المحرر موضوع: ماذا بِيد البطريرك ساكو لِيعمَلهُ في هذه الايام ؟  (زيارة 732 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا بِيد البطريرك ساكو لِيعمَلهُ في هذه الايام ؟
هل هناك اي أمل لِبناء خارطة طريق في التَيّمن لِمستقبل الكلدان والآشور وغيرهم أو حتى للكنيسة والبطريركية في الشرق والعراق بشكل عام ؟
أهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم الجديد ( التاريخ لا يعيد نفسه ) وسنلتقي في هذه الامسية المباركة الكاتب الهندي الساخر السيد شهبور شهرثور ليتحدث عن ذلك المستقبل . سيد شَهرثور بماذا ستفيدُنا هذه الليلة وهذا الموضوع . نعم انا هندي ! ساُذكركم  هذه الليلة عن المسرحية السخرية التي كتبتها قبل عقود طويلة وقد نالت نجاحاً كبيراً بين الجمهور الهندي وذلك بإستمرار عرضها لكل تلك العقود . المسرحية تقول :
كان هناك عْجل وحمل وجدي يسكنون غابة كبيرة . حيثُ تواجدت على مراعيها  اجدادهم القدماء من الثيران والكبائش والاتياس . تغيرت الظروف وقلت المراعي والمصائد في الجوار فدأبت بعض الحيوانات البرية قاصدة الغابة الغنية بفرائسها ولحومها الطرية .
ومع هذا فكان الصِدام والصراع وكسر القرون مستمر بين الحيوانات الثلاثة ومن ثم بين المجموعات المنتمية لكل فصيل . فقبل كل شروق الشمس كان الخلاف يشتد بين الثلاثة في احقية قيادة الاسراب والمجاميع الحيوانية وبالتالي الاحقية في إدراة شؤون الغابة وتقسيم المراعي والمياه وغيرها .
في الصباح الباكر نادى العْجْل : يا ايها الحمل الضعيف والجدي المكربش فأنتما لستما غير اقزام دخلت الغابة بموافقة اجدادي الثيران . فجدي الثور الكبير كان هو اول مَن سمح للأبقار والماعز ليتواجدوا في غابتنا ومن ثم الإستفادة من خيراتها ...
صاحَ الحَمل : إنك واهم ولم تنطق الحق ، فأجدادي الاكباش وخاصة ( الكبش الكبير ) كان السباق في اكتشاف هذه الغابة ومراعيها وهو الذي وضع لها التخوم التي تراها الآن ..
إنتَخَبَ الجْدي :  انكما تكذبان بقامت طول عمر اجدادكم ( الثور الكبير والكبش العظيم ) فجدتي النعجرامي هي التي بنت وشيدت هذه الغابة والتي اسمتها بإسمها النعجرامي وبالتالي لستُما غير منافقيّن كذابين فنحن الاصل والاسبق للغابة .. وبدأ الثلاثة في الدخول الى معركة جديدة لكسر القرون وتهيأ الثلاثة في البدأ بالهجوم وفي هذه الاثناء لاح صوت غريب على مسامع العجل ( ابن الثور ) هتف قائلاً : انني اسمع عواء الذئب يدنوا مننا فأهرعوا يا اخوان وانقذوا انفسكم بالدخول في الشقوق الارضة او تسلقوا الاشجار او اقصدوا المغارات الجبلية . نَفض الثلاثة والباقي من القطائع السيقان قاصدين الشقوق والكهوف وتسلق الاشجار وفي تلك الاثناء وصل قطيع الذئاب فلم يجد اي فريسة يلتهما فغادر المكان قاصداً جهة أُخرى ....
مأمأ الحمل على جيرانه بالتواجد من جديد وبخلوا الغابة من القطيع المفترس .. خرج الثلاثة ومعهم بعض الحيوانات التابعة لفصيلهم الى المرعى من جديد .
وَعْوَعَ العْجْل من جديد :  عندما كان اجداي الثيران  الكبار  يُشيدون ويُسيجون الغابة كُنتم الاثنين ومع اجدادكم في الصحاري والبراري باحثين عن قطرة ماء وعشبة يابسة فهل نسيتم ذلك ؟
هتفَ الحَمل : إنك منافق ومراوغ ودجال . وانك بدأت تُخرف في احاديثك . فأجدادي الاكباش وبخصوبتهم الربانية املأوا الغابة بكل هذه الانواع وما انتم غير نسل من تلك الانسان وذلك الإنتخاب الطبيعي الخصبوي فليس لك مكان هنا البتة ...
