن الذكريات الجميلة لا تزال قوية في قلبي وعقلي وعيني مهما حييت هل انسى الادوات والمعدات البدائية في عملية الزراعة والحراثة والري في مانكيش ؟ وهل انسى معصرة العنب ؟ وهل انسى مطحنه عمي الرئيس حنا الصنا لطحن القمح ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل ؟ مع تقديري

                                   اخوكم
                                 انطوان الصنا

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1274
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #2 في: 07:42 01/10/2016 »
الاديب المبدع حنا شمعون المحترم
تحية وتقدير
       شكرا وحسناً عملت بترجمة المقال الرائع للاستاذ العزيز فرنسيس كلو خوشو عن كنيسة منكيش التاريخية ،فعلاُ أنه ابدع ابداعاً فنياً في نقلنا الى أيام الطفولة التي عشناها في قريتنا العزيزة منكيش فلكل منا له ذكرياته في مزارعها الخلابة وطبيعتها الجميلة وجبالها الشاهقة ومياهها المتدفقة وفي أزقتها الملتوية وفي كنيستها الجميلة التي تعلو على كل الدور المحيطة بها ،وكما قال الاخ انطوان الصنا العزيز عندما غادرناها الى بغداد كنا نتأمل في يوم ما سنرجع اليها لشدة تعلقنا بها ،فمهما كانت البيئة التي يعيش فيها الانسان في طفولته ،لابد ان تترك انطباعات نفسية وتحولها الى اللاشعور وتبقى مترسخة في تفكيره عند التقدم بالعمر ،ومهما عاش الانسان في سنوات البلوغ في بيئة ما ليست كما هي في سنوات الطفولة أبداً .
تعيش أخي حنا والى المزيد من الابداع ،كما نشكر الاخ فرنسيس على كتاباته عن تراثنا باللغة الانكليزية ليتسنى لشباب اليوم التعرف عليه .

اخوكم
د . رابي

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #3 في: 13:44 01/10/2016 »
الاخوة الاعزاء فرنسيس خوشو وحنا شمعون والمتحاورون الكرام المحترمون

مقال جدير بالاهتمام حول كنيسة مار كوركيس شفيع منكيش وحول بعض العادات والتقاليد والذكريات عن بلدتنا الجميلة منكيش. أرغب ان أضيف بعض القصص التي رافقت عملية هدم الكنيسة القديمة سنة 1929م وبناء الكنيسة الحالية والانتهاء منها سنة 1934م .

الاب هرمز كيشي كاهن الرعية أعلن عن عزمه هدم الكنيسة القديمة والتي بنيت في منتصف القرن التاسع عشر، ابان بطريركية مار يوسف السادس اودو. المطران فرنسيس داود راعي الابرشية انذاك كان معارضاً للفكرة وذلك بسبب كلفة بناء هذا المشروع الضخم. لكن الاب هرمز اتّكل على الله، على القديس الشهيد مار كوركيس اضافة الى همّة المنكيشيين.
 
أعلن الاب هرمز يوم البدء بهدم الكنيسة القديمة، وتجمّع الرجال مع الادوات الخاصة بالهدم، المعاول بانواعها، والرفش وادوات الحفر الاخرى. لكن لم يتجرّأ أحد على البدء بالهدم، وذلك خوفا من مار كوركيس. لكن الاب هرمز خطب بالمحتشدين قائلاً: بابو، يا أولادي، مار كوركيس يفرح بما نقوم به لاننا نبني له كنيسة اكبر واحلى تليق به. حينئذ صعد الى سطح الكنيسة، ورفع طرف ردائه/سوتانته الاسفل وأدخله تحت حزامه الجلدي الذي على حَقوَيه وأخذ المِعْوَل بيديه وبدأ عملية الهدم. عندئذ تشجّع الجميع وشرعوا كل من جانبه عملية الهدم. في فترة الهدم والبناء، كان يتم ضرب الطبل وعلى أنغام الزرنة أثناء العمل، مع هلاهل النساء وذلك لحث العاملين للعمل بسرعة دون كلل. وساهمت النساء مساهمة كبيرة في عملية الهدم والبناء من خلال تهيئة المستلزمات وبعض اعمال نقل التربة والجص والمياه، اضافة الى تهيئة الاكل والشرب للعاملين.
 
