لكي لا تكون موتمراتهم حبلى بالمؤامرات ؟
اخيقر يوخنا بقراءة سريعة وموجزة لتاريخ الاشوريين منذ بدايات الحرب الكونية الاولى نجد ان القضية الاشورية كانت دوما تنهش بمخالب سياسية حادة من كل الجهات حيث ان الشعوب التي كانت تشاركهم العيش في نفس المحيط الجغرافي كانت تعاديهم بسبب الاحقاد الدينية وغيرها من الأسباب السياسية كما ان البعثات التبشيرية للدول الغربية رغم أعمالها الانسانية الكبيرة في احياء لغتنا بفتح العديد من المدارس ونشر التوعية الصحية بين أبناء وقرى الاشوريين في أورميا وحكاري الا انها في الوقت نفسه غذت وبصورة غير مباشرة الاحقاد الدينية للمسلمين ضدهم ،
وكانت قمة معاناتهم اثناء قيام الدولة التركية انذاك بالهجوم المسلح على مناطق وقرى الاشوريين في أورميا وإجبارهم على رحيل قسم منهم الى روسيا وقسم اخر الى بعقوبة وتشتت الآخرين في الجبال ، وضمن المخطط الجهنمي للتصفية العرقية الذي قامت به تركيا ضد المسيحيين عامة والمعروفة بمذابح سيفو ، وما تلى ذلك حدوث مجزرة سميل الدموية الرهيبة التي قام بها الجيش العراقي ضدهم في العقد الثالث من القرن الماضي
واستمرت الماساة الاشورية تزداد سوءا في العقود التالية لمجزرة سميل حيث قامت الحكومة العراقية بترحيل القرويين الاشوريين من المناطق القريبة للحدود التركية وتدمير قراهم وخاصة قرى برواري بالا القريبة من الحدود التركية ، بسبب الثورة الكردية والتي شارك فيها العديد من الاشوريين حيث كان اول شهيد للثورة الكردية اشوري وكانت اول امرأة تحمل ألسلاح آشورية عدا شخصيات آشورية اخرى لعبت دورا مهما في الثورة الكردية فيما كان العديد من الاكراد انذاك يقفون ضد الثورة ،
والكل يعرف ان الاشوريين لم يحصلوا على شيء نتيجة تضحياتهم بل فقدوا قراهم وتشردوا ولا احد يذكر فضل الاشوريين على الثورة الكردية
ومن ثم خسر شعبنا الآلاف من الشهداء في الحرب الإيرانية العراقية ، وبقية الأحداث الماساوية معروفة للجميع وما زال شعبنا أسير حبالها الغليظة ،
ولَم يسمع شعبنا من الآخرين سواء الأطراف الخارجية التي تدعى بمساندة الحقوق الانسانية للقوميات المضطهدة ، او القوميات العراقية ذات النفوذ السياسي سوى كلمات لا تخرج من داءرة ملاطفات سياسية لتهدئة الخواطر او تقديم وعود فارغة تطرح وهي ميتة قبل ان ترى النور لانعدام النوايا الحسنة لتحقيق اَي مكسب قومي او وطني للآشوريين
ومن جراء هذة التجارب السياسية المرة والفاشلة فقد الاشوريون ٌ، الثقة بما يطرحه السياسيون من كل الأطراف تجاه قضيتهم ،
ولكن رغم كل التجارب المريرة فما زالت الأحزاب الاشورية تواصل نشاطاتها السياسية في كل الدول التي يتواجد فيها أبناء الجاليات الاشورية وعلى أمل ان تتغير. مواقف تلك الدول لصالحهم
واليوم نشهد عقد مؤتمر في بروكسل حول قضية شعبنا بصورة عامة ونجد ان أطراف سياسية ودينية تعارض المشاركة فيما نجد في الجانب الاخر أطراف اخرى تنوى المشاركة وبمعنى اخر ان هناك اختلافات في القراءة السياسية للمؤتمر ،
ولكن كما نفهمه ان الممثلين الحقيقين لشعبنا هم الأحزاب السياسية التي فازت في الانتخابات ولذلك لا يجوز أبدا ان تفرض شخصيات اخرى غير فاءزة في الانتخابات لتكون منفذا للآخرين
وقد يتساءل البعض عن الغاية من عقد مؤتمر اخر بعد ان كانت احزاب شعبنا قد قدمت وثيقة الى الاتحاد الأوربي ، فيها كل المطالَب المشروعة له للعيش في ارضه كشعب اصيل ،
حيث قد يحدث التفاف حول تلك المطالَب بمشاركة وفود خارج شعبنا ولجهات لا علاقة لها بسهل نينوى
وقد يفهم من تلك المشاركة الكبيرة بان شعبنا قد يضع تحت رعاية تلك الأطراف بحجج سياسية خبيثة ترمي الى تطويق شعبنا ليعيش تحت رحمة الآخرين فيما ان مساعي شعبنا وأحزابنا ترمي الى التخلص من نفوذ الآخرين ليعيش حرا في اقليم خاص به كما يعيش الآخرون وذلك حق طبيعي مشروع
والمعروف ان شعبنا يسعى الى التخلص من أيه صيغة سياسية لفرض واقرار الوصايا السياسية لإيه جهة لانه يرغب في العيش حرا كريما في ارضه ويحترم الآخرين كشركاء في الوطن على ان يكون القانون العراقي ساريا للجميع بدون تفرقة لأي سبب كان وان يتم إلغاء النظرة الفوقية للقوميات الكبيرة تجاه شعبنا لان شعبنا يسبق الجميع في إرثه وقوته ومنزلته الحضارية بدون منافس أبدا مهما صغر حجمه السكاني فهو كبير بما يملكه من شخصية حضارية تاريخية
ومن ناحية اعادة بناء البنى التحتية لقرى سهل نينوى فان ذلك من واجبات الحكومة لاعمار العراق كله بدون الحاجة الى أطراف دولية لان العراق غني وقادر على ذلك اذا صدقت النوايا السياسية لإعادة إعمار البلد بأسره
ومن الطبيعي القول ان شعبنا بحاجة الى الدعم الدولي للاسراع في تحقيق طموحاته المشروعة بقوانين صريحة ملزمة وتنفذ بصورة تامة على ارض الواقع لكي لا تكون مجرد حبر على الورق ولعل أفضل ترجمة لطموحات شعبنا هي في إقامة اقليم خاص به أسوة. بإخواننا الاكراد او استحداث محافظة ولكن بدون وصايا سياسية باي شكل من الأشكال لأي طرف كان ، وحتى لا تكون الموتمرات حبلى بالمؤامرات السياسية