المحرر موضوع: ثانية.. الموصل لمن؟  (زيارة 1443 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كفاح محمود كريـم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثانية.. الموصل لمن؟
« في: 19:45 24/11/2016 »
 
ثانية.. الموصل لمن؟

كفاح محمود كريم

     يبدو إن التاريخ يعيد نفسه أحيانا في حوادث تتشابه حد التطابق، ولعل ما يجري اليوم حول واحدة من اعرق حواضر الشرق ( الموصل ) يعيدنا إلى أحداث مرت بها هذه المدينة حينما كانت ثالثة ولايات بني عثمان في بلاد ما بين النهرين، ثم سقطت حينما شاخت إمبراطوريتهم بأيدي البريطانيين الذين حاولوا بعد ذلك ضمها إلى مملكتهم الجديدة، التي أسسوها من ولايتي بغداد والبصرة ووضعوا تاجها على رأس ابن الشريف حسين، رغم أن وارثي تاج الإمبراطورية العثمانية أصروا على مطالبتهم في إبقائها ولاية تركية، ورفضوا نتائج استفتاء أولي قامت به الحكومة العراقية، التي رفضت هي الأخرى استفتاءً أجرته السلطات التركية وحلفائها في الموصل، مما دفع البريطانيين إلى خيار عصبة الأمم التي أرسلت بدورها لجنة تحقيق دولية بتاريخ 27 كانون الثاني 1925م حيث بدأت بمشاوراتها واستقصائها للحقائق الديموغرافية وآراء الأهالي في تبعية ولايتهم، وقد ذكر خير الدين العمري وهو احد أعلام الموصل وشاهد عيان عاصر وعاش تلك الإحداث بدقائقها وتفاصيلها، حيث يقول في معرض حديثه عن مشكلة الموصل:"1"
( كان المرحوم فيصل والإنكليز والحكومة العراقية قد مهدوا طريق النجاح لحل المشكلة لصالح العراق "وقد سطر الصفحة الذهبية في هذا الاستفتاء أبناء الشمال الأكراد، فقد انضم الأكراد وفاز العراق.)
وعن موقف عرب الموصل كتب العمري يقول:"2"
( كان بعض العرب يتهربون من مواجهة اللجنة، محافظين لخط الرجعة فيما لو عاد الأتراك إلى هذه البلاد.. )
ويضيف العمري قائلاً:
( وقد تهافت بعض عرب الموصل على تقبيل أيادي جواد باشا الممثل التركي، وهتف آخرون بحياة مصطفى كمال (أتاتورك)، ولولا الشغب الذي أحدثه بعض المخلصين تخويفاً للباشا المومأ إليه ليمتنع عن الخروج والتجول في المدينة لتوالت المخازي. )

     أردت بهذه المقدمة التاريخية المقتضبة أن أسلط قليل من الضوء على تعقيدات مدينة تتنازع عليها أقوام ومذاهب ودول، تلك هي محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ذات الثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، وأراض شاسعة تمتد من أقصى شمال البلاد العراقية إلى أقصى شمالها الغربي في سنجار ذات الأغلبية الايزيدية الكوردية، هذه المحافظة كانت فيما مضى ولاية الموصل كما ذكرنا أعلاه تضم معظم إقليم كوردستان الحالي مع كركوك وكل ديالى وحتى تخوم تكريت وأطراف الكوت شرقا، لكنها فقدت معظم أجزائها قضما إداريا أو تغييرا ديموغرافيا خلال اقل من مئة عام، مدينة صعبة المراس معقدة العادات والتقاليد، متكبرة في طباعها، لا ترضى الأمور بسهولة، حتى قال عنها صدام حسين وهو يسترضي نائبه عزة الدوري، حينما ذهب إليه شاكيا أهل الموصل في إنهم لم يستقبلوه كما ينبغي ولم يصفقوا حينما يذكر اسمه، قال له صدام لا تزعل عليهم فالموصل ليست سهلة ولا تمنح ولائها بسهولة، اصبر عليهم وسترى!؟

     مدينة شهدت في تاريخها أقسى أنواع العنف من السحل بالحبال خلف السيارات إلى تعليق الجثث على أعمدة الكهرباء، والاغتيالات العشوائية بعد فشل محاولة عبد الوهاب الشواف القومية ضد الزعيم عبد الكريم قاسم، ولا ينسى الموصليون تاريخهم الأقدم حينما حاصرهم نادر شاه الإيراني  قرابة سنة كاملة مطبقا على مدينتهم حتى خلت من أي مأكل، فاضطر السكان إلى أكل العشب ولحوم القطط والكلاب والحمير!