وكان قد تم استدعاء بنّائين اثنين من خيرة البنائين في منطقة صبنا وهما عوديشو (جد القس جبرائيل شمامي) وكذلك كيوَرو (كوركيس) من قرية تنا، اضافة الى خبيرين اثنين في فن الاقواس وعقد القناطر وامور معمارية اخرى من مدينة الموصل ولتقديم الاستشارة اثناء بناء المفاصل المهمة.
 
كان تكريس وتقديس الكنيسة بأبعادها 24x16 م وهي من كبريات الكنائس انذاك، في 4 تشرين 2 سنة 1934م وهو الاحد الاول من تقديس الكنيسة، من قبل سيادة راعي الابرشية انذاك المطران فرنسيس داود. وحضر ايضاً القس الراهب بولس جنتو الوكيل البطريركي للكلدان في روما، وجلب معه ثلاثة صور كبيرة: صورة لمريم سلطانة الوردية للمذبح الرئيسي في الوسط، والثانية لمار كوركيس ممتطياً فرسه والرمح بيديه وهو يقتل التنين، وذلك للمذبح الثاني جهة الناقوس، ويحوي ايضاً جرن العماذ، والثالثة لابونا ابراهيم ( مار أوراهم) والسكين بيديه لذبح ابنه اسحاق ذبيحةً للرب، ويظهر في الصورة كبش كبير هيّأه الرب بدل اسحاق، بعد ان اختبر ايمان ابراهيم. صورة مار اوراهم للمذبح العلوي بسبب اختفاء بعض ملامحها، قام الاخ الفنان وردا اسحق مشكوراً برسم اخرى لتحل محلها في اوائل الثمانينات. وعن الناقوس القديم يقول الاخ وردا في ردّه على نفس المقال بالانكليزية في موقعنا الأغر منكيش، بان الاب هرمز كيزي جلبه من القدس على ظهر حمار. ربما كان القس الراهب بولص جنتو قد شحنه من روما الى القدس. تقبّلوا تحياتي......

سامي ديشو - استراليا

غير متصل سامي بلو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #4 في: 22:05 01/10/2016 »
خاورا ميقرا حنا شمعون

كلماتك وكاتب المقال الاستاذ فرنسيس رنت في اعماق نفوسنا معطرة بعبق تاريخ منكيش وبسما دبيرما لكنيسة منكيش، وصف رائع عن تجمع الاهالي امام كنيستهم الجديدة وهم متلهفين لدخولها بايمانهم وبساطتهم المعهودة ، تلك البساطة التي تنم عن الكثير من البراءة التي يتربى عليها اهل القرى. لقد رسم كاتب المقال لوحة لا بل بانورما لاهالي منكيش في وقت قطاف العنب من كرومهم الممتدة امام السفح الشمالي لجبل منكيش، تالمت كثير عندما دخلت اخر مرة قبل اربع سنوات منكيش العزيزة لارى امامي الدخلاء يملؤون ازقتها ويدنسونها باقدامهم بدون اي وجه حق. ومع ما انتابني من شعور بالحزن واليأس فتحت نوافذ السيارة وادرت المسجل باعلى صوته لاستمع الى احدى اغنياتي المفضلة : حليلا بلبي منكيشي ماثا دسهدي وقديشي ، لعلني كنت افكر بتحدي المحتلين لاقول لهم: هنا كنا وهنا سنبقى مدى الدهر لانها ارض ابائنا واجدادنا وانتم لستم سوى محتلين، يوما سيلفظكم الزمن ليعود الحق الى اصحابه، انه حلم وكل خطوة تبدأ بالحلم.
تحياتي ومحبتي
سامي بلو

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #5 في: 01:09 02/10/2016 »
اعزائي أبناء قريتي انطوان الصنا ، د. عبدالله رابي، وسامي ديشو المحترمين

