المحرر موضوع: ويبقىْ الأمل قائم  (زيارة 716 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ويبقىْ الأمل قائم
« في: 13:36 16/11/2016 »
ويبقى الأمل قائم
بقلم / سلوان ساكو
من لا يعيد قراءة مفاهيمه وتجاربه نقدياً لايتقدم ولا يتطور
جون سيمونس
خلال السنوات الماضية مرَ العراق بحربين كبيرتين ، ماعدا طبعاً النزاعات الكردية العربية  ، والتي سببت ألم وحزن للكثير من العراقيين ، ويكاد لا يخلو بيت عراقي من شهيد أو أسير أو مفقود من جراء تلك الحروب العبثية  من بداية الثمانينيّات والى حد هذا اليوم. والسبب هو سياسات فاشلة، تنبع من عقل قادة جهلاء ذوّ نظرة ضيّقة وسطحية  بعيدين كل البعد عن المنطق والعقل والحكمة،  بالاضافة الى موازين قوة كان لها الأثر في إشعال هذه النزاعات والصراعات الدموية ، وقوة ضاغطة  (lobby) كانت تحرك زعماء وقادة المنطقة خاصة دول الخليج  كأداة بيدها مثل الدمية من خلف الكواليس، على مدار ثلاثين عاماً أو يزيد فتأججت الحروب  لمصالح دولة كبرى، ودفع فاتورة الحساب في نهاية المطاف الشعب ذاته الذي كان يجري ويرقص وراء القائد. الان وبعد كل هذا الدمار وألة القتل التي طالت البلاد، آلا يجب أن يُعيد العراقيين قراءة واقعهم المرير من جديد،  وفق تصورات ثانية ، لا تشتّر وتتذكر الماضي،  ولكن تأخذ عبرة منه فقط ؟،  وأعمال العقل وتحريكه من سباته العميق كما قال ابن خلدون في مقدمته ( ينبغي أعمال العقل في الخبر) وتحكيم المنطق على الأقل خلال الفترة القادمة من الوضع المحرج خاصة بعد تحرير محافظة نينوى والتغير  الذي أصاب المدينة خلال سنتين ونصف السنة من الغزوة ، مما ترك ظلال قاتمة على السكان تظهر جلية على وجوههم . التقارير والصور والأخبار التي تتناقلها القنوات الفضائية عن أحوال الموصل لا تسر أحد، النازحين والمهجرين يركبون عربات نقل كبيرة  مثل الماشية وتنقلهم الى مكان المخيمات ، السكان الباقين في  المدينة مقطوعة عنهم كل الخدمات ويشربون الماء من نهر دجلة، المتورطين مع تنظيم داعش الإرهابي  والمناصرين له محشورين في زاوية وَاحِدَة،  القتال أو الهرب الى مقر الخلافة وعاصمتها الرَقة في سوريا. ومع كل هذه الصور السوداوية القاتمة هناك فسحة أمل وأن كانت ضئيلة الوهج  فهي تبشر بخير ، فهذه مشاهد حية تناقلتها العدسات عبرْ الفيس بوك توضح لنا ما لا يقبل الشك أن هنالك  شباب وفتية لم يتسلل خنجر اليائس الصدأ الى قلوبهم ونفسهم ، فبادروا بالنزول الى قريتهم وإعمار ما دمره الأشرار مبتدئين من دير القديسة بربارة في قرية كرمليس ، يشدّ من عزيمتهم ويعمل معهم يداً بيد كاهن غيور وراعي لهم  هو الأب ثابت الذي لم يتركهم ويفر مثل الكثيرين. كل هذا وغيره من الأمثلة  يدعونا الى قراءة جديدة للاحداث على ضوء المستجدات والتطورات . لَعَلَّه يخرج السياسي والمُشرع  والموظف في الدولة أو حتى المواطن العادي  بمفهوم جديد يستطيع به صياغة وعيْ  أفضل يكون بمثابة منصات فكرية  تنطلق نحو مستقبل واعد لأجيال لا تلعن وتشتم  وتطعن في سرها الأجيال التي سبقتها، تركت لها ميراث كبير من الأنتقام والضغائن والحقد والكراهية والثأر والشقاق بين أبناء الوطن الواحد تراكمت على مدار سنوات طويلة. فليتذكر العراقيين دوماً  أن الشمس تشرق كل يوم وفي ضيائها تجديد للحياة.