تَغَأَ الجدي : هل نسيتم مَن الذي ابتكر اسم الغابة يا اوباش ؟ هل نسيتن مَن وضع قوانين توزيع المراعي والمياه لكم يا ايها الخرفانين ؟  هل نسيتم من أين جاءت اصل كلمة الغابة يا بعران ! أليست من سلالتي واسم جدتي الأولى الغابارامي ! فلا تحاولان المزح معي فأنا الاصل والحقيقة وليس غير ذلك ( بالرغم من انني  لوحدي هنا ولكن ابقى الاصل ) ..
مَعمَع الحمل قائلاً : هدوء هدوء انني اشم رائحة حيوان نتف . نعم انها رائحة الضباع العفنة فأرهبوا واهرعوا يا اخوان للإختباء وبسرعة قبل ان يلتهمنا هذا الوحش الجوعان .
هرع الجميع الى الشقوق الارضية والفتحات المغارية والتسلق الافقي وقطعوا الانفاس من جديد .. دخل قطيع الضباع متوسلين للحصول على فريسة طرية ولكنهم فشلوا ولم يُصادفوا اي لحم طري فخرجوا من الجهة الاخرى .. بعد بًرهة وبعد ان اطمأن الجميع على سلامتهم من هذه الغارة نادى الحمل الجميع بالخروج وله الامان .. وقبل ان يكتمل خروج جميع الحيوانات ..
صَدح العجل بأعلى صوته قائلاً : جدي الثور الكبير هو الذي انقذكم من كل الهجمات البرية القادمة ، فهل نسيتم التضحيات التي قدمها آبائي الثيران لكي يحافظوا على الغابة وعلى بقاءكم هل نسيتم ذلك يا ناكري الجميل ؟؟
صرخَ الحمل : عندما كانت دماء جدي العظيم والكبش الكبير تسيلُ على اعشاب هذه الغابة من اجلكم كان شعر جدك لم ينبت بعد يا صغير ابن القزم ، فعَن اي تضحيات تتكلم يا ثور ؟
ولّعَ الجدي مقاطعاً : كفاكم انتما الاثنين عن هذه التخاريف ، اذهبوا واسألوا الحيوانات المجاورة والغابات الموازية وستعلمون من هو الاصل وصاحب الغابة فكل ما انتما فيه ليس غير بيع هواء في زفير عفن فنحن وبس .. اصمتوا ، اصمتوا ، لا حركة أكملَ الجدي قائلاً دخل ازير في مسامعي إذا لم اكن مخطاً ( وانا الاصلي شلون راح اغلط ) ! انه زئير الاسد فإهربوا واشلعوا واعطوا العنان للأطراف ( الرباعية ) قبل التهلكة ! أسرعوا يا اخوان الى شقوقنا المعتادة . دخل الجميع في الشقوق السقفية مرة اخرى واستطاعوا ان يحتموا مرة اخرى من الوجبة الدسمة للأسود . رحلت الاسود وخرجت الثيران والاكباش والأتياس من جحورها .
لمّحَ العجل : إننا منذ الازل في هذه الغابة ولم نتركها او نغفل عيوننا عنها ولم نهاجرها كما فعلتم انتما ، فأغلب خرفانكم ومواعزكم قد قصدت غابات وبراري ومراعي اخرى ولم يبقى منكم غير المرضى والعجزة الكهلة فلا مستقبل لكما هنا فلا تخدعا انفسكما فالغابة غابتي ونحن لها وباقين من اجلها . هدوء ، اصمتوا ، اعتقد يدنوا مننا صوت غريب ! نعم انه ضباح الثعلب المكار ، إنكصوا يا اخوان انه الثعلب المكار ! أدبر الجميع مرة اخرى الى الشقوق الارضية والفتحات الكهفية . اسدَلَ الستار ودق جرس نهاية المسرحية .
بصراحة كما تعلم فأنا من اصول هندية ولا حيثيات لي ولا إعلام عن منطقتكم ، ولا عن رابطتكم او كنسيتكم ، ولا شيء عن ماضيكم وتاريخكم وتاريخ اجدادكم وما عليكم ان تفعلونه ولماذا وصلت بكم الامور الى هذه الحالة ، وبالتالي لا استطيع ان اتكهن او استنبط اي شيء في ذلك الشأن فمني المعذرة . مو هندي ! عادي .. راح الضيف دون منفعة ..
لا ، الهندي حتى ما افتهم يُعيّد المسيحيين بأيامهم السعيدة هذه !!
لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ؟ نيسان سمو
نيسان سمو 28/12/2016