     الموصل اليوم سلمت أمرها راضية مرضية لثلاث قوى رئيسية؛ إقليم كوردستان الذي سيطر منذ الساعات الأولى لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين في نيسان 2003م على كل المناطق ذات الأغلبية الكوردية أو المسلوخة من اربيل ودهوك مثل سنجار وزمار ومعظم سهل نينوى ومخمور، وحكومة بغداد وجيشها الوطني حصريا، لرفض معظم أهالي المحافظة ومركز الموصل وممثليهم في اشتراك الحشد الشعبي ذو الأغلبية الشيعية المطلقة، إضافة إلى التحالف الدولي والأمريكان تحديدا، ويبدو إن القوى الثلاث قد وضعت خارطة طريق ونفوذ لها في مركز المدينة وأطرافها قبيل بدء العمليات العسكرية لتحريرها، بحيث تكون مناطق سنجار وحوض زمار سنجار وسهل نينوى ومخمور وأطرافه تحت نفوذ إقليم كوردستان بصيغة يتفق عليها لاحقا، بينما يكون مركز المدينة وأطرافها الجنوبية تحت نفوذ الحكومة الاتحادية، وتؤكد تسريبات مهمة جدا على أن تكون تلعفر وأطرافها جنوبا تحت نفوذ الحشد الشعبي، ويبقى المايسترو الأمريكي ضامنا لهذا الشكل من التوافق الأولي لحين البت في مصير الشكل النهائي للبلاد العراقية وخيارات الطبقة السياسية وربما الأهالي أيضا في إنشاء فيدرالية لغرب العراق ذي الأغلبية السنية، أو تشكيل إقليم نينوى واستفتاء أهالي الاقضية ذات الأغلبية الكوردية أو المسيحية في تبعية مدنهم، ويبقى الخيار الكونفدرالي يداعب أخيلة الكثير من الطبقة السياسية السنية والكوردية بما يضمن استقلالية حقيقية في اتحاد عراقي مع الشيعة، وفي هذا السياق سيكون شكل النظام الكونفدرالي العراقي ثلاثيا يضم مكوناته الأساسية وهي العراق الشيعي ويشمل كل محافظات الجنوب والفرات الأوسط ( البصرة والعمارة والناصرية والكوت والسماوة والديوانية والحلة وكربلاء والنجف ) والعراق السني ويشمل محافظة صلاح الدين ( باستثناء ما الحق بها من مدن وبلدات كانت تتبع كركوك إبان نظام صدام حسين ) والانبار ومعظم نينوى وأجزاء من كركوك وديالى، وكوردستان التي تتمتع باستقلالها الذاتي منذ ربيع 1991م، واستطاعت أن تؤسس خلال ربع قرن معظم مؤسسات الدولة الرئيسية بما فيها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومؤسسات الحكم الثلاث منذ أن انتخبت برلمانها في 1992 وشكلت حكومتها الإقليمية التي حازت على قبول واسع في أمريكا وأوربا ومعظم البلاد العربية والدولتين الأكثر اهتماما بملفها وهي إيران وتركيا.

     الأسابيع القادمة ستشهد بالتأكيد أحداث دراماتيكية في عملية التحرير، خاصة وان تنظيم الدولة (داعش) عمل في بيئة أنتجها نوري المالكي دعت الاهالي في بداية الأمر لقبولهم كبديل لحكم دولة القانون، لكنهم وخلال أشهر قليلة اكتشفوا حقائق أخرى أبعدتهم تدريجيا عن خيار التنظيم كحالة مستديمة للحياة، وبدأوا بفتح قنوات اتصال مع مفاصل مهمة من إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وقد اكتشف تنظيم الدولة الكثير منهم وحكم عليهم بالقتل وبأساليب قاسية جدا لترويع الآخرين من التورط في التخابر مع الإقليم أو بغداد، ورغم ذلك نستطيع أن نستنتج بأن حكم نوري المالكي لثماني سنوات وتنظيم الدولة لما يقرب من ثلاث سنوات غيّر بنية التفكير لدى أهالي الموصل وبقية المناطق التي احتلتها داعش، خاصة فيما يتعلق بموضوعة التقسيم والفدرلة التي أصبحت واحدة من أهم مطالب النخب السياسية والاجتماعية في الموصل.

