رباعيات شعرية : من يلاما
د. صباح قيّاهل في العراق صاحٍ أم الكلُّ نُوَّمُ
شمس الصباح كأنها غيمٌ أعتمُ
وطنٌ ضاع أم شعبٌ نسى ما يلزمُ
في كلِّ المناصبِ سارقٌ أو آثمُ ..... من يُلاما
بلدٌ من التناحرِ يتشرذمُ
سنيٌّ لا يرضى من به يتحكمً
وشيعيٌّ لم يصدق أنه الحَكَمُ
ونحن بين هذي المهازلِ نُثرَمُ ....... من يُلاما
ذبحٌ واغتصابٌ وجمعٌ يتألمُ
طفلٌ برغمِ الصراخِ مَنْ حَوله أصَمُ
أمٌ بأحضان الشهوةِ تُقتسمُ
وأبٌ حتى بالسيفِ لا يتأسلمُ ........ من يُلاما
لِمَ النيرانُ في أرضِ الجدودِ تُضرمُ
وكأسُ المرارةِ يُحتسى والعلقمُ
وقبورُ قومي بالحوافرِ تُهدمُ
وحقوقُ شعبي بالمزابلِ تُردمُ ........ من يُلاما
لو كان في وطني الجريحِ مَنْ يُلهمُ
ورجالُ عنهم أعمالٌ تتكلمُ
وأحزابٌ تجمعُ الشعبَ له تخدمُ
ورايةٌ بين الصفوفِ تتقدمُ ....... من يُلاما
عنْ أيِّ عصرٍ نبكي نترحمٌ
في كل عصرٍ لنا عزاءٌ ومأتمُ
نطويَ الأمسَ عسى اليومُ نتنعمُ
فإذا الحاضرُ كالماضي ليلٌ أظلمُ ..... من يُلاما
عالَمٌ لنْ تبصرَ كأنك دممُ
تلك الضحايا وأنت واقفٌ صنمُ
أين الضميرُ أيها الغربُ الملتزمُ
ونحنُ معاً بالمسيحية نِعَمُ ...... من يُلاما
بلادي أنا ممن هنالكَ أعلمُ
منْ غادرَ قبلاً دربُهُ حتماً أسلمُ
لِمَ البقاءُ والصخرُ فيكِ مُدممُ
كمْ شهيدٍ بعد شهيدٍ أمساً أعدمُ ..... من يُلاما
بلادي أنا ذميٌّ وأهلي ذِممُ
ما دام التسبيحُ بالنحْرِ هو العَلَمُ
ومصدرُ التشريعِ سيدٌ مُعممُ
ومنَ القرآنِ نقرأُ نتعلمُ ....... من يُلاما
بلادي بالعلمانيةِ تحيا تدُمُ
هيَ العدالةُ بِظلّها ننتظمُ
لا دينٌ يعلو على دينٍ ويختصمُ
ولا المذاهبُ ببعضها تَحتدمُ ..... من يُلاما
بلادي مِنَ العُشقِ أذوبُ وأحلمُ
هيَ في فؤادي حبيسةٌ تلتحمُ
هيَ في عقلي مُلهِمةٌ تتعظمُ
وأنا المهاجرُ بدمعي أستَحِمُ ....... من يُلاما