قداس الميلاد في منتصف ليل شيكاغو
كنيسة صغيرة لكنها جميلة جداً هي كنيسة مار افرام الكلدانية في شيكاغو وهي من اقدم الكنائس الشرقية في مدينة الريح الأمريكية وبنيت عام ١٩٦٦ اما أبرشية شيكاغو الكلدانية فهي حتماً اقدم أبرشية كلدانية في بلاد العم سام ويعد زمن تأسيسها الى العقد الأول من القرن الفائت وكان المهاجرون الأثوريون الكاثوليك من اورمي هم نواة هذه الأبرشية المشرقية الكاثوليكية .
لأكثر من نصف قرن يقام قداس منتصف الليل في هذه الكنيسة التي تسع لحوالي مائة ونيف من المؤمنين . راعي هذه الكنيسة الصغيرة هو الأب سنحاريب يوحنا وهو واحد من البارعين في الطقس الكلداني وتواضعه ونشاطه الدؤوب في إقامة الصلوات اليومية رغم قلة الحضور هو ما يميزه كونه مثابراً لان تكون كنيسته ممتلئة ايام الآحاد والأعياد وفي ذلك تساعده لجنة الكنيسة النشطة والتي في سلطتها كل واردات الكنيسة وتقدم تقريراً سنوياً عن الوارد والمصروف . وفي السنين الأخيرة اعتادت هذه اللجنة تقديم تمثيليات رائعة ومعبرة في عيدي الميلاد والقيامة.
هذه السنة كان حظي اني جلست في المقدمة في قداس منتصف الليل لعيد الميلاد وتسنى بكاميرا تليفوني ان التقط بعض الصور لتمثيلية هذا العام وأخذني سحر القداس الكلداني بترانيمه وطقسه البديع لأن اكتب هذه التقرير المتواضع عن قداس الميلاد في هذه الكنيسة ، وحينما يكون الخادم هو الشماس المخضرم انطوان من أهل داويدية بصوته الرخيم وأداءه الحسن يجعلك حقاً تشعر بمتعة في السماع وتود ان يطول القداس وتستمتع بهذا الجو الروحاني النادر في زمن الأنشغال بالماديات .
ميلاد يسوع المسيح ومن خلال التمثيلية المقدمة تأخذك الى اجواء القرية الصغيرة بيت لحم والظروف التي جعلت هذا الطفل ان يولد في مغارة بعد ضاقت السبل بوالدته العذراء حين لم تجد مكاناً تمكث فيه سوى هذه المغارة المتواضعة لتضع وليدها عمانوئيل القدوس اسمه . لكن الأحداث التي حصلت ومنها حضور الرعاة بدعوة من ملائكة السماء وقدوم المجوس من المشرق لتقديم هداياهم كلها تنبئ ان الطفل الوليد ليس كبقية الأطفال ولا يهم هنا الفقر الذي هو فيه لأنه هو المخلص وعلى يديه تقام الأعاجيب، وما فقره والمغارة التي احتمى فيها من بدل قصر فسيح الٓا درس لنا نحن اللاهثون وراء الماديات ان دنيانا زائلة والملكوت السماوية في الحياة الأبدية هي بإنتظار الذين الذين قلوبهم نقية من البغضاء وهذا هو طبعاً السبب الذي حل بيننا الاله المتجسد وأكثر من هذا فدانا بجسده الطاهر ولذا تقام في كل يوم ما نسميه القداس والذي هو في الحقيقة ذكراه لنا والتي اوصانا بها وبالحق تسمى الذبيحة الإلهية .
هذا هو الدرس الذي خرجت به هذه التمثيلية التي قدمها أطفال وفتية كنيسة ما افرام الكلدانية حيث جَسّد هؤلاء الممثلون كلمات الراوي بالانكليزيّة المرادفة للموسيقى التعبيرية ، ولكن يبقى الأداء للممثلين واستيعابهم لأدوارهم اهم عناصر النجاح الباهر لهذه التمثيلية التي أدخلتنا في اجواء الميلاد الحقيقي لمخلصنا وفادينا يسوع المسيح. وهنا لا بد ان نثني على جهود الأخت ماسير جوزفين في تدريب الممثلين والأخت إليزا ( على ما أظن ) ووالدتها يونيا ابنة المرحوم الشماس يوسب اللتان ساهمتا في تصميم الملابس والأكسسوار لإنجاح هذه التمثيلية التي اصبحت من الوسائل التعبيرية في قداس الميلاد المجيد.
في الختام نقول عيد ميلاد مجيد للجميع، ونقدّم هذه الصور المأخوذة بكاميرا التلفون ومن غير فلاش كي لاتؤثر على اداء الممثلين او أجواء القداس القدسية .
حنا شمعون / شيكاغو