     وحتى ينجلي دخان الكبريت والآبار المحروقة وغبار عجلات الحرب، والمعارك من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع ويتم إسقاط هيكل تنظيم الدولة العسكري، ستكون الخارطة المستقبلية لمحافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل تلك التي رسمتها القوى وخيارات الأهالي في مركزها وأطرافها، بعد أن فشلت اتفاقية سايكس بيكو وما تلاها من اتفاقيات قبل مائة عام في إذابة مكوناتها المختلفة عرقيا ودينيا ومذهبيا في بوتقة مفهوم للمواطنة يفرض فرضا وليس اختيارا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والهوامش:
(1) ينظر نص التقرير في جريدة الموصل، العدد (944) في 7شباط 1925 علماً أن التقرير أكد على عروبة الموصل.

(2)للتفاصيل ينظر مؤلفه المخطوط: مقدمات ونتائج، جـ2 ص257-259


غير متصل مسيحي سنجاري

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 29
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ثانية.. الموصل لمن؟
« رد #1 في: 10:20 25/11/2016 »
السيد كفاح المحترم,,,
 ما من شك بان الموصل هي العقدة الاصعب في المعادلة العراقية بحكم ما ذكرته جنابك في التقرير وبما ان معاهدة سايكس بيكو الهرمة والتي فعلت فعلتها في المنطقة ذهب ضحيتها ملايين البشر بسبب الثغرات المتعمدة فيها . نعم لقد آن الاوان ونضج االثمر وحان موعد ارساء الحقائق ووضع النقاط على الحروف الاولى والاساسية بنظري لتكون دستورا جغرافيا ديموغرافيا يعيد المفقود الى جعبته. نعم الموصل يجب ان تحول الى اتحاد كونفدرالي بضم الكرد في سنجار الغالية وحوض زمار وشيخان وما يتبعه من سهل نينوى وكذلك مركز الموصل للحكومة المركزية يتبعه الحضر والبعاج ومناطق البومتيوت وهذا الاتحاد يجب ان يكون موثقا دوليا لا علاقة لتركيا او ايران لا من قريب ولا من بعيد في الموضوع لان ما بعد داعش هو الاهم وكما ذكرت في احدى مداخلاتك على قناة العربية قبل يومين بانه يجب تصفية سماق الموصل كل حسب مكونه .. ولك فائق التقدير والاحترام

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ثانية.. الموصل لمن؟
« رد #2 في: 20:15 25/11/2016 »
المشكلة هو ان ناشر المقالة  ليس متعود ان يحاور الردود التي تنشر هنا ، والمشكلة الاكبر هو ان الرجل يعتبر أكاديمي ومثقف ومعروف سياسياً وهو لا يشير الئ التاريخ بشكل صحيح ، ودائما يكتب عن أحقية الكورد في أراضي العراق ، ولهذا اصبح التاريخ العراق محترم لدئ الغرب ومنفي ويزيل في العراق ، الشيعة الان يعرفون تاريخ العراق منذ علي ابن ابي طالب  والسنة واكعين بتهديم الأثارات لانها لا تخصهم والكورد يزور التاريخ ويختصب أراضي هو كان ضيف عليها

غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ثانية.. الموصل لمن؟
« رد #3 في: 20:48 25/11/2016 »
الموصل ســلمت امرها  راضية مرضية  لثلاث قوى رئيسة ... الخ  منتهى  الحكمة وعين العــــدل  ان ترفض كل احصائيات الســـكان التي  اعقبت  ادق  واضبط  احصاء سكاني  عرفه العراق في العهد الملكي  صرف في حينه على الاحصاء 12  مليون  دينار  ملوكي  يمكن  تعادل اليوم كل ميزانية  العراق  في ذلك الاحصاء  احصاء 1957  تم  تسجيل  حتى  البـــــدو و الغجر  التغييرات  الديمغرافية  المخالفة  للزيادة  الطبيعية  للســـــكان  يجب  عدم الاعتراف  بها  لانها  قد فرضت  بالقوة  والقهر والدسائس  والتزويــــــــر .  اما  بعد هذه الحرب  الوديـــــــــــــة مع  دولة  الخلافة الاسلامية  فواقعا  في الحرب الوديـــة مع داعش الاســـلامية  كل شيء جائز  ...  نعم  في الحرب الوديـــــــة  كل شيء جائز   واي  سيناريو  متوقـــع  نعم  متوقح  حتى ســـــــحل المتعاونين  مع  خنازيـــــــر  دولة الخلافة علنا  او سرا  ســـحلهم امام القضاء  الدولي في الوقت المناسب  بتهمـــة ارتكاب جرائم  ضد الانسانية  وابادات جماعيـــة  بشـــعة  راها العالم  اجمع بالصوت والصورة .   تحية