أشكركم على قفزكم سريعاً للتعليق على هذه الترجمة التي حالما قرأتها في الغراء مانگيش . كوم قبل حوالي السنة قررت ان أترجمها وأعرضها لقراء عنكاوا الأعزاء في الذكرى ٨٢ لأفتتاح هذه الكنيسة العتيدة. الأخ سامي كما اثبت مراراً كان رائعاً في تنقيح المعلومات التاريخية وهو محق حين صحح تاريخ افتتاح الكنيسة ليكون في الرابع من تشرين الثاني ١٩٣٤ لسببين أولهما ان هذا التاريخ يصادف يوم الأحد، والثاني انه يقع في السابوع الاول من قُدس الكنيسة ( قودش عيتا)، وقد بحثتُ وقارنت التواريخ في العم گوگل ومرة اخرى حبيبنا سامي كان محقاً. وهذا طبعاً لا يقلل اطلاقاً من الذكريات الثمينة التي سردتها العمة كتو بيدواث مشكورة وهي تقترب من سنينها التسعين ، أطال الرب من عمرها. اتذكر طفيفاً في عمر الخمس او الست سنين كوني طفلاً ألهو بين المظلات ( قوبراني ) في سردشتي وكحلم  لا أستطيع تذكره بالكامل وإذا بيّ محاطاً بقلة من شابات القرية وهم لابسين " علمودة " ومنهم بالتأكيد كانت ابنة عمي  الكبيرة وارينا وهم يقدمون لنا الحلوى . لقد جاءوا من بغداد ورأوا المضلات فترجلوا من السيارة ومشوا إلينا ما يقرب النصف ميل ليجعلوا تاريخ حياتي يسجل اول او ثاني ذكرى من ابعد ما أستطيع استردادها في مخيلتي.

حسب او اظنه ان هذا المكوث الشهري في سردشتي بَطُلَ العمل به اثر نشوب الاظطرابات الأمنية في المنطقة بسبب الثورة الكردية. كروم منگيش المحاذية لجلبها الممشوق من غير شك كانت ثروة زراعية جعلت هذه القرية غنية ومعتمدة عَلى نفسها في كل الظرف الصعبة التي مرت بها ، وكذلك ذات  شأن في المنطقة خاصة وأنها من كل صوب كانت محاطة بقرى كردية صغيرة وطالما حسدها رؤساء عشائر تلك القرى، لكن رجاحة عقل مختاري القرية وصيانة علاقة جيدة مع الأكراد كان صِمَام الأمان لحفظ أهل القرية في أمان،  وما مكوث ما يقارب العشر عوائل في سردشتي لمدة شهر  في كل عام من غير حوادث تذكر، الا دلالة على ذلك الوئام الذي كان يسود في المنطقة رغم اختلاف في الدين والقومية واللغة والعادات.

