يؤكد مار ميلس في حواره اننا شعب واحد وهذا ما يؤكده كل واعٍ وداركٍ للتاريخ ومجرياته، نرجع لجذور واحدة وعرق واحد واختلطت الدماء بالتلاقح البايولوجي والحضاري على مر العهود، ولعوامل تاريخية وجغرافية واجتماعية وحضارية وسياسية ودينية ظهرت التسميتين، ورُسخت من قبل الاحزاب السياسية كما يقول سيادته بدلاً من المحاولة لمحو كل ما يقسمنا. وعليه تعكس أفكاره الواقعية: النظرة الموضوعية، نبذ الانانية، والرضى بقبول الاخر كما كما هو لا كما يجب مؤكداً ذلك بقوله:
( جاءني مرة ممثلون من مختلف الاحزاب وبدأوا يتكلمون نحن ونحن الاثوريين ... قلت لهم :أريد أن أقول شيئأً بسيطاً جدا، شيء مما يسمى بالحقيقة الواقعة، الواقع العملي، يوجد شعب يسمي نفسه بأنه كلداني ومؤمن بذلك، لماذا أنت تأتي وتقول لهذا :لا انت بالرغم منك أشوري.عجيب! والله عجيب، أن أقول للكلداني أنت لست كلدانياً أنت اشوري، هؤلاء عندهم هذا الاتجاه ويؤمنون به، أذن يوجد شعب هنا وشعب هنا،هذا عنده فيما بينه علاقات وروابط وثقافة وتاريخ. سؤالي الوحيد : ماهو الخطأ أو حتى الجرم ، أن يقبل الواحد الثاني، ما الضرر أن يقول لي الموقر عوديشو :أنا كلداني، اقول أهلا أخي الكلداني. لماذا يخرج هذا أو ذاك في الانترنيت ليقول : لا ليس هناك شعب كلداني، وأخر يجاوب. حالة مزرية عندما الواحد يلغي الاخر، بينما مصيري هو مصير واحد.) ويؤكد في سياق حديثه من يؤيده ويشترك معه في هذا الرأي من الاساقفة، ويقول سيادته: لابد من المدرسة القديمة وهذه مسالة طبيعية في كل المجالات.
انا اعرف بنفسي جيدا بان المشاركين في هذا المنتدى يطيقون فقط المدلاخلات التي تؤيدهم ومن ثم يدخل الكاتب ليشكرهم, واذا كان هناك نقد فيطيقونه اذا كان في حد معين, ولكن اذا كان النقد شديد وفي نفس الوقت خالي من اي تجريح شخصي فانهم لا يطيقونه. ولكن مع هذا انا ساكتب ما يدور في افكاري واقول قبل ان اتطرق الى ما قاله المطران مار ميلس فانني ساتناول طريقة تعامل هذه المقالة مع ما قاله المطرام مار ميلس :
اقول ...انا اعتذر ولكن هذه المقالة تتعامل مع قاله سيادة المطران ميلس مثل تعامل المسلمين مع شخص مسيحي غربي عندما يدعو المسيحي الغربي الى السماح ببناء جوامع ويقوم بتاييد انشائها, هنا الاشخاص المسلمين يرحبون بهكذا خطوة ولكنهم لا يفكرون باخذ مبادرات ممثالة لبناء كنيسة في البلدان التي غزاها الاسلام.
صاحب المقالة الذي يقدم نفسه كباحث اجتماعي, بمعنى يعتبر نفسه ملم بالنظريات الاجتماعية والسياسية في حل المشاكل لم ياخذ ما قاله سيادة المطران ميلس فيما سماها المطران "الحقيقة الواقعة والواقع" ومن ثم ضرورة مواجهة الحقيقة كخطوة ليواجه الاخرين...نعم صاحب المقالة الذي يقدم نفسه كباحث اجتماعي والذي في نفس الوقت شارك في عدة مناسبات تخص القوميين الكلدان لم يفكر بان يفعل المثل ويقوم ولو لمرة واحدة بمواجهة القوميين الكللدان الجدد بالحقائق.
