من يمثل مسيحيي العراق
الكنيسة ام الاحزاب
بعد خروج اخر والي عثماني من العراق خليل باشا ودخول الجيش البريطاني عام 1917 من دون وجود أية مقاومة فعلية تذكر من قبل الجانب العثماني. كانت قد نشات بعض الاحزاب والتي هي امتداد للاحزاب التي نشاءت في تركيا ومن اهم هذه الاحزاب التي نشاءت في هذه الفترة الاتحاد والترقي الذي افتتح في بغداد 1908 أول تنظیم سیاسي تأسس في العراق، ومن ثم افتتحت فروع لها في جمیع المدن العراقیة الرئیسة. وقد تأسست جمعیات علنیة، كجمعیة الإصلاح في البصرة 1912 ،وجمعیة النادي الوطني في بغداد أوائل 1912 . أما الأحزاب السیاسیة الأخرى التي تأسست في العراق بین سنتي 1908-1914 ،فكانت جمیعھا معارضة لحزب الاتحاد والترقي، وعملت معظم الأحزاب في المراكز الحضریة مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة وغیرھا من المدن الكبیرة، وكانت جمیعھا علنیة فیما عدا حزب العھد، فقد تأسس فرع البصرة الحر المعتدل سنة 1911 ،وحزب الحریة والائتلاف في بغداد في كانون الثاني 1912 ،وحزب العھد في بغداد والموصل ما بین سنتي 1913-1914 , فكان لتاسيس الدولة العراقية بالاتفاق مع الادارة البريطانية دور كبير لسياسي العراق و مثقفيه للتفكير في انشاء الاحزاب الوطنية وخاصة بعد صدور قانون الأحزاب الذي صدر عام 1922 وكان أهم هذه الأحزاب: الحزب الوطني برئاسة محمد جعفر أبو التمن، وحزب النهضة برئاسة أمين الجرجفجي، وحزب الحرية برئاسة محمود النقيب، وحزب الأمة برئاسة ياسين الهاشمي وعندما بدأت الحياة البرلمانية عام 1924 فظهرت الكثير من الاحزاب العراقية وبتسميات وتوجهات مختلفة ولم يكن للمسيحيين دور يذكر فيها .
ولان المسيحيين اقلية اضافة الى عدم توحيد الخطاب اذا كان الخطاب خطابا كنسيا ام من خلال المثقفين العلمانيين ويضاف الى ذلك اتجاه معظم المثقفين المسيحيين الى الاحزاب الوطنية كالحزب الشيوعي العراقي الذي اعلن تاسيسه عام 1934 وبعض الاحزاب القومية التي تاسست فيما بعد ظنا منهم بان الاحزاب الاشتراكية والقومية لاتمتلك الصبغة الدينية التي سوف تفرض اجندات دينية لن تكون في صالح الاقليات واتباع الديانات الاخرى فكان للمسيحيين العراقيين والعرب دور كبير وفاعل في تاسيس الاحزاب القومية كحزب البعث العربي وذات الطابع الاممي كالحزب الشيوعي واحزاب قومية اخرى , وخاصة بعد التجارب المريرة التى واجهها المسيحيين من الحكم العثماني ذو الطبيعة والصبغة الاسلامية. وهذا مااثبته الواقع المرير الذي يعيشه العراق بعد سيطرة الاحزاب الدينية الطائفية على السلطة فاشاعت الفساد والفوضى واثارها السلبية سوف تكون على جميع اطياف المجتمع وعلى الخصوص الاقليات المسالمة كالمسيحيين والايزيديين والصابئة وهذا الواقع جعل 80% من مسيحيي العراق يهاجر باحثا عن ملاذات امنة.
