المحرر موضوع: بين تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات شعب يصارع البقاء – الجزء الثالث  (زيارة 1407 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات شعب يصارع البقاء – الجزء الثالث

مؤتمرات لبحث الازمات وايجاد الحلول ام معارض تجارية لجني المزيد من الحرام:-
في العادة وكما هو معروف ومعمول به فان المؤتمرات ( اي كان نوعها سواء كانت دينية، سياسية، ثقافية، علمية او اقتصادية.... وغيرها ) تعقد للتباحث والمناقشة في  القضايا العالقة بهدف ايجاد الحلول المناسبة بروح جماعية بعيدا عن التعصب والتغطرس،او تعقد لتقييم العمل المنجز خلال السنوات السابقة، او للبحث عن الافضل......لكن غالبا ما تعقد في الازمات لايجاد مخرج مناسب باقل الخسائر الممكنة، ومن هذا نستنتج بأن المؤتمر تجمع ينظمه ويدعو اليه للمشاركة مجموعة من المتخصصين او المهتمين او العاملين في مجال ما للتباحث والمناقشة لمعالجة قضية او مسألة عالقة التي من اجلها عقد المؤتمر، وليس قاعة ومجموعة صراصير اخرجت! توا من مجاري الصرف الصحي وادخلت الحمام عنوة لتغتسل وتعقم بالديتول ومن تلبس بدلة وربطة عنق وتعطر باغلى العطور لتدخل قاعة المؤتمر بابهى صورة متظاهرين بالعلم والثقافة والذكاء، حيث وبلمحة بصر نسوا او بالاحرى تناسوا اصلهم الوسخ الذي اخرجوا منه ( من الظلم تعميم هذا الكلام على الجميع، فهناك النزيه والمخلص والمضحي الذي عمل جاهدا من اجل ابناء شعبه ولهؤلاء احني رأسي احتراما واجلالا اينما كانوا، فمثل هؤلاء يستحقون كل التقدير والثناء ) .
المآسي والمظالم وعمليات الابادة التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين في العراق والشرق الاوسط عموما كثيرة وكبيرة  لذلك فان محاولات تكريسها واستغلالها لتحقيق المصالح الشخصية كانت  ولا تزال كثيرة وكبيرة بنفس الحجم، فكانت اغلبية، ان لم تكن جميعها، المؤتمرات والاجتماعات التي تعقد باسم شعبنا للتباحث ودراسة ومناقشة حاضر ومستقبل قضيتنا القومية لا تتعدى كونها زوبعة في فنجان او فقاعة اعلامية لا تدوم سوى ساعات لانها لا تتجاوز محيط الشخص القائم على المؤتمر او حاشيته او بعض المصفقين والمستفيدين. 
الاحداث والوقائع التي اسردها ليست اكاذيب او قصص من نسج الخيال بل واقع مؤلم نعيش لحظاته المرة بهدوء وصمت، لكن لا يجرؤ على كشفها او الحديث عنها او حتى الاقتراب منها الكثيرين لاسباب كثيرة اولها واهمها انها تمس مصالحهم الشخصية، لان حب الشعب وخدمة قضيته لا يكمنان في المبالغة والتهويل عند تناول الاحداث والمواضيع التي تمس شعبنا ومستقبله بل يتضحان وينكشفان من خلال الاعمال والتصرفات الشخصية ومدى الاخلاص للنفس اولا وللقضية ثانيا.
هذه الحادثة روتها لي احدى الزميلات بصورة مختصرة قبل ان تهاجر وتترك الوطن ولم اتمكن من معرفة تفاصيلها لاحقا والتي تقول فيها:
قبل سنوات انعقد في لبنان مؤتمر لبحث اوضاع المسيحيين في الشرق عموما والعراق خصوصا ( لان احداث سوريا لم تكن قد بدأت حينها ) وكانت الدعوة موجهة لمديرية الثقافة السريانية ( لا اعرف بالضبط ان كانت الدعوة موجهة الى مديرية الثقافة السريانية مباشرة او من خلال الكنيسة او وزارة الثقافة في اقليم كوردستان ) وكان والمشرف على تسجيل اسماء المشاركين احد الاشخاص الذين يتظاهرون بعشق الامة وقضيتها، فقام المسؤولين في المديرية حينها بتشكيل فريق من موظفي المديرية للمشاركة في المؤتمر!، وتكمل حيث تقول انني اقترحت على المدير ادراج اسم شخص لا تربطني به علاقة قرابة لكنني اعرف مستواه الثقافي ومدى اهتمامه بالشأن القومي فكان رده بان ابحث الموضوع مع المشرف على تسجيل الاسامي!!!، وعندما ذهبت الى الشخص المعني سألني عن اسم الشخص الذي اقترحته فقلت فلان الفلاني وهو معروف بمواقفه وكتاباته وامكانياته الثقافية فقال لا اعرفه! قالت كيف لا وهو ابن بلدتك قال لا اعرفه.... قالت رجعت خائبة لانني ادركت مسبقا ان المشاركين في هذا المؤتمر لن يكونوا سوى هياكل لشغل الكراسي ..... وبعد الرجوع من لبنان سألتها صدفة عن المؤتمر وقبل ان اكمل قالت بصراحة واختصار كان مهزلة!!!، لقد تعمدوا ادراج الصم والبكم في قائمة المشاركين لكي يظهروا ذواتهم فقط، فكان اغلبية المشاركين بل كلهم لا يعرفون من المؤتمر ويفقهون منه شيئا سوى الاماكن السياحية والمطاعم التي ارتادوها في لبنان . وهنا نسأل المسؤولين عن تسجيل المشاركين في المؤتمر هل كنتم تحضرون مؤتمر مسيحي لمناقشة حاضر ومستقبل شعبنا ام نظمتم سفرة عائلية سياحية مجانية على حساب اسمنا؟؟.
كثيرة هي الامثلة والوقائع ولو ذكرناها كلها لاحتجنا الى سنين والاف المجلدات لتدوينها لذلك سنكتفي بالمثال اعلاه من ناحية اختيار المشاركين، اما من ناحية استغلال المؤتمر ماديا لبلع ما امكن من السحت الحرام فهذا امر شائع بين الكثير من المثقفين والسياسيين وغيرهم وليس بجديد، بل يمكن القول انه اصبح افة سرطانية انتشرت وسيطرت على نفوس اغلبية العاملين في الشأن القومي، والا ما معنى كل هذه المؤتمرات التي عقدت باسمنا دون نتيجة!؟ وما معنى ان يقوم شخص واحد او جهة واحدة معينة بعقد عشرات المؤتمرات خلال فترة وجيزة دون ان يكون لهذه المؤتمرات هدف او نتيجة؟ اما المؤتمرات الوهمية التي قبض اصحابها الثمن فهذا نهج اخر اخترعه وابتكره المخلصين من ابناء شعبنا سواء المثقفين او السياسيين او اشباه الكتاب او النشطاء القوميين!! للاستثراء على حساب اسمنا ومعاناتنا.
نصيحة:- استغفال الشعب لن يدوم والقبيح لن يجمله المكياج ابدا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
قضية عدم تعظيم الذات, بمعنى نكران الذات هو شئ اوجدته الاحزاب الشمولية كالاحزاب الشيوعية والقومجية العروبجية وايدها ما يسمى بالمثقفين. والسؤال هو لماذا اوجدوها وجعلوها ثقافة؟