ما هي الحقائق التي ينبغي مواجتهم بها؟ الجواب هو كالتالي:
1- ادعاء القوميين الكلدان الجدد بان الحركات الاشورية القومية عندما جاءت الى داخل الوطن بعد اخراج صدام من الشمال ومن ثم بعد اسقاطه بانها قامت بطمس الهوية الكلدانية بانه ادعاء كاذب. الحقيقة هي انه لم يكن هناك اية ظاهرة تسمى بالقومية الكلدانية. اغلبية المنتمين للكنيسة الكلدانية سابقا كانوا اما يعملون ضمن الاحزاب العربية ومنها البعث او الاحزاب الكردية او لم يكن لديهم اي اهتمام سياسي. ولهذا فان الحقيقة الناصعة هي ان المنتسبي للكنيسة الكلدانية هم الذين سابقا كانوا يطمسون ما يسمونها اليوم بالقومية الكلدانية ولم يكن مهتمين بها اطلاقا. في العلم عندما نتحدث عن ظاهرة وجود قومية بشكل علمي فاننا نشير الى وجود مثلا احزاب او اتحادات او فن وموسيقى واهتمام نشيط باللغة الخ. الاحزاب الاشورية التي جاءت كانت امتداد تاريخي لوجود قومية اشورية ووجود جيش اشوري ووجود قائد اشوري وهو اغا بطرس وما تعداه وكان لديهم اتحادات واضحة ونشاط في المهجر وفي دول جوار العراق وشخصيات مهمة عديدة ومجلات واغاني اشورية واناشيد واهتمام مستمر باللغة ووضعوا هدفهم منذ البداية في تاسيس مدارس بلغة الام...كل هكذا ظواهر لم يمتلكها ما يسمون اليوم بالقوميين الكلدان.
2- الادعاء بان هناك مؤتمرات كلدانية تمثل رائدة ما تسمى بالنهضة الكلدانية او ان المطرن جمو او رابطة البطرك مار ساكو يمثلون رواد النهضة وبان هؤلاء من هم ابرزوا الاسم الكلداني سياسيا عبارة عن ادعاء كاذب. اول من ابرز الاسم الكلداني كانت الحركات الاشورية ومن ثم الحزب الشيوعي في منظمته كلدو-اشور وبعدها قيام الحزب الديمقراطي الكردستاني بخلق حزب كلداني في البداية وبعدها المجلس الشعبي.. وهذه المنظمات من قبل الشيوعي والبارتي كانت لضرب الحركات الاشورية بالاساس... ولكني استطيع ان افهمها بشكل اخر وهو: ان الحركات الاشورية استطاعت ان تجبر الحزب الشيوعي بان يتخلى عن كل ما يسميها باهدافه التي هي عابرة القوميات , فاضظر هذا الحزب بان يهتم بالقومية بعد ان استطاعت الحركات الاشورية بنشر الوعي القومي عند ابناء شعبنا كلهم. وايضا استطاعت الحركات الاشورية بان تجبر الحزب البارتي الكردستاني بان يخرج اعضاء مسيحين من صفوفه ليضعها ضمن الحزب الكلداني او ضمن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. هذه المنظمات كلها اذا اعتبرها احدهم منجزات فهي منجزات للحركة الاشورية التي بدونها لما تواجدت هكذا منظمات.
3- الاعتراف بالحقيقة بانه لو لا وجود الحركات الاشورية لما اهتم احد من القوميين الكلدان الجدد باي شئ قومي. اذ ان اهتمام القوميين الكلدان الجدد بالقومية ووجود الرابطة الكلدانية وذهاب الكنائس السريانية التي كان مطرانها يسميهم بالسريان العرب الى بغداد والمطالبة بتسجيلهم كقومية هي كلها منجزات للحركات الاشورية... بدون وجود الحركات الاشورية لما كان هناك اي شئ يسمى بالرابطة الكلدانية ولكان هناك كنائس سريانية مستمرة باعتبار انفسهم بالعرب.