الحقيقة يا اعزائي  انطوان، د. عبدالله، وسامي أظن ان مثقفي منگيش  وجلهم من اليساريين الذين سبقونا مُلامون بعض الشيء انهم لم يعيروا أهمية لتاريخ هذه القرية و شخصياً لم استفد من أحدهم في كل ما تعلمته او كتبته عن منگيش . كنت أمل ان أكون مخطئاً في هذا ولكن مقارنة بما اعرفه عن اليساريين الألقوشيين في هذا الشأن فان أقرانهم المنگيشيين هم مقصرون، ولكن من غير شك اني بعد اثبتُ شغفي بتاريخ هذه القرية كنت ألقى التأييد والتشجيع من غالبيتهم، وبهذا اود ان اذكر هنا الشهيد لازار ميخو الذي استقبلني  بفخر و بفرح كبير حين كتبتُ اول نتاج ادبي لي في جريدة التآخي في أوائل السبعينات من القرن الماضي، كما ان للامانة كلما كتبتُ مقال في عنكاوا كوم فإن الطيب الذكر الدكتور بطرس مرخو يخابرني من سان ديگو ليهنئني ويشكرني.
اذكر كل هذا لأقول لأقراني من المنگيشيين ان الوقت يمر سريعاً كي ننتهز الفرصة لأستخلاص المعلومات من كبار السن قبل فوات الأوان ويغيبون عنا او نغيب عنهم . وهنا لا بد أشد على ايديكم أيها الأعزاء الثلاثة ومعكم الأخ فرنسيس خوشو فيما جهدتم  حسناً في غَرف المعلومات او الكتابة عن قريتنا الجملية والتي كمن يتربى في عائلة متمكنة روحياً ومادياً هكذا كنا محظوظين  لنتربى في كنفها، فهل ردّينا لها الجميل!!!
تحيتي الأخوية لكم ولكل القراء الأعزاء،
                              حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #6 في: 08:49 02/10/2016 »
الأستاذ والصديق العزيز سامي بلّو المحترم،
أشكرك جزيلاً لقراءتك هذه الترجمة املاً اني وفيت قليلاً للأسلوب الأدبي الفاخر الذي يتمتع به الأستاذ فرنسيس كلو خوشو باللغة الأنكليزية . نعم وصفه رائع والصورة التي ينقلها عن مواضيعه هي بجودة الرسام الأنطباعي الموهوب. 
استاذي العزيز،  نوهتَ عن الالم الذي حزٓ في قلبك اذ رأيت خلال زيارتك منگيش وهي خالية من اَهلها. صدقني هذا هو همي الكبير أيضاً ونحن اذ نلوم ساسة الوطن على هذا ، فلنكن صادقين ولا نستثني أنفسنا وضعفنا اذ لم نتمسك بأرضنا وفي اول فرصة سانحة تركنا كل شيء وهاجرنا ، و لا اقصد الجميع لكن الغالبية منا. وهنا أوجه تحية تقدير وإجلال لكل من بقيّ متمسكاً بهذه الأرض الطيبة.
مع التحية والود،
                 حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #7 في: 09:05 02/10/2016 »
Dear Hana and esteemed interlocutors
Thank you so much for your work in translating the article “St. George Church in Mangeshi “from English to Arabic. You did a fantastic job! Also, thank you to Ankawa.com for publishing the translation. It brings me great joy that so many Arabic readers have now been given the opportunity to enjoy this article. With that said, I wanted to also express how really thankful I am to every one of you who keeps our community alive. God bless. 
Francis Kalo Khosho

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1835
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #8 في: 13:23 02/10/2016 »
اخي العزيز حنا
تحياتي
اشكرك على هذه المقالة التعريفة الجميلة عن هذه الكنيسة وعن هذه الصور الجميلة لهذه  القرية الجميلة منكيش التي كنت اسمع عنها وأنا طالب في بغداد ولم أتمكن من رؤيتها يوماً ولكن هنا في ديترويت حيث أقيم  وانت تعلم ان جاري  العزيز سامي يوسف هو من منكيش وهو يتكلم ويشرح لي تاريخ هذا القرية الصامدة البديعة
وانت مشكوراً تكتب عنها وهكذا  تكتمل عندي الصورة .
وكما أنا اعلم ان من بعض خيرة مت يكتب في هذا الموقع هم من منكيش وأنا أتشرف بهم شخصياً  .
احييك وأشكرك ولَك مني ومن الاخ سامي كل التحية
جاني

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #9 في: 15:44 02/10/2016 »
بعد الاستئاذان من العزيزين فرنسيس خوشو كلو وحنا شمعون المحترمين
هنا او ان اوضح واصحح بعض المعلومات التي وردت في مداخلة الاخ والصديق العزيز سامي بلو المحترم لان رد الاخ العزيز حنا شمعون المحترم كان فيه كثير من المجاملة والمحاباة وكما يلي :

اقتباس من مداخلة الاخ سامي بلو المحترم : (عندما دخلت اخر مرة قبل اربع سنوات منكيش العزيزة لارى امامي الدخلاء يملؤون ازقتها ويدنسونها باقدامهم بدون اي وجه حق)

1 - ارجو العلم ان داخل قرية مانكيش القديمة والجديدة لا يسكن اي شخص دخيل وانت تقصد من الاخوة الكورد حيث في عام 2007 كان يسكن داخل مانكيش القديمة ثلاثة عوائل كوردية فقط وبناءا على طلب اهل القرية الاعزاء امر الرئيس مسعود البرزاني بأخراجهم خارج القرية خلال عشرة ايام وفعلا حصل ذلك واليوم قرية مانكيش القديمة والجديدة نظيفة ولا يسكنها غير اهلها المانكيشيين اضافة الى ضيوفهم من المهجرين من ابناء شعبنا من سهل نينوى

