المحرر موضوع: ندوة بعنوان " الكون والفضاء والحياة " لملتقى سورايا الثقافي في مدينة ملبورن الاسترالية  (زيارة 2616 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ملتقى سورايا الثقافي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقام ملتقى سورايا الثقافي في مدينة ملبورن الاسترالية يوم الثلاثاء 8/8/2017 في قاعة الموناليزا ندوة بعنوان " الكون والفضاء والحياة " شارك فيها اربعة من الخبراء الذين اعطوا آراءهم في الاجابة على السؤال المحير : هل هناك حياة خارج الارض ؟ حيث شارك كل من سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في استراليا ونيوزيللاندا والبروفيسور الفيزيائي موشي كيسو والدكتورة تغريد اصطيفان اختصاصية علم الاحياء المجهرية والاخ مخلص خمو وهو ناشط ثقافي اجتماعي . هذا وقد جرت الندوة بإدارة الدكتور فالح فرنسيس . كان اول المتحدثين سيادة المطران مار باسيليوس القس موسى الذي قال فيما يتعلق بمحوره : هل يتقاطع الدين مع العلم ؟


   سؤال ملغوم. أو فلنقل السؤال مغلوط: العلم والدين ليسا صديقين متناغمين، وليسا ندّين متخاصمين. العلم والدين نشاطان إنسانيان، من مستويين متميزين ومختلفين في منبعهما الإنبثاقي. لا يتقاطعان بل يتكاملان. أو بالأحرى لا يتعارضان بالضرورة، وانما ينبثق كل منهما من منبع مختلف، ويعمل وفق منطقه الخاص الذي لا يتعارض بالضرورة في طبيعته ومنطقه واساليبه مع الآخر. لربما كان الأفضل أن نتكلم عن العلم والأيمان، هل من ارتباط  أو رابط بينهما؟ وما هو هذا الأرتباط الذي يضعهما في مواجهة أو في حوار. أما الرابط الذي يفصلهما أو يربطهما ببعضهما، بصفتهما نشاطين انسانيين فهي الأخلاقية التي تعطي البعد الإنساني لأي عمل صادر عن الإنسان، فردا أو جماعة.
وإذا كان الأيمان أو الدين والعلم نشاطين إنسانيين، فهذا يعني أنهما يتصلان بوعي الإنسان، ووعي الإنسان شي تاريخي وخاضع للأختبار، أعني إنه قابل للتحليل المختبري (بالنسبة للعلم) وللتحليل الفكري (بالنسبة للدين). العلم ينبثق من طاقات الطبيعة المحسوسة وقدراتها الذاتية الكامنة، ويخضع في بحثه وأسلوب عمله عن كوامن هذه الطاقة باستكشاف واختبار واستنباط ومقارنة وتطوير وتفعيل قدرات وقوانين هذه  الطاقة الكامنة في قوى الطبيعة والكون (الأرض والكواكب والمياه والمعادن وكل العناصر الحية والجامدة، الذكية والعجماء). أما الدين فينبثق من الطاقة الفكرية للأنسان العاقل الذي يربط ما بين السبب والمسبب، بين العلة والمعلول، بين المحسوس واللامحسوس، بين المنظور واللامنظور، ويخرج عن دائرة قوى الطبيعة الموضوعية ليكتشف في وجدانه الذاتي محركا أعلى خارج الطبيعة المادية لقوى الطبيعة من جهة، والعلاقة بين هذا المحرك والعمل الإنساني. وهذه العملية غير خاضعة لأجهزة التحليل في مختبر الجامعة. بكلمة واحدة: العلم ينتمي الى النظام الطبيعي والتحليل االمختبري الفيزيو- كيمياوي، والدين ينتمي الى النظام العقلي الفلسفي.  الأستنتاجي. الأول يستخدم الأصابع والنظر وكل الحواس، والثاني يستخدم الفكر والقلب والربط النظري بين المنظور واللامنظور.
فيكون الحاصل أن العلم يبقى في دائرة الطاقة الطبيعية وقدراتها المستقلة عن غير قوانينها، والدين يبقى في دائرة الطاقة الفكرية مستقلا عن غير أهدافه، وأهدافه هي إيجاد المعنى والعلاقة والبعد الأنساني والقيمة الأخلاقية في كل نشاط انساني. من هنا يعود العلم يلتقي بالإيمان أو الدين، في علاقة جدلية.
   بعد هذه المقدمة الضرورية والنظرية تتبادر الى ذهننا أسئلة عديدة:
•   ما هي القراءة الصحيحة مثلا للفصول الأولى من سفر التكوين عن: قصة الخلقة ونشوء الأرض، وظهور الحياة والإنسان، وعلاقة كل ذلك بقصة الكون وظهور الإنسان بحسب العلم. وما هي الفلسفة الأخلاقية الكامنة في نصوص التوراة.
•   الكتاب المقدس، والفصول الأحد عشر الأولى من سفر التكوين بالذات، ليست نظرية علمية لنشوء الكون وظهور الأنسان. هي قراءة مصوّرة مبسطة ولكن عميقة للعلاقة بين الخالق (الذي لا يفترض وجوده الا عن طريق الأيمان، والإيمان نشاط وجداني في ذات الإنسان، سواء نسبه الإنسان بوحي الى ذات سابقة الوجود (الله)، أو الى نتاجه العقلي استكشافا (فلسفيا). إذن لا نبحث في الكتاب المقدس عن تسلسل الأحداث مختبريا وموضوعيا. بل عن المعنى الكامن في النصوص. الكتاب المقدس قراءة لمعنى الكون. وإذا كنا منصفين وموضوعيين نقول: انها قراءة بين قراءات اخرى، وإن افضلها تاريخيا.
•   هذه الفصول هي محاولة الأجابة الى الأسئلة الكبرى التي طرحتها البشرية على ذاتها منذ وعيها الأول وحتى اليوم: كيف ظهر الكون؟ كيف ظهرت الحياة؟ كيف ظهر الأنسان؟ كيف ظهر الخير والشر؟ ثم محاولة الأجابة على ظواهر اجتماعية وطبيعية أخرى تفوق الأدراك المباشر.
اعقب ذلك شرح علمي لنظرية نشوء الكون وتركيب المواد قدمه البروفيسور الفيزيائي موشي كيسو الذي وضح : يتميز ألبرت أنيشتين عن باقي العلماء بكونه لم يأت فقط بنظريات اثبتت صحنها عمليا ً فيما بعد بل انه غير مفهوم البشر تجاه الطبيعة. اثبت ان المادة والطاقة يمكن تحويلهما الواحد الى الآخر وكذلك اثبت ان الطاقة لا تحتاج الىمكان بل ان المكان يخلق من قبل المادة وكذلك الزمان، وان المادة تؤثر على المكان والزمان. استخدم هذا المفهوم من قبل راهب بلجيكي فيما بعد ليكون نظرية نشوء الكون: حيث قال ان الطاقة والمادة الموجودة في الكون الآن كانت بشكل طاقة متمركزة في نقطة. وقبل حوالي 14.7  بليون انفجرت هذه الطاقة وتحولت الى مادة وطاقة كهرومغناطيسية . سمي هذا الانفجار بال BIG BANG والمادة المتكونة خلقت المكان وبدأ الزمان وبدأت المادة تتمدد في هذا المكان منذ ذلك الوقت. المادة التي تركبت نتيجة لهذا الانفجار كانت فقط نويات الهايدروجين ( H ) والالكترونات .
الكميات اللامتناهية من نويات الهايدروجين متكتلة تحت درجات حرارة عالية جدا ً بدأت بالاندماج مع بعضها والآن نحن نعرف ان اندماج نوييات الهايدروجين فقط يمكن ان تولد نووية الهيليوم بشكل ثابت، لذلك فإن اقدم النوويات في الكون هي الهايدروجين والهيليوم وهي اكثرها تواجدا ً. بعد ذلك بدأت المادة ( H1H4e) تتكتل وتستمر بالاندماج النووي لتولد باقي النوويات. ونتيجة هذه التفاعلات تولد الضوء وبدأ الكون يضيئ وتكونت النجوم وتكتلت لتكون المجرات وبدأت تبتعد عن بعضها الى هذا الوقت.
ولكن معروف من التجارب النووية ان التفاعل (الاندماج) الذي يولد نواة الحديد لا ينتج عنه طاقة. لذلك النجوم تستمر في تركيب النوويات وتشع ضياءها الى ان تصل الى نواة الحديد وبعدها بفترة قصيرة يختل التعادل ويتغلب التجاذب على النجوم فتنفجر. واذا كان النجم كبيرا ً فيكون انفجاره عظيما ً ويسمى بال SUPERNOVA وخلال هذا الانفجار تتكون باقي النوويات الاثقل من الحديد. إذا ً اي ذرة حديد على الارض الآن جاءت نتيجة قتل نجمة في السماء اما باقي المواد (مثل الذهب وغيرها) فهي تولدت نتيجة موت نجم كبير .. وهكذا تكونت جميع المواد التي نراها على الارض .