القراء سيسالونيي ما هي اهمية مواجهة الاخرين بالحقيقة؟
جوابي العلمي: لناخذ امثلة... مجتمعات مثل المجتمع الالماني بعد سقوط النازية كان يعتبر مجتمع فاشل بسبب كثرة الحروب الخ وايضا مجتمع مثل المجتمع الياباني اثناء حروب اليابان وولع اليابانين بجمع الجماجم وخلقهم لثقافة الانتحار عن طريق الطائرات الانتحارية والبوراق الانتحارية الخ كان يعتبر مجتمع فاشل. كيف تغيرت هكذا مجتمعات؟ الجواب عن طريق نظرية سياسية اسمها العدالة الانتقالية والتي فرضت تغيرات اجتماعية ودستورية وقانونية مثل محاكم نورونبرغ.. وهذه النظرية اعتمدت على مواجهة الجميع بالحقائق بالاعتراف بها والاعتراف باخطاء الماضي وعدم السماح باعادتها...وهي اصلا كلها ماخوذة من المسيحية التي تقول "الحقيقة تحرركم" ولها علاقة بسر التوبة والاعتراف بالخطيئة... وهكذا استطاعت هكذا مجتمعات بان تتغير وتنجح..
اذ من اكثر اسباب فشل كل المؤتمرات الكلدانية وما لاحقها من رابطة هي بانها كلها اعتمتد على ادعاءت كاذبة لا اساس لها من الحقيقة. والشئ الذي ليس له اسس تعتمد على الحقائق لن ياخذه احد بجدية... فهي تكون فقط ناتجة لاسباب عاطفية التي تتبخر فورا... ولهذا كان كل اعتماد القوميين الكلدان على اساس نشر الحقد ضد كل ما هو اشوري وهذا ما اقوله استطيع انا ان ادعمه باخذ عدة اقتباسات منهم. وهذا الشئ فعلوه لكونهم عاشوا وامتصو ثقافة العرب التي تعتمد كليا على الحقد.. وايضا نشرها الحزب الشيوعي الذي كان ينقل مقولات مجرمين امثال جيفارا والذي كان يقول بان عامل الحقد هو بمثابة الة للحرب... بل ان ثقافة الحقد موجودة في هذا المجتمع البدوي العربي حتى في اغانيه فنجد اغاني التي يسمونها باغاني حب ولكنها كلها تحمل اسماء مثل "انت خائنة " "انت كذابة او غدارة " الخ...
4- ومن هنا فكان يجب ان يكون هناك اعتراف بالحقيقة ومواجهة هؤلاء بالحقيقة في ان القوميين الكلدان اعتمدوا كليا على الحقد...حتى الدعوة للمؤتمرات الكلدانية كانت على اسس هكذا حقد.
والان اتي الى ما ذكره المطران ميلس واقول: انا ايضا كنت في البداية, واعني عندما دخلت هذا المنبر مع السماح للقوميين الكلدان للعمل القومي. وموقفي هذا لم يكن له علاقة بالسؤال "اية تسمية قومية هي صحيحة". انا شخص كنت اعتمد على ما هو مفيد وغير مفيد. وهذا هو ما يفعله العلم ايضا: تصور عزيزي القارئ وجود نظرية يتم اعتبارها صحيحة ولكنها غير مفيدة على الاطلاق في اية تطبيقات... من سيهتم بها؟ الجواب لا احد. ولهذا انا كنت ارى بان هناك وجود للقوميين الاشورين وهؤلاء انا لست بمثابة بان انصحهم باي شئ, اذ لولاهم لما كنت انا ايضا مهتم بالقومية. انا كنت ارى بان هناك اعداد كبيرة من ابناء شعبنا الذين هم غير مهتمين باي شئ قومية. فقلت بان هؤلاء ربما غير راغبين بالعمل تحت الاسم الاشوري وقلت لو عملوا ضمن التسمية الكلدانية واهتموا بشؤوننا القومية واللغوية والثقافية فان ذلك سيكون مفيد للجميع...وبالفعل قبل انعقاد المؤتمر الكلداني كنت انا اقف معه ومع ضرورة منحه الفرصة...