2 - اما وجود الاخوة الكورد احيانا في بعض اسواق وازقة وشورارع مانكيش بهدف التسوق والعمل ومراجعة الدوائر المختصة وغيرها فهذا امر طبيعي جدا لان بلدة مانكيش (مركز ناحية) ويتبعها اداريا ما يقارب سبعون قرية كوردية تحيط بها منذ مئات السنين حيث صمدت مانكيش شامخة الى هذا اليوم وستبقى اما موضوع نزيف الهجرة بين صفوف ابنائها فهذه حالة عامة مستشرية بين صفوف ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن وابناء مانكيش جزء منهم بسبب الظروف المعروفة

3 - ثم ان موضوع التعاون والعيش المشترك بين مكونات الاقليم المختلفة حالة تاريخية وطبيعية ايضا وجيدة مع تأكيدنا احتفاظ كل مكون بخصوصيته القومية والدينية وهذا ما حصل فعلا في مانكيش حيث لا زال ابنائها يمارسون اعمالهم وتقاليدهم وعاداتهم وطقوسهم الدينية بكل حرية وكنيستهم شامخة ويقرع ناقوسها يوميا وعلى مسمع الاخوة الكورد

4 - ابناء قرية مانكيش خلال القرن العشرين فقط قدموا العشرات من الشهداء دفاعا عن ارضهم وكرامتهم وكان في مقدمتهم عمي الشهيد (الرئيس حنا ميخو الصنا) (مختار قرية مانكيش) الذي استشهد سنة 1955 غدرا وخيانة على يد بعض الطامعين بأراضي القرية من جيراننا الاكراد بسبب رفضه وعدم مساومته على ارض زراعية بمنطقة (كوفلي) ودفع حياته قربانا من اجل ارضي مانكيش وهذا يؤكد تمسك اهلنا بأرضهم التي هي اساس وجودهم القومي والديني

5 - همسه في اذن الاخ العزيز سامي بلو المحترم ارجو في المرة القادمة عند زيارتك لقريتنا العزيزة مانكيش خاصة وانت اليوم قريب منها لانه تعمل وتعيش في القوش ان تحل ضيفا عزيزا على مختار القرية الاخ والصديق العزيز (حنا كلو المحترم) ووجهائها واهلها الطيبين وتسمع للحقائق والوقائع عن وضع قريتنا وكنيستنا واهلها واراضيها وغيرها من مصادرها الدقيقة والامينة خدمة للحقيقة عن مع تقديري

