من العادات التي كانت جارية في قرانا الشمالية وهي بمثابة احتفال هي " قورما " واذ اعتذر انه ليس لي المعلومات الكافية عن هذا الأحتفال ، لكن اذكره انه في قرية منكَيش كانت كل عائلة تحتفل به في ليلة عيد الدنح اي عماذ يسوع المسيح الطفل وهنا تتشابك الأمور قليلاً، وأعتذر مرة اخرى عن معلوماتي المتواضعة عن الدنح. فمن المعلوم عندي ومن السبياثا/ النقل ان الدنح هو فترة ميلاد يسوع وكلمة الدنح تعني الشروق تعبيراً عن مجيء المسيح وشروقه على الأرض وهويمزج بين عماذ المسيح الذي حتماً لم يكن في طفولة المسيح وبين المجوس الثلاثة الذين اتوا من المشرق وهم ملوك ليسجدوا لملك الملوك.
اكتف بهذا القدر كي لا اوهم القراء بمعلوماتي الشحيحة وانتقل الى موضوعنا لأحتفالية القرية "السوريثا" في مناسبة القورما. كانت العائلة تجتمع في تلك الليلة القارسة البرد قرب مدفئة البيت " الصوبا " وتنتقي اصغر واحد في العائلة لتذرالأم فوق رأسه الجوز واللوز والتين المجفف ووسط فرح الصغير وهو يحس بنشوة اهميته في العائلة كان الجميع يفرح معه ويقبلونه لتبدأ مرحلة الأكل من تلك الغنائم التي استحوذ عليها الصغار قبل الكبار. يبقى هنا اذكر ان القورما في المصطلح اللغوي القروي هو جذع الشجرة اليابس ذو النتؤات المتشعبة والذي كان يكسر اجزاءاً صغيرة لتكون وقودا سهلا وفاعلاً يلهب نار المدفأ ( الصوبا ).
زميلنا البديع بدران امرايا يربط هذا العيد المسيحي بأحتفالات رأس السنة البابلية الآشورية أكيتو، وانتقل الأحتفال الى المسيحية حيث في ليلة عيد الميلاد كان يهيأ صغير العائلة من الأطفال ليجلس على جذع الشجرة اليابس ( القورما) وتذر عليه كل ما الذّ وطاب من المجففات.
وأعرف وسمعت أيضاً ان كل "ملة " مسيحية تحتفل بهذه المناسبة على طريقتها وواحدة منها انه في امريكا الجنوبية او احدى دولها يقدم الكبار للأطفال السيكارة ليدخنوها وسط فرحة الجميع. وفي التراث المكسيكي يخبز خبز خاص ويخبأ فيه تمثال صغير ليسوع الطفل ويوزع الخبزعلى الحاضرين ليكون لتمثال من حصة احدهم الذي عليه اقامة حفلة مرح للبقية.
الأحتفالية انتقلت معنا الى بغداد بأضافة الحلويات الى قائمة المنثرات وربما بعض النقود " الخردة ".
وكادت ان تختفي هذه الأحتفالية من منهاجنا في الغربة ، لكن بفضل بعض المحافظين على التراث وانتشار الفيس بوك بدأت هذه الفرحة تظهر كاحتفالية جملية وتنشر صورها على الفيس بوك. انه امر رائع ان نعيد هكذا احتفال، كما فعلت عائلتي في شيكاغو حيث كان المليك لهذا العام هو حفيدي آيزيا الكس اسرائيل.
اتمنى ان يسعفنا القراء الكرام بمزيد من المعلومات عن هذا الأحتفال الجميل للحفاظ على تراثنا من الضياع.
حنا شمعون / شيكاغو