قضية عدم تعظيم الذات, بمعنى نكران الذات هو شئ اوجدته الاحزاب الشمولية كالاحزاب الشيوعية والقومجية العروبجية وايدها ما يسمى بالمثقفين. والسؤال هو لماذا اوجدوها وجعلوها ثقافة؟
1- الاحزاب الشمولية كالشيوعية والقومجية العروبجية اوجدتها حتى يقوم الشعب كله وايضا كوادرها ضمن قاعدة احزابها بان يقوموا بنكران ذاتهم وتحقيرها وذلك لكي تتمكن قلة قليلة هي في القيادة من ان تسيطر على كل شئ.
2- وهذه ايدها المثقفين وجعلوها ثقافة مقبولة بحيث ان اي شخص لم يكن يقوم بنكران ذاته كانوا يعتبرونه شخص حقير ومتعفن وذلك لكي تمتلك ما تسمى بالفئة المثقفة لوحدها السلطة الاجتماعية في المجتمع. وبعكس ذلك كانت الفئة المثقفة تعتبر تعظيم افراد الشعب لذواتهم , بمعنى ان يقوم كل فرد بالاعتماد على نفسه بان يبحث بنفسه ويقرر بشكل مستقل بانه تهميش للفئة المثقفة.
لذلك فان قضية نكران الذات عبارة عن مرض نفسي, وهناك فئة كبيرة من شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا مصابة به, وهو احد اسباب تخلفها, ففشل هذه الشعوب في كل المجالات يسمونه ايضا بانه نكران الذات. والشخص الذي ينجح في احدى المجالات يتعرض الى تهجم في المجتمع ويطالبه الجميع بان ينكر ذاته, بمعنى ان يكون ايضا فاشل مثلهم.
ومن هنا انا ادعوا ابناء شعبنا الى التخلص من هذا المرض النفسي الذي زرعه المثقفين وهو مرض "نكران الذات".
في الغرب الامور تجري بالعكس تماما. ففي الغرب فان الفلسفة السائدة فيه تعتمد على الفرد نفسه وعلى كل افراد المجتمع. فلسفة المجتمع الغربي تقول اذا قام كل فرد بتعظيم ذاته ليحاول بان يحقق انجازات فردية ويشعر من خلالها بانه بطل حقيقي فان ذلك سيرفع من مستوى المنافسة بين افراد المجتمع وفي النهاية فان ذلك سيعجل من عجلة التطور التي بدورها سيتسفاد الجميع منها لكونها ستحقق الرفاهية للجميع بشكل تلقائي لا يحتاج الى اي تنظيم مركزي من قبل قيادة تمتلك حكم الدولة. هذه الفلسفة كانت قد نشرتها المدرسة النمساوية والتي كانت تعتبر بان شكل الحياة تشكلها مجموع القرارات الفردية, وكانت قد وضعت الفرد في المركز وفي المقدمة , وجعلت الفرد اهم من كل شئ اخر, اهم من الايدولوجيات اهم من الثقافات والحضارات واهم من الدين الخ... وكانت ايضا الفيلسوفة Ayn Rand في كتاباها المشهور who is john galt قد اشارت بان كل شخص يمتلك في داخله شعور بانه بطل عند تحقيقه لمنجزات فردية...
اما بالنسبة الى فقرة الاخفاقات, فما سببها؟
سبب الاخفاقات بين ابناء شعبنا سببه ليس ما طرحه الكاتب وانما العكس هو السبب.
ابناء شعبنا لا يحبون ذواتهم, ولذلك وبالاخص الذين هاجروا الى الخارج ترى بانهم هم بانفسهم لا يريدون ان يمتلكوا حقوق في العراق, وهذه الحقوق هم لا يريدونها ولا يطالبون بها بشكل طوعي منهم. والسبب في ذلك انهم اشخاص يحتقرون ذواتهم بانفسهم.
لو كان افراد ابناء شعبنا يعظمون ذواتهم ويتخلصون من مرض نكران الذات , اعيد لو كانوا يعظمون ذواتهم لكانوا قد اصروا اكثر على ان يمتلكوا حقوق داخل بلدانهم الاصلية, لكانوا قد قاموا بتظاهرات اسبوعية مستمرة لا تتوقف , لكانوا ايضا قد امتلكوا احزاب اكثر فعالة التي كانت ستمتلك قاعدة حزبية لها كلمتها وارادتها...
ماذا يجري الان: الان ولان الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا لا تعظم ذاتها لآن ذواتهم لا اهمية لها كما يشعرون فقد برزت فقط قلة قليلة التي امتلكت قيادة الاحزاب مثلا. والان هناك من يطالب بان تقوم هذه القيادة بتقليد الاغلبية بان تحتقر هي الاخرى ذاتها بان تقوم بنكران الذات.
واخيرا اقول لابناء شعبنا ما يلي:
ما تسمى بالفئة المثقفة من الاجيال القديمة تملك معلومات كلها خاطئة ولا تصلح سوى بان تدخل مزبلة التاريخ. على ابناء شعبنا ان لا يقوموا ابدا بنكران ذواتهم, وانما ان يقوموا بتعظيم ذواتهم, على ابناء شعبنا ان يعظموا ذواتهم لكي يشعروا بانهم افراد لديهم حقوق وبانهم افراد ليسوا اقل من بقية مواطني العالم. على ابناء شعبنا ان يعظموا ذواتهم وبان يشعروا بانهم ابطال في كل مرة يحققون فيها منجزات ...
ملخص: مصطلح نكران الذات هو مصطلح تافه, عبارة عن مرض نفسي , هو مصطلح ناتج من ترهات ما تسمى بالفئة المثقفة, هو مصطلح اوجدته الاحزاب الشمولية لتقوم الاغلبية بتحقير ذواتهم بانفسهم. هو ايضا مصطلح فاشل, هو مصطلح اذا قبله اغلبية الشعب فان النتيجة ستكون خلق فشل في كل مجالات الحياة..