                                       اخوكم
                                    انطوان الصنا

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #10 في: 20:34 02/10/2016 »
الأخ العزيز فرنسيس خوشو كلو المحترم
الأخ المترجم والأديب المبدع حنا شمعون المحترم
أولاً نشكر الأخ العزيز فرنسيس لمحبته المتواصلة لمانكيش منذ أن كان طفلا صغيرا فيها لكن ذكريات قريته الجميلة ما تزال تدفعه الى تكريمها بكتاباته الشيقة التي تجذب كل أبناء منكيش لقرائتها والتمتع بها . كما أن محبته الصادقة لربوع قريته منكيش تدفعه ذاكرته لكي يقرأ لنا صفحات تلك السنين ويسجلها بدقة وترتيب وكأنه يقص لنا قصة حقيقية حدثت وكان هو أحد الشاهدين لها .
نعم أخي فرنسيس تلك السنين القليلة التي عشناها في منكيش في أيام الطفولة تأثرت في عقولنا الباطنية أكثر من كل السنين التي عشناها خارج منكيش ، صدقني بأن تلك الذكريات المخزونة ماتزال تفرض نفسها علينا فنرى في أحلامنا ونحن في بلدان الغربة وكأننا في أزقة منكيش وبساتينها أو على جبلها وتلالها والسبب يعود الى تأثير تلك السنين على ذاكرتنا .
أجل قصة بناء كنيسة منكيش على أنقاض الكنيسة القديمة التي ما تزال قسم من أجزائها ظاهرة في الجدار الجنوبي القريب من الناقوس لأنها لم تهدم لصلابتها فدخلت ضمن البناء الجديد . وهكذا ولد من البناء القديم صرح جديد وجميل في وسط البلدة يتباهى به أبنائها المؤمنين الذين قدموا لله بيتاً جديداً ولشفيعهم القديس مار كوركيس تكريماً يليق به.
فكرتك أخ فرنسيس حول حفظ كل قديم في الكنيسة كالناقوس القديم فكرة جيدة لتكوين متحف يحتوي كل قديم منذ تأسيس الكنيسة أبتداءً من الهدايا التي جلبها الأب الراهب بولس جنتو من روما وجاء بها الى العراق لجلبها الى الكنيسة وحضوره حفل أفتتاحها والتي كانت ( ثلاث لوحات زيتية " الأولى لوحة الوردية في الوسط ولوحة مار كوركيس في هيكل اليمين . ولوحة أبينا أبراهيم في اليسار والتي رسمت أخرى بديلها بسبب أختفاء ألوانها وسقوطها وذلك لردائة تحضير اللوحة وكذلك لردائة الألوان المستخدمة من قبل الفنان فلم تقاوم كاللوحات الأخرى مما يدل أن رسام تلك اللوحة لم يكن رسام اللوحتين الأخرى . طلبت من مثلث الرحمة مار حنا قلو بالأحتفاظ باللوحة القديمة فلا أعلم عن مصيرها لكي تدخل مع القطع القديمة التي يجب وضعها في مكان يليق بها ولكي تشاهدها الأجيال . أعتقد بأن الكنيسة فقدت أشياء كثيرة عندما نزح أبناء منكيش الى دهوك لعدة أيام عندما أراد السلطة هدم منكيش فدخل الى الكنيسة أثناء غياب أبنائها غرباء فعبثوا بمحتوياتها . يال بأن شمشا ددهوا قد أختفت في تلك الأيام .
أما عن المواد الأخرى التي جلبها الأب جنتو فكانت شمشا ددهوا وسانونجي ( صنوج ) وبدلات للكهنة وغيرها وشمعدانات .
من المواد القديمة التي يجب حفظها المخطوطات الكبيرة التي كانت تضع على حوامل خشبية كبيرة في صلاة الرمش وكتب أخرى ككتب ( الحضرا ) والأناجيل القديمة وسجل ميلاد أبناء القرية والصليب الخشبي الأسود الذي كان يحمل في مسيرات درب الصليب وفي ( أروتا دحشا ) ومواد أخرى غيرها .
أكرر شكري  لك يا أخي فرنسيس لما تقدم كل فترة من لوحة جميلة على شكل قصة أو موضوع لأبناء منكيش . ومحبتي وتقديري للأخ المحبوب حنا شمعون الذي ساهم في نقل الموضوع الى العربية بهذا الشكل الجميل . والرب يبارككم
وردا أسحاق عيسى