ولكن ما الذي جرى بعدها؟
بعدها , اي بعد انعقاد المؤتمر الكلداني كتب هؤلاء القوميين الكلدان مباشرة مقالات مثل "لماذا نفشل في كل مرة"...الاسباب الحقيقة يجدها القارئ فيما كتبته انا اعلاه لكون هؤلاء كانوا يعتمدون على ادعاءات كاذبة وعامل الحقد. اذ ان هكذا مؤتمرات لم تكن تحمل اي محتوى يسمى قومي حقيقي او فكري او اي شئ.
وبعدها ايضا كانت قد قامت البطريركية بوضع نداءت بالعودة والتبرع (وهذا كان قبل مجئ داعش)... فقام عندها هؤلاء القوميين الكلدان بشن مقالات تلعن البطريركية وتسخر منها...اي بما معناه هؤلاء القوميين الكلدان كان يسخرون في نفس الوقت من كل مقرراتهم في مؤتمراتهم التي كانوا يكتبون فيها بضرورة دعم الداخل الخ...
وبعدها ايضا لم نرى لهم سوى خرابيط وشخابيط, فمرة كانوا يضغطون على البطريركية لكي تتدخل في الشان القومي ولتدعم القومية الكلدنية ومرة كانوا يطالبون البطريريكة بان لا تتدخل في الشان السياسي. وحتى البطريركية نفسها دخلت في عدة شخابيط. فغبطة البطرك كان يرفض التدخل مطلقا في الشان القومي وكان يعتبر الكنيسة بان تهتم فقط بنشر الرسالة المسيحية لجميع الاقوام... وبعد ذلك انشاء الرابطة الكلدانية ووضع نفسه رئيسا فخريا لها.. وبعدها ايضا نشر تصريح بان الكلدان والاشورين اليوم لا علاقة لهم بالاشورين والكلدان القدماء... وهذه صاحبها شخابيط اكثر من الجانب الذي كان ينتقد البطريركية في كنيسة سانديكو ومؤيديها حيث في الوقت الذي كان يعتبرون انفسهم اصحاب النهضة الكلدانية فانهم هاجموا الرابطة اللكدانية في عدة مقالات لهم..
لماذا هكذا شخابيط وخرابيط؟ الجواب يجده القارئ في ما شرحتها اعلاه, في ان القوميين الكلدان بشكل عام اعتمدوا على ادعاءات كاذبة لا اساس لها من الصحة وبانهم اعتمدو على عامل الحقد..هذا عامل الحقد انتشر واصبح ثقافة بينهم بحيث انهم بعدها مارسوه ضد بعضهم البعض كما في الامثلة التي شرحتها قبل قليل حول التهجم السابق على البطكريركية والسخرية من نداءات العودة والتبرع والتهجم على الرابطة الخ..اسباب هذه الخرابيط هو انه ليس هناك محتوى قومي حقيقي لانهم لا يملكون شئ واحد مبني على الحقائق, كل ما بنوه كان على اساس ادعاءات كاذبة لنشر الحقد واجماع الاخرين ليسيروا خلف الحقد.
السؤال الان: هل هناك شخص مستعد بان يدعم هكذا خرابيط وشخابيط؟ انا غير مستعد... والذي هو مستعد فانه سيكون شخص يدعم شئ لا محتوى له.
السؤال الاخر: هل ينبغي اعطاء هؤلاء فرص اخرى؟ جوابي هو كلا. انا شخص اعتمد المنطق في الدول الراسمالية. الشخص الذي يعمل يمتلك فترة محددة كتجربة وبعدها اذا اثبت نفسه فان يحصل على عقد دائمي, واذا فشل فانه يتم طرده.
