المحرر موضوع: الدكتور والخالة مرتا  (زيارة 1089 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور والخالة مرتا
« في: 14:39 25/10/2017 »
الدكتور والخالة مرتا
بقلم/ سلوان ساكو
يتخذ العنف والقتل في بعض الأحيان أشكال مُعينةًٌ وصور  مرعبة، نقف حيالها عاجزين عن الفهم، فاتحين أفواهنا من شدة غرابة المشهد وفضاعته، وفي ذات الوقت صدفته الغير منطقية.
ترقد العجوز الطيبة مرتا في إحدى المستشفيات الكبيرة، ويتمْ اجراء عملية معقدة لها في القلب،  ويُستبدل شريان كان قد أصبه العطب، بشريان آخر إحتياطي موجوداً في رجل الساق للأستعمل عِنْدَ الحاجة. تكللت العملية بنجاح كبير على يدْ جراح شاب قضى جلَ عمره في التعلم والدراسة، ليستفيد  بعد ذلك من هذا العلم وهذا الذكاء الكثير من الناس والمرضى، ويعيشون عمر أطول، ويبتعدون عن شبح الموت الذي كان يُخيم عليهم، ويعيش في حناياهم يريد أن يزهق هذه الروح. تُنقل الخالة العجوز مرتا بعد العملية إلى مشفى آخر، أصغر من الأول للنقاهة وأستكمال العلاج، ليتم بعد ذلك الخروج والعودة لأسرتها وأولادها وأحفادها.
 يأبى الطبيب الشاب المُتمرس إلا أن يُعايد مرضاه، ويُراجع بنفسه حالاتهم ويقف على مدى أستجابت القلب على قبول العضوّ الجديد في المضخة الخالدة. فيذهب إلى المشفى حيث تكون العجوز مرتا مرتاحة، ويطمئن عليها، ويجدّ الحالة مستقرة، والعضلة تدفع مزيداً من الدم والهواء لباقي الجسم فينعشه، يَرْبِت على كتفها بلطف وحنان، ويكتب في أوراقها الخروج بعد ثلاث ايّام، فتبتسم هي له بمودة وعرفان. يخرج الطبيب من الغرفة ليغادر المشفى، وعند الباب يقف ويستشيط غضباً من شخص أحمق معتوه، يُدخّن السكائر بشراها، فيصرخ به الطبيب أن هذا المكان غير مُخصص للتدخين وأن المشفى هو مكان لأمراض القلب وهذا العمل يُسيء للمرضى الذين هم في مرحلة النقاهة، فما كان من هذا المعتوه الجبان إلا أن نظر بازدراء للطبيب الشاب وعالجه بدون مقدمات بضربة قوية من كفّ يده، فيسقط الطبيب مصروعاً ميّت بدون حراك، كأنه قد فارق الحياة من وقت طويل. الحادث يسبب ضجة في الولاية ويقبض على الجاني ويُحاكم، ولكن بيت القصيد ليس في العقاب ولكن في الفعل الشنيع والتهور الغير مُبرر،
فبضربة يدّ طائشة قتل إنسان إنسان آخر ، وقضى على مستقبل طبيب كان النجاح عنوانه، والمفتاح لعلاج الأجسام، هكذا وبكل بساطة من أجل دخان يطير في الهواء أزهقت روح إنسان.