المحرر موضوع: في بيان بطريركية السريان الأرثوذكس: البطريرك مار افرام الثاني يسامح اربعة من المطارنة المحتجين  (زيارة 1906 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل wesammomika

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1654
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأُمة مُستقلة عن الكلدوآثور
    • مشاهدة الملف الشخصي
بيان صادر عن بطريركية السريان الأرثوذكس




قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني أصدر المنشور البطريركي التالي بتاريخ 29 نيسان 2017

ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܕܟܠ ܐܚܝܕ
ܐܝܓܢܛܝܘܣ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ
ܘܪܝܫܐ ܓܘܢܝܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܕܒܟܠܗ̇ ܬܒܝܠ
ܕܗܘ ܐܦܪܝܡ ܬܪܝܢܐ ܡ̄

نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيرية إلى إخوتنا الأجلاء: صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأوّل مفريان الهند، وأصحاب النيافة المطارنة والأساقفة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين نواب الأبرشيات والخوارنة والقسوس والرهبان والراهبات والشمامسة الموقرين والشماسات الفاضلات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرّمين، شملتهم العناية الربّانية بشفاعة السيّدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقدّيسين، آمين.

"فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ"  (كولوسي 3: 12 – 15)

بعد تفقّد خواطركم العزيزة، نقول:
الكنيسة المقدّسة هي الأم الحنون التي لأجلها بذل الربّ يسوع المسيح نفسه على الصليب، وأوكلها لرسله الأطهار ومنهم إلى خلفائهم الشرعيين لكي يكونوا آباء لهذه الكنيسة، رعاة لأبنائها مسؤولين عن خلاص أنفسهم، بقوله له المجد: "اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ" (يوحنا 20: 22-23).
بحسب المادة (7) من دستور كنيستنا السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية المقدّسة، البطريرك هو خليفة الرسول بطرس هامة الرسل. وبهذا يكون البطريرك هو الأب العام للكنيسة، مستمدّاً هذه الأبوّة من السيّد المسيح رأس الكنيسة وراعيها ومخلّصها. فالبطريرك هو الأب والراعي الذي يقبل جميع أولاده مهتمّاً باحتياجاتهم، ساهراً على راحتهم وحاملاً همومهم لا بل تائباً عنهم، كما فعل أيوب لأجل أولاده (أيوب 1: 5).
إذاً الأب (البطريرك) هو المؤتمَن على الكنيسة المقدّسة أي جماعة المؤمنين، إكليروساً وشعباً. وهذا الاهتمام الواسع الأفق، مفرح أحياناً ومؤلم أحياناً أخرى، لأن البطريرك كأب يُصلَب صلباً مع المسيح عندما يرى ما هو مؤلم داخل الكنيسة وهي تسير طريق جلجثتها في هذا العالم، فيحمل عنها صليبها وهي تسير درب آلام المسيح، كقول الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس: "لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا. فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ." (2 كورنثوس 1: 5-6). فتعزية وفرح الأب البطريرك هي أن يرى الكنيسة جسد المسيح وهي تعيش أمجاد القيامة بقوة انتصاره على الضيقات والانقسامات والآلام والموت، وهذا يتمّ، بالحفاظ على وحدة الكنيسة، عندما يكون الجميع تحت جناح الكنيسة المقدسة أُمِنا الروحية التي ولدتنا بالمعمودية، وتحت رعاية أبيها العام البطريرك (المادة 7 من الدستور)، كقول الرب يسوع الراعي الصالح: "تكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يوحنا 10: 16). وبهذا المعنى الروحي العميق تولد في قلب الأب البطريرك أسمى العلاقات الروحية وهي الحبّ المصلوب لرعيّته لأن هذا هو واقع خدمته، فهو يقدّم حباً بلا حدود للمخدومين بالرغم من تباينهم في فكرهم وقبولهم لخدمته.
ولهذا يستمر الأب البطريرك بالصمت والصبر والإحتمال بحسب قول الرسول بولس: "وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ. بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ:فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ،فِي شَدَائِدَ،فِي ضَرُورَاتٍ،فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ، بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ" (2 كورنثوس 6: 3 ) .

