*مهداة الى الشهيد البطل رديف هاشم يوسف المحروك الذي استشهد يوم 2-5 -2010 اثر هجوم ارهابي على مشارف الموصل وهو يتفانى من اجل انقاذ الجرحى من الطلاب والطالبات .
المجد والخلود للشهداء الأبطال
شــــهادةُ للــبــطــل ِ
لطيف پـولا
ضَللَ الناس َ رياءُ وسرابٌ مألوف ُ
فاســـتصعبوا عـِلاجَها، دواءُهــا معـــــروف
أين بُناة ُ العراق ِ ابناء ُ الرافدين ِ ؟
هل سمعتم او رأيتم ما فعلَ ( رديف ُ) ؟ (1)
ساعة أصَمّ الجبن ُ صاحبَ الأُذنين ِ
إســـــتغفلَ الإســـــتنجاد َ وســــمعُه ُ رهيــفُ
تغاضى عن النظر ِ كأنه لا يرى
لــــــه عيـــــونُ البـَقـَــــر ِ لكنـًه مـَكفــــــوف
حيـًا ملاك ُ النجاة ِ بين أشداق ِ الموتِ
( رديــفٌ ) بين الدمــــــا ءِ تتبعه ُ الحُتـــــوف ُ
أجساد ٌ تتناثر ُ والنجيع ُ يسيلُ
طـــــلاب ٌ وطالبــــات ٌ مزّقتهـــــا الســــيوف
مـُفخخات ُ الإرهاب ِ تطال ُ المشاعل َ
وشـــتلات ُ العلــوم ِ يحرقها خريــف ُ
يَعُزٌ على ( رديف ٍ ) أن يرى إخوتَه ُ
تسـتصرخ ُ الضمائرَ وجرحُها رعوفُ
لما وثب َ قـلبــُهُ استرخصَ الحياة َ
روائح ُ الخيانة ِ تمقتهـــا الأنــــوف ُ
بطل ٌ من العراق ِ وخاض َ غمارَها
وَطــَأ َ غربان َ الموت ِ وقلبُـــه رؤوف ُ
فيا نبض َ شرايين نَضّت في احتضارِها
لك َ تحايــا قلوب ٍ عَمـّدهــا النزيـــف ُ
وفي زمن ٍ ينهش ُ الإبنُ لحمَ أُمـِه
ودجالٌ مُـزَوِق ٌعنـده الصــدق ُ زيــف ُ
فلا تخلع الرياح ُ في العَصف ِ كلَ جذع ٍ
مَن أدمن َ على الرقص ِ تهزه الدُفــوف
الم ترَ مـُنقذهم وقد غدا شهيدا ؟
خيّب َ كلّ ظنهٍم والعدو وَجيــف ُ (2)
و ( رديفٌ ) تجّللَ وبعين الإرهاب ِ
شــامخ ٌ أرفعُ مِن أن تمدحـــه ُ حـــروف ُ
وقد نال َ من شعبه ِ شهادة َ الخلود ِ
ودمـــــــاءُه حِنـــــاء ٌ تعشقـــه ُ الكـُفــوفُ
يا شهيد َ الطلبة ِ ويا جسرا عبرت
عليــه الى الحيـــاة ِ، بفضلـه ، الصفــــوفُ
لولا أمثالك اليوم تستنهضُ الهِـِمَم َ
لأتى علينا اليــأس ُ واســـتكلب َ العفيـــفُ
في تخاذل ِالرُعاة ِ تبدّد َ القطيع ُ
مهما طالت ِ القرون ُ لا يحميهـا خــروف ُ
وفي الظلام ِ ذئابٌ استرعت فـتاتها
ومرشــدُهـــــا خائـــنٌ مُــدلـل ٌ مَعلـــوف ُ
له جلال ُ الملاك ِ حول سيف ٍ سفاك ِ
يخفي الحَنـَـشُ نابــَهُ وســـمهُ معــروف ُ
في كــفهِ براثن ٌ جـَمّلتها ظُلوف ُ
تجلبــَــب َ بالريــاش ِ ودثــّرَه ُ صــوف ُ
تناسى أنّ ريحهُ مِن آكلات ِ اللحوم ِ
وناطورُ الليل ِ ليـــس بالعين ِ يشــوفُ
ويكفي الأخيارَ، فخر ٌ، مـِن أبناء العراق ِ
أن نوايـا الوحـــوش ِ قـَهـَرهـــا أليـــف ُ
فمن يكبت ُ بركانا أو يمنعُ الرُعودَ ؟
طبــعُ المرء ِ مـِن مهده ِ ترضعهُ ظـروف ُ
والإنتصارُ للحق ِ عند بَـني الأحرار ِ
ومهمـا كـــان الثمــنُ، شـــرف ٌ ورغيـــف ُ
يستسهلون َ الصِعابَ ، غيرتهُم جناح ٌ
وما يــــروه ُ هَيــّنــــا لغيرِهــــم مُخيـف ُ
لا تعجـَـبَنّ مـِن فعل ٍ تأتي به أبطال ٌ
فلا تــدرك ُ الأقــــزام ُ ما يخفيـــه المـُنيـف ُ
شأنُ الفئران ِ شأنُها والرعبُ من طبعِها
اذا ســـــمعت مـُواءً لا يسُـــعفها رَديـــف ُ
في الأهوالِ ِ مَن يبرز ُ إلا مثلُ ( رديفٍ ) ؟
فهو لكــل ِ ســائل ٍ عند الموتِ حليـــــف ُ
طوبى لكل ِ شهيد ٍ وهب َ حياتـَه ُ
وخلدتـُــه أفعال ٌ وتاريـــخ ٌ نظيــــف ُ
وتعسا لكل ِ باغ ٍ عاشَ على الخداعِ
تجاهـــل الحقائـــق َ لكنــــــه عَريــــف ُ
فالمتهم مجهولُ ! والقاتل ُ ظـِلٌـك َ !!
والغريب ُ في الوطـن ِ لا تحميــه ســقوفُ
حبلُ الكاذب ِ قصيٌر، فإن كـَم ّ نفرا
ســـتفضحُه الأيــــام ُ وتطـــأه ُ الأُلــــوفُ
فما نفعُ اللاليء ُ وغورُها خَسيف ُ؟
أين مـِنـّا نورُ الغد ِ وحقـُنا مـَكسوف ُ؟؟!!
لا يدّعي العـِزًة َ مـُستعبَـدٌ ذليل ُ
فبعدَ خَـزم ِ النخـير لن تشـــمخ َ الأُنـــوفُ