الدولة المصريّة لم تبدأ لحدّ الساعة بمحاربة الفكر الإرهابي!
مقدمة :
لمن يستجيب الربّ اليوم ؟
اليوم الأحد (أحد الشعانين) لدى المسيحيين عموماً وأقباط مصر خصوصاً
يصادف (الأحد السابع) من الصوم الكبير .ويمثّل الأحد الأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ,قيامة المسيح بعد صلبهِ من بين الاموات!
(الإيستر بالإنكليزيّة) أو (الپوسك Påskبالسويديّة)!
هذا اليوم يُسمى أيضاً أحد السَعَف وأغصان الزيتون! كونه يمثّل ذكرى دخول يسوع المسيح الى مدينة القدس حيث إستقبله شعبها بتلك الأغصان!
(شعانين) تعني ياربّ خلّص!مع ذلك لحّد الساعة هناك اليوم تفجيرين إرهابيين في مصر!
الأوّل: تفجير (مار جرجس) في طنطا صباح اليوم ضحاياه بالعشرات!
الثاني: تفجير (مار مرقس) في الإسكندرية (لانعرف تفاصيلهِ بعد)!
الإرهابيّون القتلة يدعوون ربّهم لتنجح أعمالهم الإرهابيّة بقتلِ أكبر عدد ممكن من الأقباط (الكفرة)!
كذلك يتمنوّن الموت والجنّة ,حيث يجالسون الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين (ناهيك عن الغلمان في وقت الراحة)!
بينما الأقباط في أحد الشعانين (يا ربّ خلّص) ,يطلبون الخلاص من ربّهم والبقاء على الدرب لا أكثر!
فلِمن إستجاب الربّ اليوم يا ترى؟
أخشى أن يكون حدث خلل أو إرتجاج أو كونفيوشن لدى الربّ!
***
صورة من موقع اليوم السابع! ***
متى سينتهي الإرهاب؟في ظنّي سيبقى الوضع على ما هو عليه في الأمد المنظور!
حادث اليوم الإرهابي بتفجير كنيسة (مار جرجس) في مدينة طنطا المصريّة عاصمة محافظة الغربيّة ,لا يفاجيء أغلب المصريين أنفسهم!
الى درجة نسمع غالبية المسلمين العادين يقولون عن ذلك :لا حول ولا قوّة إلّا بالله!
بينما نسمع الأقباط أنفسهم وخصوصاً قياداتهم الدينيّة الكنسيّة يقولون:
سنبقى سائرين في طريق التضحيّة والفداء والشهادة على الصليب!
ومن الأزهر الشريف نسمع طبعاً نفس الإسطوانة السخيفة المشروخة تصدر عن قياداته بأنّ الإرهاب لادينَ لهُ ,وليس من الإسلام في شيء!
الناشطة المصرية (سالي توما) تحدّثت للـ BBC عن دور القيادات الكنسيّة في مصر بترويج خطاب الخضوع والركون والسكون والإنبطاح أمام همجيّة الإرهاب وضعف الدولة المصريّة في التصدّي للفكر الدموي!
***
الخلاصة :
الهجوم الإرهابي الإسلامي في ستوكهولم يوم الجمعة (أوّل أمس)
الذي راح ضحيتهِ أبرياء قتلى وجرحى ودمار وحرق للمباني ,كان من فعل إرهابي إسلامي حتى لو تستر الجميع على ذلك .نحنُ الناس العاديين نعرف ذلك!
العلاج لن يكون صحيحاً في ظلّ قوانين الديمقراطيّة الغربيّة التي توّفر حريّة كبيرة للجميع وحقوق تمنع حتى إتهام الإرهابيين وإظهار صورهم قبل ظهور كامل نتائج التحقيق الرسمي وحكم المحكمة النهائي!
الإعلامي المصري (إبراهيم عيسى) ظلّ طويلاً يُنبّه الدولة المصريّة عبر برنامجه التلفازي ومقالاته الصحفيّة ,بأنّها قد تحارب الإرهابيين وتقتلهم وتنتصر عليهم غالباً ,لكنّها لا تُحارب الفكر الإرهابي ذاته!
كان يقول : مادام مشايخ السلفيّة وقنواتهم التلفازيّة والأزهر الشريف ومناهجهِ الدينيّة تُشجّع الكراهيّة وقتل الآخر فالإرهاب سيبقى في إزدهار!
النتيجة (بعد شوية صبر عليه) منعوا برنامجهِ وبدؤوا بمقاضاتهِ!
الى متى ستبقى الدولة المصريّة (وكلّ مَنْ يدعٍ محاربة الإرهاب في العالَم) صامتين عن الفكر الإرهابي ذاته ومشايخهِ وكتبهِ وقنواتهِ؟
لا بل أنّ هؤلاء يحصلون على معونات إجتماعيّة وأموال لإقامة مساجدهم في الغرب (الكافر)!
هذا ما أوّد جلب الانظار إليه في هذه الورقة!
***
رابط حوادث اليوم من الـ BBC
http://www.bbc.com/arabicرعد الحافظ
9 أبريل 2017