وبعد أن ألّمت بكنيستنا السريانية اضطرابات وضيقات كثيرة نتيجة البيان الصادر عن ستة من أصحاب النيافة المطارنة بتاريخ 8 شباط 2017، والذي نتج عنه أتعاب وآلام ليس فقط لشخصنا كأب وبطريرك للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية بل لجميع طغمات الكنيسة مجمعاً وإكليروساً وشعباً، إخترنا الصمت طيلة هذه الفترة وعدم الرد على جميع ما جاء في البيان المذكور وغير مهتمين للتجريح والتشهير الذي حصل عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، واضعين سلام الكنيسة قبل أيّ اعتبار آخر. 
أثناء انعقاد المجمع المقدس برئاستنا في لبنان بتاريخ 14- 17 آذار المنصرم، وبحضور خمسة من أصحاب النيافة الموقعين على البيان المذكور، أعلنّا كأب وبطريرك عن مسامحتنا لهم عن كلّ ما صدر عنهم من إساءة تجاه شخصنا، غير أنّ آباء المجمع المقدّس أجمعوا على ضرورة الاعتذار الخطي على غرار البيان المذكور، فصاغوا بيان الاعتذار المناسب. وبعد عدّة محاولات، رفض المطارنة الخمسة التوقيع على بيان الاعتذار. فكان قرار المجمع بإعطاء مهلة لأربعة من المطارنة تنتهي في 30 نيسان 2017، وخوّلونا اتخاذ القرارات الدستورية اللازمة، في حال رفض المطارنة الأربعة التوقيع على بيان الإعتذار.
بتاريخ 26 نيسان 2017، تسلّمنا رسالة موقّعة من أصحاب النيافة: مار إقليميس أوجين قبلان، مار سويريوس ملكي مراد، مار ملاطيوس ملكي ملكي، مار برثلماوس نثنائيل يوسف، وقد ورد فيها:
1- اعتذارهم الصريح عن كلّ ما صدر عنهم "من كلمات جارحة وإساءات غير محبّذة ومواقف في بياناتنا وتصريحاتنا وخاصة البيان والإقرار الصادر بتاريخ 8 شباط 2017 تجاه قداستكم".
2- خضوعهم لدستور الكنيسة ولسلطة الكرسي الرسولي الأنطاكي الأرثوذكسي بشخصنا كبطريرك شرعي منتخب بالنعمة لا بالاستحقاق وكأب للكنيسة، وهو ما تنصّ عليه الـ "ܫܠܡܘܬܐ" أي صورة الإيمان، التي يوقعها المطران او الاسقف عند رسامته الاسقفية متعهداً بالخضوع لقوانين الكنيسة ورئاستها قائلاً: "وأخيراً، إذا غيّرت شيئاً من هذا الإيمان القويم، أو نكثت عهدي هذا أمامكم، أو قاومت قداستكم، أكون غريباً عن هذه الرتبة التي تقلّدونني إيّاها، وبعيداً عن بيعة الله المقدّسة".

اليوم، كأب وبطريرك للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية وبسلطاننا الرسولي المعطى لنا من الربّ يسوع المسيح له كلّ المجد عبر رسله الأطهار وبعد استشارة عدد كبير من إخوتنا أصحاب النيافة أعضاء المجمع المقدّس وبحسب طلب الكثيرين من أبناء الكنيسة المؤمنين، وبالرغم من عدم توقيع المطارنة الأربعة على بيان الإعتذار المعدّ من قبل آباء المجمع المقدّس حتّى الساعة،
إنّنا نعلن بروح أبويّة مرّة أخرى مسامحتنا إخوتنا أصحاب النيافة: مار إقليميس أوجين قبلان، مار سويريوس ملكي مراد، مار ملاطيوس ملكي ملكي، مار برثلماوس نثنائيل يوسف، ونغفر لهم من كلّ القلب كلّ ما أساءوا به إلينا ونباركهم ببركتنا الرسولية، مؤكّدين على وجوب خضوعهم لجميع قرارات المجمع المقدّس والقرارات البطريركية الصادرة بحسب مواد دستور الكنيسة المقدّسة، متضرّعين إلى الربّ الإله القائم من بين الأموات أن يشملكم جميعاً برحمة، بشفاعة والدة الإله مريم والشهداء والقدّيسين أجمعين، آمين. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق
في التاسع والعشرين من شهر نيسان سنة ألفين وسبعة عشر
وهي السنة الثالثة لبطريركيتنا









>لُغَتنا السريانية الآرامية هي هويتنا القومية .
>أُعاهد شعبي بِمواصلة النضال حتى إدراج إسم السريان الآراميون في دستور العراق .
(نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل)
ܣܘܪܝܳܝܐ ܐܪܡܝܐ