واقول ايضا , انا شخصيا غير مستعد اطلاقا باعطاء فرص اخرى او الاعتراف باشخاص مستمرين بنشر ادعاءات كاذبة ونشر الحقد. هكذا اشخاص في الحقيقة انا غير راغب حتى بالاقتراب منهم.
شخصيا انا لم اكن لدي رغبة في الكتابة في هذا المنبر مجددا ومؤخرا عندما كنت اقراء مقالات في الشان القومي كنت اقع على الارض ضحكا وهذا ما كان يشدني بان لا استمر بالكتابة. منها مثلا المقالات التي كانت جدل بين العضو المشارك زيد ميشو وبين العضو المشارك ليون برخو. الاول هو مع القومية بشرط ان لا يكون هناك اي اهتمام لا باللغة الام ولا بالتراث الخ.. وهو يبرر ذلك بان الكنيسة ينبغي ان تهتم فقط بالرسالة المسيحية. وهذه النقطة كنت انا قد ذكرتها بان المنتسبي للكنيسة الكلدنية لديهم خبرة في العمل المسيحي ولكن ليس القومي. ولكن بربكم هل شاهد هناك شخص يهتم بالقومية ولكن ليس باللغة والتراث الخ... ما هذه النكتة.. اما الشخص الثاني وهو العضو ليون برخو فهو يعتبر نفسه مهتم باللغة والتراث ولكن التشبث بالقومية يعتبرها مزاريب... وهو يعطي امثلة ويقول مثلا: هل رايتم في حياتكم شخص فرنسي يستهزاء من لغته الام؟ وهنا انا اقول هل رايتم شخص فرنسي يهتم بلغته الام الفرنسية ويعتبر هويته التي اسمها الفرنسية بانها مزاريب؟ ما هذه النكتة؟
القراء قد يسالون: لماذا اعتمد القوميين الكلدان على ادعاءات كاذبة وعلى الحقد؟ وهل هناك اسباب اخرى لهكذا فشل؟
جوابي: في البداية ساقدم نقاش كان قد جرى بيني وبين اشخاص غربيين حول لماذا تطور العلم في مواقع جغرافية معينة مثل المناطق ذات الثقافة المسيحية ولم يتطور في اماكن اخرى... عندها كتبت بان العلم ملئ بكائنات نحن لا ندركها ولا نستطيع ان نحس بوجودها ولا نراها ولا نستطيع ان ندركها بحواسنا وهكذا كائنات هي عديدة مثل الالكترون والجاذبية وغيرها... الذرة مثلا كان قد تم التطرق اليها في عهد اليونانين القدماء ولكن تم رفضها لعدة قرون والسبب هو ان لا احد استطاع ان يدركها بحواسه بان يراها مثلا... اذن في ان يضحي شخص حياته كلها من اجل فرضيات لا احد يستطيع ان يدركها بحواسه هو شئ صعب للغاية, فهكذا تضحية في ان يقوم اشخاص بقضاء حياتهم كلها في الدفاع عنها هو شئ ليس سهل اطلاقا. وهي حتى عند هكذا اشخاص يضعون فرضيات تتطلب منهم ايضا قدرة وقوة ايمانية قوية لتساعدهم في التضحية بكل وقتهم من اجل هكذا فرضيات ووضع افتراضات لا احد يستطيع ان يراها او ان يحس بها. فلماذا كان هناك هكذا اشخاص امتلكوا هكذا قوة ايمانية في المناطق ذات الثقافة المسيحية مثل اوربا ولم يملكها الاشخاص في مناطق الاخرى في العالم؟ الجواب هو ان المسيحية التي اثرت على الثقافة والمعتقدات وعلى الحياة في مجملها في اوربا هي كانت مصدر هذه الطاقة التي استمد منها هؤلاء القوة الايمانية في ان يضحوا بكل وقتهم من اجل وضع هكذا فرضيات. فالمسيحية التي تؤمن بالرب الذي لا ندركه وضعت الاساس في ان يكون هناك قوة ايمانية ايضا في افتراض وجود كائنات اخرى نحن لا ندركها. باختصار المسيحية علمت المجتمع الاوربي المسيحي "بان ليس شرطا بان ندرك كل شئ حتى يكون موجود". اما في المناطق الاخرى من العالم فهي اعتمدت على الفلسفة القائلة "بان ما لا ندركه لا يمكن ان يكون موجود اطلاقا". ولهذا تمكن الاشخاص في اوربا المسيحية من وضع افتراضات في افتراض وجود كائنات نحن لا نراها وايضا وفرت المسيحية الاساس في المجتمع بتاثيرها على الثقافة بان يقبل المجتمع بافتراضات الاشخاص الذين وضعوا افتراضات بوجود كائنات نحن لا نراها ... وهكذا تطور العلم في اوربا.