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #11 في: 06:34 04/10/2016 »
الأخ العزيز وردا اسحق عيسى المحترم،
تحية المحبة،
مداخلتك في مقال الأخ فرنسيس والذي كان لي شرف ترجمته هي ثرية في المعلومات حول كنيسة منگيش والتي دلف بابها الوسطي الكبير ابيك وأبي المرحومين وحتى جدك وجدي . امهاتنا دخلن من بابها الخلفي الضيق وفرشن فرشاتهن ( صدركياثا ) على الأرض الصلدة للجلوس عليها حيث لم تكن ثمة كراسي ولا سجادة يجلسن عليها.
اني أتكلم هنا بالنيابة عن الأخ فرنسيس الذي اعرف جيداً انه يحب التراث،  والمعلومات التي أوردتها هي ذات أهمية كبيرة للموضوع وأود هنا ان  أضيف بعض المعلومات من عندي لأغناء الموضوع الذي كتبه الأخ العزيز فرنسيس ، ويا ليت حذا حذونا كل من له معلومات يضيفها لنعطي كنيسة منگيش الأهمية التي تستحقها.
من ناحية الحائط الذي تبقى قسم منه وكما ذكرت َ قرب البرج فإن هذا له أهمية كبيرة خاصة اذا علمنا ان الكنيسة القديمة قد بنيت في منتصف القرن التاسع عشر كما ذكر الأخ سامي ديشو وقد ذكر ذلك أيضاً هنري لايارد عندما مرّ في منگيش وذكر عن كنيستها الجديدة ووجود كاهنين يخدمانها.
في طفولتي اتذكر ان الكنيسة الجديدة كانت مقسمة الى أربعة اجزاء الاول وهو المذبح ( قنكي ) حيث وهو الجزء العالي كأنه المسرح  ( بيما ) الذي تجري عليه الأحداث القدسية وفيه الكاهن يتوسط المذبح والشمامسة على الجانبين ( گو دا لايا وگودا ختايا ) وعلى ما اتذكر نزولاً ما يقارب النصف متر كان يجلس الصغار بعمر الخمس سنين فما فوق ومن طفولتي التي البريئة اتذكر كيف كنا نجلس القرفصاء ونحضر مبكراً كي تكون سحب الستارة ( السطرا )  من نصيبنا وكثيراً ما كانت تحصل مناوشات بين الأطفال للحصول على ذلك الأمتياز. وبعد تلك المساحة الصغيرة كان محل جلوس الرجال على الكراسي ثم تأتي مقاطعة النساء وكما ذكرنا كن يجلسن على الارض . طبعاً الدخول الى الكنيسة كان يستوجب خلع الأحذية وخاصة لأطفال والنساء.
أيضاً اود ان اذكر انه في زمني لم يكن هنالك مكبرات صوت لكن تلك لم تكن بمشكلة كبيرة لان الكنيسة الجديدة  المبنية على منوال الكنائس الشرقية  -- الكبيرة نسبياً -- كانت جوفاء في القسم العلوي بحيث يمكن لشخص ان يزحف في ذلك الجوف والسبب هو كي ينتقل الصوت عبر الفراغ الى القسم الخلفي من الكنيسة. بقي ان أقول عن هندسة البناء اضافة الى ما ذكرته يا اخي وردا وما ذكره الأخ سامي من قياسات الكنيسة  ان القبلة كانت صوب الشرق ( مذنحا )  وهي مسألة مهمة في بناء كنائس المشرق. كما ان اتذكر في الصيف كانت صلاة الرمش كانت تقام في باحة ( درتا ) الكنيسة وفي الهواء الطلق خاصة وان المطر كان ممنوع هطوله في هذا الفصل.
أسفت جداً ان حاوي القربان المقدس ( شمشا د ديهوا ) قد سرق من الكنيسة في فترة الهجرة الموقتة والإنذار الذي وجهته الحكومة لأهالي القرية وفي هذا سأخمن ان هذا كان عام ١٩٨٨ واعتذر عن عدم التدقيق لضيق الوقت. اتذكر بريق شمشا ديهوا في عيد القربان المقدس الواقع عادة في الشهر السادس وكانت تنثر زهرات الرمان الحمراء عليه حين كان موكب الكاهن والشمامسة يجولون به في باحة الكنيسة.
أظن ان الكثير مما ذكرته قد تغير الآن ولكن من الظروري تسجيل الوقائع كما شهدناها وتبقى جميلة في ذاكرتي ولذا وودت هنا ان أشارك القراء الأعزاء في الذي عشته و لمسته اثناء طفولتي.
 تقبل تحيتي اخي وردا ، فنانا الكبير وانت مشكور جداً على تجديدك للوحة المذبح الشمالي لأبينا ابراهيم بأناملك الساحرة والتي هي مع ذوقك الجميل هبة الرب لك وتستعملها لخدمته. 

                                         حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20824
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #12 في: 03:05 06/10/2016 »
عزيزي الكاتب المبدع والشاعر الكبير الأستاذ حنا شمعون المحترم
تحية محبة وسلام


انا بصراحة عندي ذكريات جميلة وخالدة في نفسي تجاه هذا الصرح المبارك المقدس زرت الكنيسة في عام 1979 و 1984 و 1987 وكلما كنا نزور الموصل مع والدي الشماس عمانوئيل الله يرحم موتاكم ويرحمه لزيارة كنيسة مار كوركيس في الموصل كان لابد وان نكمل مشوار زيارتنا الى قرية منكش الجميلة واهلها الطيبيبن والصلاة في هذه الكنيسة المباركة التي تحمل اسم العظيم في الشهداء ماركوركيس الخالد صلواته وبركاته تكون معكم دوماً ايها الأحبة جميعاً لترعاكم وتحرسكم وتحفظكم من كل شر الأن وكل آوان وألى أبد ألذهور /  آمــــــين
 