1- الاحزاب الشمولية كالشيوعية والقومجية العروبجية اوجدتها حتى يقوم الشعب كله وايضا كوادرها ضمن قاعدة احزابها بان يقوموا بنكران ذاتهم وتحقيرها وذلك لكي تتمكن قلة قليلة هي في القيادة من ان تسيطر على كل شئ.

2- وهذه ايدها المثقفين وجعلوها ثقافة مقبولة بحيث ان اي شخص لم يكن يقوم بنكران ذاته كانوا يعتبرونه شخص حقير ومتعفن وذلك لكي تمتلك ما تسمى بالفئة المثقفة لوحدها السلطة الاجتماعية في المجتمع. وبعكس ذلك كانت الفئة المثقفة تعتبر تعظيم افراد الشعب لذواتهم , بمعنى ان يقوم كل فرد بالاعتماد على نفسه بان يبحث بنفسه ويقرر بشكل مستقل بانه تهميش للفئة المثقفة.

لذلك فان قضية نكران الذات عبارة عن مرض نفسي, وهناك فئة كبيرة من شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا مصابة به, وهو احد اسباب تخلفها, ففشل هذه الشعوب في كل المجالات يسمونه ايضا بانه نكران الذات. والشخص الذي ينجح في احدى المجالات يتعرض الى تهجم في المجتمع ويطالبه الجميع بان ينكر ذاته, بمعنى ان يكون ايضا فاشل مثلهم.

ومن هنا انا ادعوا ابناء شعبنا الى التخلص من هذا المرض النفسي الذي زرعه المثقفين وهو مرض "نكران الذات".

في الغرب الامور تجري بالعكس تماما. ففي الغرب فان الفلسفة السائدة فيه تعتمد على  الفرد نفسه وعلى كل افراد المجتمع. فلسفة المجتمع الغربي تقول اذا قام كل فرد بتعظيم ذاته ليحاول بان يحقق انجازات فردية ويشعر من خلالها بانه بطل حقيقي فان ذلك سيرفع من مستوى المنافسة بين افراد المجتمع وفي النهاية فان ذلك سيعجل من عجلة التطور التي بدورها سيتسفاد الجميع منها لكونها ستحقق الرفاهية للجميع بشكل تلقائي لا يحتاج الى اي تنظيم مركزي من قبل قيادة تمتلك حكم الدولة. هذه الفلسفة كانت قد نشرتها المدرسة النمساوية والتي كانت تعتبر بان شكل الحياة تشكلها مجموع القرارات الفردية, وكانت قد وضعت الفرد في المركز وفي المقدمة , وجعلت الفرد اهم من كل شئ اخر, اهم من الايدولوجيات اهم من الثقافات والحضارات  واهم من الدين الخ... وكانت ايضا الفيلسوفة Ayn Rand  في كتاباها المشهور who is john galt قد اشارت بان كل شخص يمتلك في داخله شعور بانه بطل عند تحقيقه لمنجزات فردية...

اما بالنسبة الى فقرة الاخفاقات, فما سببها؟

سبب الاخفاقات بين ابناء شعبنا سببه ليس ما طرحه الكاتب وانما العكس هو السبب.

ابناء شعبنا لا يحبون ذواتهم, ولذلك وبالاخص الذين هاجروا الى الخارج ترى بانهم هم بانفسهم لا يريدون ان يمتلكوا حقوق في العراق, وهذه الحقوق هم لا يريدونها ولا يطالبون بها بشكل طوعي منهم. والسبب في ذلك انهم اشخاص يحتقرون ذواتهم بانفسهم.

لو كان افراد ابناء شعبنا يعظمون ذواتهم ويتخلصون من مرض نكران الذات , اعيد لو كانوا يعظمون ذواتهم لكانوا قد اصروا اكثر على ان يمتلكوا حقوق داخل بلدانهم الاصلية, لكانوا قد قاموا بتظاهرات اسبوعية مستمرة لا تتوقف , لكانوا ايضا قد امتلكوا احزاب اكثر فعالة التي كانت ستمتلك قاعدة حزبية لها كلمتها وارادتها...

ماذا يجري الان: الان ولان الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا لا تعظم ذاتها لآن ذواتهم لا اهمية لها كما يشعرون فقد برزت فقط قلة قليلة التي امتلكت قيادة الاحزاب مثلا. والان هناك من يطالب بان تقوم هذه القيادة بتقليد الاغلبية بان تحتقر هي الاخرى ذاتها بان تقوم بنكران الذات.