لهذا فهناك دائما حاجة لمصدر للطاقة ليكون هناك قوة ايمانية التي بدورها يعتمد عليها الاشخاص ليكونوا مستعدين في تقديم التضحيات.
هكذا طاقة امتلكها الاشوريين, فهي موجودة ومحفوظة كزخم متراكم في تاريخ طويل يمتد الى فترة القائد الاشوري اغا بطرس وعندما كان هناك جيش اشوري وامتلك الاشوريين منذ تلك الفترة مجلات ونقاشات مستمرة عن الهوية الاشورية والدفاع عنها... وهذه نقلوها من الاجداد الى الاباء والى الابناء ...بحيث اننا اليوم نجد عائلة اشورية عندما يكون لديها مولود جديد فان اول ما يعلمونه هو "امتا اشوريتا"...وهذه منذ زمن طويل والقوا لها الاناشيد وعبروا عنها في الاغاني الاشورية وحرصوا على تعلم لغتهم الام...
قيام مطران مار ميلس بانشاء مدراس تعلم اللغة الاشورية هو شئ يستطيع ان يفعله ايضا القوميين الكلدان...سهل جدا ان يجتمع بضعة اشخاص ليقرروا فتح بناية او استئجار بناية لتعلم اللغة الام. ولكن نجاح ما ميلس لم ياتي من مبادرته في الاهتمام بفتح هكذا مدارس. النجاح جاء لان هناك اهتمام كبير بين العوائل الاشورية نفسها في ارسال ابنائها الى هكذا مدارس...بينما اذا قام القوميين الكلدان بفتح هكذا مدراس فلن يجدوا من العوائل اهتمام مماثل.
لهذا فان وجود طاقة التي تمثل مصدر لتوفير القوة الايمانية هو شئ مهم جدا. فهذه الطاقة عند الاشوريين هي التي ساعدت على ان يقوم العديدين من الشخصيات الاشورية المعروفة بان يضحوا بكل وقتهم في تنقلات وللكتابة عن القومية والهوية الاشورية منذ فترة طويلة وامثال هؤلاء كتب عنهم الكاتب ابرم شبيرا.. هذه الطاقة والقوة الايمانية هي التي ساعدت في ان يكون القوميين الاشوريين على استعداد لتقديم التضحيات.