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #13 في: 07:48 08/10/2016 »
الشماس المحترم عوديشو يوخنا،
مداخلتك هذه أفرحتني لانك أبقيت موضوع  كنيسة مار گورگيس في منگيش حياً، وشخصياً لي كان كثير من التعقيب وفي المرة الأخيرة اضطررت للتوقف خوف الإطالة . زيارتك مع العائلة الى منگيش هي تشريف لهذه القرية التي اتخذت من مار گورگيس شفيعاً وحارساً أميناً لها في الأزمات وشن الهجمات. وهنا اذكر ان البطريرك الراحل قداسة مار دنخا الرابع زار كنيسة مار گورگيس في منگيش قبل عدة أعوام وكانت زيارة تاريخية استُقبِل فيها استقبالاً حافلاً ، ولأني اعرف انك والأخ أدي بيث بنيامين تتحفظون بكثير من صور المناسبات فرجائي منكم ان تنَزلوا الصور او الفديو ، ان كان في حوزتكم، وهذا طبعاً طلب يشمل كل سخي بمقدوره ان يغني الموضوع الذي جوهرته هو القديس مار گورگيس.
الكنيسة التي نحن بصددها تحوي أيضاً في باحتها رفاة شخصيتين عظيمتين وهما الشهيد الشماس حنا ميخو بكو الصنا مختار منكَيش الذي اغتيل عام ١٩٥٥ وكذلك رفاة الكاهن هرمز گيژي الذي بجهوده الحثيثة بُنيت هذه الكنيسة والتي هي جميلة وكبيرة كما تمناها. 
الأخ فرنسيس خوشو وأنا نتمنى ان يضاف الى الموضوع  ما خفي من معلومات عنا وعن الأخوة المعقبين وهذه فرصة لتكملة الموضوع .
بقي ان اذكر انه في صباي اتذكر ان في مطلع كل ربيع كنت اشاهد ومعي كل المنگيشيين زوج او أكثر من طيور السنونو ( سنونيثا / صلونيثا ) تطير في أعالي الكنيسة  وهذه ان لم أكن مخطئاً كانت لها أعشاش دائمية في مكان ما داخل الكنيسة . هذا كان في مخيلتي  حين كتبتُ قصيدتي " خليثا دلبي منگيشي" والتي غناها الفنان جنان ساوا ولذا اوردتُ ما مفاده ان امنيتي ان اعود يوماً  مثل طير السنونو الى موطني وأدخل كنيسة مار گيورگس التي هي أكثر الذي أتذكره عن قريتي التي هجرتها في عمر أثمان سنين.
تحية المحبة لشخصك الكريم يا شماسنا الذي من مشاركتك عرفت انك كنت رياضي وملم بفنون بالكمبيوتر واليوم إيمانك بالمخلص تتفاخر به علناً ليكون شعارك:
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ
الرب يبارك،
                 حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20824
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: كنيسة مار گورگيس في منگيش
« رد #14 في: 21:10 08/10/2016 »
عزيزي شاعرنا واستاذنا الكبير حنا شمعون مع فائق ألمحبة 
سعدت كثيراً بردك وكلماتك الطيبة المنبثقة من قلب انسان مؤمن وذو وقار واحترام على نفسي ان شاء الرب تتحقق امنيتك وتطير كالنسر الجسور وتحط على موطنك لتستذكر تلك الأيام الجميلة والخالدة التي وللأسف طوى ألنسيان على البعض منها ولكن تبقى هذه الكنيسة عامرة زاهية بفضل الرب ورعيتها المباركين فشفيعها القديس الخالد ماركوركيس يحرسهم ويرعاهم وهذه الصورة للشهيد حنا الصنا مختار القرية اهديها لك ولكل اهل منكيش الطيبيبن


بالمودة ان شاء الرب نلتقي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