ألأخ سيزار هوزايا
سلام المحبة
كثيرة هي الأفكار الرائدة والتي تعبر عن الطموحات المشروعة والنيات السليمة الخالصة , ولكن للأسف الشديد تتقاطع مع واقع مرير من العسير تجاوزه فتذوب الفكرة قبل تنفيذها أو تسقط من عليائها خلال التنفيذ أو بعده مباشرة أو بفترة وجيزة ... ومن دون شك أن فكرتك تدخل ضمن المفهوم الذي ذكرته , وتحقيقها ليس بالمستحيل , ولكن هل ستحقق الغرض الذي أوردته أنت في مقالك ؟ أشك بذلك , بل يقيناً لن تجني غير التنظير الحماسي المصحوب بالوعود البراقة التي تتلاشى حال إنتهاء جلسات المؤتمر ونفاذ أطعمة المائدة .
من ناحيتي ككلداني , أكرر ما أنا مقتنع به تماماً " لا تعوّل كثيراً على الكلدان , حيث سيخذلونك من أول فرصة " . أما عن الإخوة الآشوريين والسريان فأترك الأمر لهما . كما انني لا أرى أي مبرر مقنع لمناقشة التسميات وما هي التسمية الأنسب , حيث أني أعتز بالتسمية الكلدانية والآشورية والسريانية لأنها جميعاً لها مدلول تاريخي وتعبر عن ماهية حامليها , أما التسميات الهجينة مثل كلدوآشور , أو كلداني سرياني آشوري مع أو بدون الواوات , فهذه ممكن استخدامها حسب خيار التنظيم الحزبي أو الإجتماعي أو ما شاكل , وتعكس مشاعر المنتسبين إليها وقناعتهم . قد أوافق على الإنتماء إلى تنظيم ثقافي يحمل بعض أو كافة التسميات , ولكني حتماُ أرفض الإنتماء إلى أي تنظيم سياسي له تلك التسميات , وذلك لإختلاف المفهوم والهدف في المشروع الثقافي عن السياسي منه .
أخي سيزار: هنالك اختلاف كبير بين نظرة المهجريين وواقع الرابضين في الوطن الجريح . دور الكنيسة مهم جداً في الموقعين للمحافظة على تماسك الرعية دون الولوج في متاهات التحزبات الضيقة أو دروب السياسة الملتوية , أو إيجاد تنظيمات لا تخدم إلا أصحابها وتسعى لتمجيد من يدعمها .
أؤيد فكرة عقد مؤتمر شامل لكل مسيحيي العراق تطرح فيه أوراق عمل وبحوث تتماشى مع محاور المؤتمر , ومن هذا المنطلق ستتقارب وجهات النظر تدريجياً , وبذلك يتم الإتفاق على عقده دورياً , وإذا أردت أن تنجح مثل هذه المساعي عليك التركيز على التكنوقراط من المسيحيين لتشكيل نواة التحضير لمثل هذا المؤتمر , بالَاضافة إلى مشاركة ممثلين من كافة الجهات سواء الدينية أو السياسية أو منظمات المجتمع المدني . ومن دون شك ستتبلور الفكرة أكثر وينضج المشروع بعد التعمق في دراسته والإستفادة من مشورة ذوي الشأن والخبرة في هذا المجال .
آسف على الإطالة
تحياتي وتقديري