وضع حجر الاساس لبناء كنيسة مريم العذراء في سودرتاليا
بدري نوئيل يوسف من هنا كانت البداية، معظم الحكايات تبدأ بتلك العبارة الأسطورية والمتداولة التي حفظناها عن ظهر قلب من الجدّة، كان يا مكان في قديم الزمان، أو ما يشبه هذه العبارة تكون في بداية الحكاية، تبدأ حكايتنا ما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم سَنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصِعاب، وهذا يعني أنّ الحكاية ليست من زمن بعيد، في بداية الشهر التاسع من عام 2004 وافق المجلس الرعوي لكنيسة مار يوحنا في سودرتاليا برئاسة الاب ماهر ملكو على مقترح حول المباشرة بجمع التبرعات بحساب خاص لغرض انشاء كنيسة كلدانية في سودرتاليا .
حكاية تجمع بين الواقع والخيال ليكون الزمن تقديريًّا والمكان خياليًّا إنها مجرد فكرة من أفكار الإنسان الطموح، محاولة تفاؤل، محاولة لإعادة حضارتنا وثقافتنا في بلد الغربة،فكرة طرحت في الاجتماع.
تبدأ الأحداث بشكل متسلسل فنبدأ الحكاية ، شكلت لجنة وكان شعارها لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا فاليأس والاستسلام ليست من شيمنا، والتفاؤل تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلّا أنها تفتح آفاقاً وبدأت اللجنة اول خطواتها بمراجعة البلدية للحصول على قطعة الارض، كان اعضاء اللجنة متفائلون بسبب العزيمة التي كانت معهم، يشد على ايدهم ويشاركهم الاب ماهر ملكو ويحثهم على متابعة الحصول على قطعة ارض، عشرات الاجتماعات واللقاءات مع المسئولين، وطرقت اللجنة ابواب المطرانية الكاثوليكية في السويد، وعرضت عليهم الفكرة التي لاقت المباركة من سيادة المطران وكل الدعم من الإداريين، ولكن أين تكمن المشكلة ، أين المبلغ الذي يكفي للبناء؟ شدا الرحال سيادة المطران اندش والأب ماهر الى امريكا طالبين الدعم والمعونة من الجالية هناك، ولن يمدوا لهم يد المساعدة، وبدءوا يجمعون أي مبلغ فائض عن مصاريف الكنيسة ويدخل في حساب البناء ، ولكن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها"، لقد أسس يسوع كنيسته على الصخرة، لن يستطيع أحد مهما كانت الظروف أن يقوى عليها ، تقدمت الكنسية الكاثوليكية المانية بملغ كمساعدة اولى، اعطى للجنة قوة وإصرار على المواصلة، عرضت البلدية على اللجنة عدة مواقع منتخبة وبدأت زياراتها للمواقع الى ان وقع الاختيار على هذه الارض التي ستقام فوقها الكنيسة ، وكلف المهندس بإعداد التصاميم اللازمة. واصل الاب سمير مهامه كاهن الرعية الكلدانية في سودرتاليا وتابع اعمال اللجنة بكل جهد وفكر وحماس ، ثم استلم الاب پول الذي كانت اول المهام الملقاة على عاتقه بناء الكنيسة شد العزم مع اعضاء اللجنة وتحقق الحلم . اليوم المطرانية الكاثوليكية تبني الكنيسة بعد ان وفرت المبالغ اللازمة مضافا لها المبلغ الذي جمعته اللجنة ومازالت تطلب الدعم والمساعدة.
ثلاثة عشرة عام والرعية في دوامة بين متشائم ومتفائل، المتفائلون هم النور الذي يضيء طريق اللجنة في الظلمة، ويجعلهم اقوياء لتحقيق الحلم والامل، وان ينظروا للحياة بعيون حالمة بعيدة كل البعد عن اليأس والتشاؤم.
والمتشائمون اشتدّت فيهم الحيرة وعصف بنفسهم قلق هائل جعلهم فريسة لأفكار شتّى تنازعهم وتتقاذفهم ذات اليمين وذات الشّمال وتتلاعب فيهم كالرّيشة في مهبّ الرّيح ، وتلقيهم في خضمّ من التّساؤلات الحائرة ، ومنهم من تراهن على قطع ذراعه إذا وضع حجرا فوق حجر، ما أصعب و أمرّ أن يقع الإنسان في قبضة المراهنة الخاسرة فيدهوره و يحطّم معنوياته ، عقدت المفاجأة المذهلة لسانهم و شلّت أطرافهم وجعلتهم يحملقون و هم مشدوهين غير مصدّقين لما رأت عيناهم عندما اصبح الحلم حقيقة ، أجل، أبواب الجحيم لن تقوى عليك يا كنيسة المسيح، لأنها بُنيت على صخرة الإيمان، إنها الصخرة التي لا تعرف الهزيمة، فما بني على الصخر لا يتزعزع أبداً ، إنها القلب الذي يجمع أبناء الله الذي ينبض بمحبة وسلام المسيح، أفرحي واقرعي أجراسك في سودرتاليا بل في جميع أنحاء المسكونة، ولا تقلقي، إن الله معك منذ الأزل، وحتى نهاية العالم.
السابع عشر من كانون الأول 2016 في جو بارد تغطي الثلوج الارض وتحت خيمة اجتمع الاحبة والأصدقاء
لوضع حجر الاساس لبناء المركز الثقافي المسيحي (كنيسة مريم العذراء) كان على رأس المجتمعين سيادة المطران اندش اربوليوس مطران الكنيسة الكاثوليكية في السويد، شاركه الزائر الرسولي للكلدان في اوربا المطران سعد سيروب بحضور الاباء الكهنة الكلدان العاملين في ستوكهولم وجمع من الكهنة من بقية الطوائف وعدد من المسئولين في البلدية ممثلة برئيسة البلدية وجمع من أبناء الرعية، على امل ان ينجز العمل نهاية العام 2017.
تحيّة مقرونة بأسمى معاني الاحترام والإجلال لمن بدأ ومن رافقه طيلة السنوات الماضية، والى من تابع المهمة فقد كانا الابوين سمير وپول خير خلف لخير سلف حتى وصلت الى وضع اللبنة الاولى ( أنت الصخرة سأبني كنيستي)