واخيرا اقول لابناء شعبنا ما يلي:

ما تسمى بالفئة المثقفة من الاجيال القديمة تملك معلومات كلها خاطئة ولا تصلح سوى بان تدخل مزبلة التاريخ. على ابناء شعبنا ان لا يقوموا ابدا بنكران ذواتهم, وانما ان يقوموا بتعظيم ذواتهم, على ابناء شعبنا ان يعظموا ذواتهم لكي يشعروا بانهم افراد لديهم حقوق وبانهم افراد ليسوا اقل من بقية مواطني العالم. على ابناء شعبنا ان يعظموا ذواتهم وبان يشعروا بانهم ابطال في كل مرة يحققون فيها منجزات ...

ملخص: مصطلح نكران الذات هو مصطلح تافه, عبارة عن مرض نفسي , هو مصطلح ناتج من ترهات ما تسمى بالفئة المثقفة, هو مصطلح اوجدته الاحزاب الشمولية لتقوم الاغلبية بتحقير ذواتهم بانفسهم. هو ايضا مصطلح فاشل, هو مصطلح اذا قبله اغلبية الشعب فان النتيجة ستكون خلق فشل في كل مجالات الحياة..


غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عرب وين وطنبورة وين، مثل عراقي مشهور ولكل من لم يسمع به او يعرف قصته يستطيع البحث عنه في النت...
شخصيا لا احبذ ان ادخل في مناقشات اعرف نهايتها مسبقا وخصوصا مع اشخاص مجهولين او وهميين ( عدم ذكر الاسم الصريح للشخص له دلائل اهمها الخوف وعدم الثقة بالنفس )لكن احيانا اكون مجبرا للتوضيح فقط.
1- في مقالي لم اذكر كلمة او عبارة ( نكران الذات ) التي يتحدث عنها lucian في محاضرته.
2- الثقة بالنفس تختلف عن تعظيم الذات على حساب معاناة ومظالم شعب، اختلاف الارض عن ابعد نجمة في الكون.
3- نكران الذات لقضية ما او مبدأ ما او لشخص ما كان موجودا في الذات البشرية قبل الاحزاب الشيوعية والشمولية والقومجية.
4- نكران الذات مفهوم يختلف كليا عن مفهوم الجهل والجاهل.
اتمنى ان يكون ردي هذا كافيا للمدعو lucian

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المتألق كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
نحييكم على هذا المقال السياسي النقدي الرائع الذي تناولتم فيه نقد ظاهرة المؤتمرات والاجتماعات التي لا تنتج خيراً لصالح ما تنظم وتنعقد من أجلها من العناوين سواءاً كانت على مستوانا القومي أو الكنسي أو على المستوى السياسي الوطني العراقي منذ سقوط النظام الى اليوم وهي بالتالي ينطبق عليها المثل القائل " جعجعة من دون طحين " ، وعليه كان تعبيركم الآتي "مؤتمرات لبحث الازمات وايجاد الحلول ام معارض تجارية لجني المزيد من الحرام " صادقاً ومعبراً للغاية   في وصفها ولا يحتاج الأمر الى أية إضافات أخرى لقد أبدعتم في وصف تلك المؤتمرات الشبه وهمية .
أما بشأن التعقيبات والمداخلات من قبل البعض ممن لا يروق لهم الكشف عن شخصياتهم الحقيقية بالصورة والأسم الصريح لغايات في أنفسهم والتي لا أبررها إطلاقاً مهما كانت مبرراتهم ، ولأسباب ذكرتم قسم منها في ردكم على مداخلة السيد صاحب الأسم المستعار " لوسيان " ، نحن نرى بأن خير ردٍ عليهم هو إهمال مداخلاتهم ..... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد  [/colo b]]

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ والصديق العزيز استاذي الكاتب الكبير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الكريم ومتابعة وتقييم ما اكتبه او بالاحرى ما ينشر في هذا المنبر بشكل عام، كلمة من امثالك تعتبر وسام نعتز به ونفتخر به دوما وابدا.... فالف شكر على اوسمتك الكثيرة التي اهديتني اياها
بالنسبة للمخفيين فانا شخصيا لا احسب لهم اي اعتبار لكن يعز علي ان اسكت...

سلامي وتحياتي
كوهر يوحنان