في بداية تاسيس الدولة العراقية اقتصر التمثيل على بعض الشخصيات المعروفة من خلال التعيين في مجلس النواب (اغلبهم من الكلدان) والسبب بالتاكيد صعوبة فوز احدى الشخصيات المسيحية بالانتخاب المباشر لعدة اسباب تتعلق بطبيعة وتقاليد المجتمع العراقي ذو الاغلبية المسلمة وهي نفس الاسباب التي تجعل من الصعب جدا صعود ممثل مسيحي في الانتخابات المصرية. وواقع التمثيل الحالي يعيش صراع بين كتلتين رئيسيتين
الكنيسة وعلى وجه الخصوص (الكنيسة الكلدانية )
الاحزاب
أما قانونيا، فإن القانون العراقي قد أعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق وفقاً لنظام ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية المعترف بها رسميا في العراق رقم 32 لسنة 1981.
خمسة طوائف كاثوليكية واربعة طوائف ارثوذكسية وكنيستين مشرقية وطائفتين بروتستانتية وطائفة سبتية
اما الاحزاب فايضا تتوزع الى اربعة عشر حزب ومعضمها تحمل اسماء قومية ان كانت اشورية او كلدانية او سريانية او اسماء لحضارة هذه الشعوب كالوركاء وحزب وحيد يحمل التسمية المسيحية .
معظم هذه الاحزاب تفتقر الى الجماهيرية والتائيد من فئات واسعة من المسيحيين ولعد اسباب .
1- معضمها احزاب اشخاص وعوائل وبعض هذه الاحزاب بقائها مرتهن بشخص فبزوال هذا الشخص ممكن ان يؤدي الى زوال هذا الحزب.
2- الكثير منها عانى من الانشقاق وانسحاب الكثير من كوادرهم المؤسسة والفاعلة .
3- كثرة عدد الاحزاب لشعب لايتجاوز ال250 الف في افضل التقديرات (داخل العراق)
4- عدم قدرتها من طرح مشروع قومي متكامل يستطيع ان يحتوي جميع المسيحيين بكافة تسمياتهم وميولهم.
5- الوضع العراقي الغير مستقر وغياب سيادة القانون والتجاذب الاتحادي مع الاقليم .
6- سيطرة الاحزاب الاسلامية السياسية على السلطة .
7- القوانين والتشريعات الدستورية وغير الدستورية تعاملت مع المكون المسيحي كديانة وليست كقومية مما جعل الاحزاب ذات الصبغة القومية تعيش حالة من عدم التوازن . فكان يفترض بالاحزاب القومية ان تدخل معترك الانتخابات خارج الكوتا المسيحية ولكن لضعف هذه الاحزاب وعدم طرحها لرؤية وطنية شاملة جعلها تتقوقع على نفسها وعدم استطاعتها الاتفاق على المقاعد الخمسة بترشيح تكنوقراط اكفاء بعيدا عن الاحزاب ومهمة الاحزاب ان تتنافس مع بقية القوائم الوطنية لكسب مقاعد اضافية للتمثيل المسيحي فبدلا من الاتكال والصراع من اجل خمسة مقاعد يتيمة كان الاجدر ببعض هذه الاحزاب التي تدعي التاريخ النضالي وجماهيرتها الواسعة ان تكون خير من يطرح الافكار والتخطيط في كيفية الارتقاء بتمثيل المسيحيين لكي يكون مؤثرا وفاعلا في الساحة العراقية .
8- التسقيط المتعمد بين هذه الاحزاب قبل وبعد الانتخابات وهذا قد يكون مالوفا قبل الانتخابات ولكن ان يستمر التسقيط بعده وبكل الطرق والوسائل فهو غير مالوف على الاطلاق وينم عن الاداء والرؤيا القاصرة التي لاتعبر سوى ان هذه الاحزاب ماهية الا مؤقتة لكسب الكثير من المصالح .
9- فقدان البوصلة واقتصار اهداف اعضاء الاحزاب الحصول على المقاعد البرلمانية والمناصب والمصالح الخاصة.