السؤال الاخر سيكون الان بعد ان قدمت انا كل هذا الشرح: كيف كان على القوميين الكلدان الجدد ان يتصرفوا اذن؟
جوابي: لو كنت انا متحدث باسم الرابطة الكلدانية او المؤتمرات الكلدانية فانني كنت ساقول التالي: يا ايها السيدات والسادة...علينا كلنا ان نعترف ونواجه الحقيقة بان نحن اليوم الكلدان المجتمعين لم يكن لدينا في السابق اي ظاهرة لوجود قومية كلدانية...ومتتسبي الكنيسة الكلدانية كانوا اما ضمن الاحزاب العربية او الكردية او غير مهتمين بالسياسة..علينا ان نعترف بان لم يكن لدينا اي اهتمام باللغة الام ولا بنشر قصائد او يكون لدينا فن او اغاني باللغة الام...علينا ان نعترف ايضا بان مجئ الحركات الاشورية الى ارض الوطن هي التي نشرت الوعي القومي بين ابناء شعبنا..علينا ان نعترف بانه لولا وجود الحركات القومية الاشورية لما كنا اليوم سنهتم بالقومية الكلدانية...ولهذا علينا ان نشكر الحركات القومية على نشرها للوعي القومي بين ابناء شعبنا... ولكننا نقول باننا كلدان ولسنا اشوريين القومية... ولكن هذا لن يجعلنا بان نسمح بنشر الاحقاد...كما علينا ان نعترف بان علينا ان نحترم كل التضحيات الكبيرة التي قدمها القوميين الاشوريين خلال هذه الفترة الطويلة التي نحن فيها لم نقدم اية تضحية تذكر... وعلينا ان نعرف بان احترام هذه التضحيات ضروري...لان من لا يحترمها سينشر ثقافة عامة التي ستسمح بعدم احترام التضحيات وبالتالي لن يقوم اي قومي كلداني بيننا بتقديم اية تضحية في المستقبل.. وشكرا ...
ما هي المشكلة في تقديم هكذا خطاب؟ الم يكن سيساعد اكثر في انجاح اي تحرك كلداني بدلا من الاعتماد على نشر ادعاءات كاذبة كالتي نشرتها اعلاه...
انا شخصيا ارى الاعتراف بهكذا حقائق ايضا ضروري لاحترام كل التضحيات الاشورية خلال كل هذا الزمن الطويل.
راي الشخص في هذه الايام: انا لم اعد مثل فترة بداية دخولي في المنتدى عندما كنت مع منح الفرصة للقوميين الكلدان... لا رغبة لي بان اساند اشخاص ينشرون ادعاءات كاذبة... وهؤلاء حتى لو ساندتهم فانني كشخص علمي اعرف بشكل يقيني بان كل شئ سيكون مصيره الفشل ايضا لان هذه نتيجة حتمية لكل شخص يعتمد على الكذب. وايضا انا لا استطيع ان اضيع وقتي مع شخابيط وخرابيط كما شرحتها اعلاه.. وايضا عندما اراهم لا يحترمون التضحيات التي قدمها القوميين الاشوريين فهذا سيعني بان هؤلاء لن يحترموا احد... والشئ الاخير هو انني وجدت بان هؤلاء لا يملكون مصدر للطاقة وبالتالي لن يكون هناك قوة ايمانية لتقديم اية تضحيات باي شئ... وانا بنفسي اعرف بانني لو لا دخولي في الانترنت وبالتحديد موقع عنكاوا لما كنت قد عرفت بوجود شئ قومي كلداني... وحتى الرابطة الكلدانية هي لحد الان بقيت مجرد تقوم ندوات تعريفية بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة عليها...ليس لها اية نشاطات ...فعمل الجوقات والاخوية الكنسية سابقا اصبحت الان تجرى باسم الرابطة الكلدانية..ليس هناك شئ جديد...
ولهذا انا شخصيا لا اجد بديل عن العمل تحت القومية الاشورية. فالعمل تحت القومية الاشورية سيمدنا نحن بالطاقة التي تحدثت عنها وستساعدنا على الاستفادة من الخبرات وستساعد على خلق قوة ايمانية بين ابناء شعبنا بشكل اكبر وسريع... ففي كل الاحوال فان منتسبي الكنيسة الكلدانية من الذين مثلا كان لديهم اهتمام كبير بلغتنا الام قد انظموا الى الحركات القومية الاشورية منذ فترة طويلة...
واخيرا اقول مجددا: انا لم يكن لدي رغبة بان اكتب هكذا طويلا مجددا. ولكن لان كاتب المقالة يقدم نفسه كباحث اجتماعي فقلت ربما سيفيد ان اكتب هنا.
شكرا للقراء على قراءة المداخلة.