اما الدكتورة تغريد اصطيفان فقد طرحت ضمن محورها عن نشوء الحياة على الارض النقاط التالية : النظريات السبعة حول كيفية بدء الحياة على كوكب الارض، واي مكان او ظروف كانت مساعدة لنشوء ما يشبه خلية بدائية تحتوي على حامض نووي قابل للاستنساخ البيولوجي. هل تحفزت بواسطة الرعد والشرارة الناتجة عن تفجير عظيم ؟ ام نشأت من عناصر كيمياوية بسيطة تفاعلت تحت ظروف فيزيائية كالحرارة العالية او الضغط الجوي المتقلب ؟ هل كان ذلك في الطين ؟ ام في اعماق البحار ؟ او الثلج ؟ او هل وصلت الحياة الى الارض من كواكب اخرى نتيجة ارتطام نيزك فضائي بالارض ؟ ثم تم التطرق الى تطور الاحياء على الارض من خلية واحدة الى كائن متعدد الخلايا حتى الانسان الحالي .
كان آخر المتحدثين الاخ مخلص خمو والذي تمحور حديثه حول سؤالين مهمين : هل توجد حياة اخرى في الكون خارج كوكب الارض ؟ وان وجدت، فهل توجد بنوعها الواعي العاقل ككائن يشبه او ربما افضل من الانسان ؟
انه اطرح قديم قدم الانسان ومنذ بدء الحضارة ! وان كان ذلك الطرح والاجابة عليه اتت بصيغ واشكال ميثولوجية. حيث تصورنا الكائنات العاقلة في الفضاء كآلهة تقرر مصيرنا او نستلم منها الحكم والشريعة. لكن اليوم السؤال القديم عن امكانية وجود كائنات اخرى في هذا الكون الشاسع عاد من جديد ولكن بصيغة علمية .. حيث وكالتا ناسا والاوربية الفضائية وغيرهما من وكالات الفضاء يشتركون في ارسال التلسكوبات والمركبات المأهولة وغير المأهولة للبحث عن اي شكل من اشكال الحياة خارج كوكب الارض. بالرغم من ان السؤال ذو ظاهر علمي ولكنه في الوقت عينه ذو بعدين آخرين وهما : البعد الوجودي (الفكري) والبعد الايماني. قد لا نستطيع تقديم اجابة علمية قاطعة اليوم ولكن اليسمن حقنا التفكير واطلاق العنان للعقل في محاولة الاجابة ؟ خاصة ً وان الكتشافات العلمية الاخيرة والارقام الكبيرة عن حجم الكون وعدد المجرات والنجوم والكواكب يجعلنا نقترب اكثر لقبول فكرة مشاركة آخرين لنا لهذا الكون العظيم. ففي مجرتنا " درب التبانة " فقط يوجد ما يقارب 400-200  مليار نجم ويوجد ما يقارب 200-100  مجرة حيث هناك بلايين بلايين الكواكب ! إذن ، هل نحن وحدنا ؟ ام يوجد آخرين ؟
اختتمت الندوة بالمناقشة وطرح آراء ومداخلات الحضور الكبير من النساء والرجال التي اوضحت كثير من الآراء المؤيدة والمخالفة للآراء المطروحة .





غير متصل كامل كوندا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1207
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرا للجميع على هذا هذا التقديم االرائع وهذه الامسية الممتعة
وأخص بالذكر إدارة الندوة من قبل الدكتور فالح فرنسيس الذي أدار الندوة بشكل رائع وبإسلوبه الهاديء الجميل.
شكرا لملتقى سورايا على إدامته المشهد الثقافي في ملبورن

غير متصل Wisammomika

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 530
  • الجنس: ذكر
  • السريان الآراميون شعب وأمة مستقلة
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية قومية سريانية آرامية للجميع
مع إحترامنا لنيافة المطران مار باسيليوس الباغديدي للسريان الكاثوليك يبدو أنه تأثر برياح الأشورة المقيتة وإنخدع بالتسمية المسيسة والمحرفة (سورايا) ليطيع عدد من الأشخاص القائمون على مايسمى بملتقى (سورايا والمقصود به شورايا ) حسب تفسير دعاة الآشورية الجُدد !!!!

نطالب سيادة المطران للإنتباه والحذر من القادمين إليه بثياب الحملان والملائكة لأنهم ذئاب خاطفة .


وشكراً
السريان الآراميون شعب وأمة مستقلة عن الآشوريون والكلدان