10- طبيعة المسيحيين الشرقية وانتمائها الديني للكنيسة .
11- عدم التاثير الفاعل على مراكز القرار وذلك لاسباب خارجة عن ارادتها واسباب تتعلق بادائها .
12-فقدان ثقة الشعب بهذه الاحزاب من انها قادرة على تقديم مايخدم الشعب (وهي حالة عامة لاتقتصر على الاحزاب المسيحية فقط)
13 - التعالي والنظرة الفوقية التي اصابت بعض من هذه الاحزاب التي كان لها السبق في العمل السياسي وتمثيل المسيحيين والتعامل الفوقي مع بقية الاحزاب ولهذا نلاحظ الانشطار والانقسام فبدلا من الوحدة العكس هو الصحيح على ارض الواقع .
كل هذه الاسباب والعوامل فسحت المجال والباب واسعا من ان يجعل للكنيسة وخاصة الكلدانية من ان تلعب دورا كبيرا ومهما وفاعلا على الارض والامثلة والشواهد كثيرة .
الدور الكبير للكنيسة في مواجهة اكبر تهجير قسري وتعسفي لابناء شعبنا من الموصل وقرى سهل نينوى امام عجز الاحزاب الكامل وللاسباب التي ذكرت سابقا.
دور الكنيسة المهم في اشاعة الخطاب المعتدل وقيم التسامح واللاعنف وروح المواطنة وقبول الاخر ومفاهيم كالدولة المدنية وسيادة القانون بين ابناء الشعب العراقي .
المطالبة بحقوق المسيحيين : امثلة على سبيل الذكر لا الحصر. .
*الناطق الرسمي باسم حكومة الاقليم سفين دزةيي يعلن عن عطلة رسمية ليومي الاحد والاثنين(24 و25 كانون الأول 2017) في عموم اقليم كوردستان بمناسبة عيد الميلاد المجيد في كوردستان مهنئا المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
*رفع اسم سمكو من احد شوارع اربيل لانه ظلم المسيحيين وقتل عددا منهم.
*البطريركية الكلدانية تشجب الخطاب التحريضي ضد المسيحيين في جامع "أبواب الجنة" بعرفة / كركوك.
*التاثير قدر الامكان على مراكز القرار من خلال العلاقة الطيبة التي تملكها الكنيسة معها جميعا بما يخدم شعبنا المسيحي.
*الاعانات الغذائية والطبية وبناء مدارس وكرافانات للمهجرين وحمل صوتهم الى المحافل الدولية. *متابعة القضايا الخاصة بابناء شعبنا كعمليات الخطف، والاستحواذ على البيوت والقوانين المجحفة والتوظيف. وهناك الكثير من الامثلة التي لعبت الكنيسة فيه دورا مهما وجزء منه هو في صميم واجبها والجزء الاخر هو اضطرارا لسدالعجز والفراغ للاحزاب المسيحية.
واخيرا ظهرت فصائل مسلحة البعض منها تنتمي للاحزاب ومنها لاشخاص , ارتباطها المباشر او الغير ماشر بالقوى السياسية المؤثرة على الساحة مما زاد المشهد المعقد تعقيدا اكثر.
وامام هذا المشهد هناك ايضا عدم تناغم وفقدان العمل المشترك بين الكنيسة من جهة والاحزاب من جهة اخرى ولان الاحزاب هي سياسية وهذه الاحزاب وان كانت تبحث في بعض من جزئيات عملها في خدمة المكون المسيحي ولكن لعبة المصالح والمنافع لاتغيب من اجنداتها وبالمقابل فان الكنيسة تتفوق في هذا الجانب بشكل كبير من خلال ادائها وخدمتها ومواقفها ومكانتها لدى الوسط الحكومي او الشعبي والتي تبتعد كثيرا عن لعبة المصالح بالمقارنة مع عمل الاحزاب.
د.عامر ملوكا
ملبورن/ استراليا