المحرر موضوع: ألَمْ يحن الوقت بعد لتدويل قضية المسيحيين في العراق؟  (زيارة 1384 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
           ألَمْ يحن الوقت بعد لتدويل قضية المسيحيين في العراق؟


سعد عليبك
ملبورن - 5/5/2007
Saad_touma@hotmail.com


    أصبح جلياً  الآن للجميع بأن العراق يسير بخطى حثيثة و علنية نحو الزام تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها و أضافيرها على ابناءه سواء أشاءوا ام أبوا ، و بضمنهم المسيحيين ( الكلدان و الآثوريين و السريان) ، كما اصبح مؤكداً أيضاً بان ظاهرة ترك المسيحين لمنازلهم و ممتلكاتهم و مصالحهم و أعمالهم  في العراق متوجهين الى كردستانه او الى الدول المجاورة ، ليست رحلات سياحية للراحة و الإستجمام و التمتع بالمناظر الخلابة و بحثاً عن المصايف و المنتجعات تخلصاً من التغيرات المناخية الموسمية ، بل انها هجرة جماعية هروباً من القتل و الخطف ودفع الجزية  فرضتها عليهم ضروف العراق الجديد بعد ان تحول نظام حكمه من الصدامي الديكتاتوري العروبوي الى الإسلاموي الطائفي الدموي ، الذي اصبح فيه لكل صحابي لرسول الإسلام جيشاً خاصاً به ، يقتل و يذبح كما يشاء ، يفجر البشر و السيارات ، و يفرض الجزية و الحجاب على "اهل الذمة" ويهجرهم من ديارهم تحت راية الله اكبر.

قبل عدة أعوام كان المسيحيون يصرخون طالبين النجدة لإنقاذهم من القتل.... فكانت الإجابة بأن القتل قد شمل العراقيين جميعهم.
فجرت عدة كنائس لهم..... كان الجواب بأن العديد من الحسينيات و الجوامع قد فجرت أيضاً.
كان يختطف المسيحيون و رجال دينهم ، يطلبون منهم الفدية ثم يذبحون .... كان الجواب حاضراً بأن الآخرون لهم نفس المعاناة.
المسيحيون يتركون بلدهم بحثاً عن بلد آمن لهم و لأطفالهم ..... كان الجواب حاضراً بأن الهجرة للجميع.
لكن المسيحيين اليوم مطالبون بدفع الجزية لأنهم ليسوا على دين خاتم الأنبياء .... لكن لا جواب لحد الآن ، و أي جواب سيأتينا يا ترى؟
المسيحيون اليوم تفرض على نسائهم و بناتهم  لبس الحجاب و الجبة كما هو فرض على المسلمين في شريعتهم و امام مرأى المسؤولين الحكوميين .... فهل هناك من تعليل لذلك؟
 
لو درسنا الأمر كمعادلة حسابية بسيطة مع استمرار الوضع على هذا المنوال ، فأن المسيحيين في العراق يسيرون نحو مصير معلوم وهو زوال وجودهم تدريجياً ثم إنقراضهم التام ، فمثلاً لو يقتل من المسلمين (شيعة و سنة) مائة الف شخص مثلاً خلال مدة زمنية معينة ، و هاجرالعراق عدد مشابه له ، فإن العدد يكاد يكون غير مؤثر بالنسبة لعشرات الملايين من المسلمين ، كما انهم يستطيعون تعويضها بالزيجات المتعددة و الخلفة الكثيرة ، ثم ان كل طرف او مجموعة لها من القوة و الجيش الخاص بها قادر على حماية طائفتها الى حد ما ، بحيث يضمن لها استمرارية بقائها  و نموها مع فرض قوتها و مكانتها على السلطة المركزية تحت اسوأ الضروف ، بالإضافة الى ارتباطاتها القوية مع الدول المجاورة و الإقليمية و التي تدعمها بالمال و السلاح و و الإسناد المعنوي و الإعلامي ، لكن بالنسبة للمسيحيين فإن مقتل العشرات منهم و خطف عشرات آخرون في الجنوب قد ادى الى هجرة الآلاف منهم و كذلك الحال الوسط و بغداد و الموصل ، لأنهم لا يملكون القوة و القدرة العسكرية على مقاومة جيوش الموت التي شكلت لهذا الغرض و لمثل هذا اليوم ، و المستعدة للموت و نسف الأبدان للظفر بالجنة ، حيث الحوريات و الغلمان و انهار الخمور، فهناك جيش المهدي وجيش محمد و قوات بدر و جيش صلاح الدين و جند الله والإسلام و الجهاد وجيش خالد بن الوليد وعمر و أبا بكر و غيرها ، و اكثرية هذه الجيوش لها اليد الطولى في الحكومة و البرلمان!.

إن المسيحيين في العراق اليوم هم على حافة الهاوية ،ان لم يكونوا قد تدحرجوا اليها ، و ان وجود شخص في لجنة مغوضية الإنتخابات ليس حلاً لمصيبتهم ولا طريقاً لحلها ، لأنه حتى لو كان له رأي ما سوف لن يأخذوا به ، حيث الاراء الأخرى قد طغت عليها الطائفية المقيتة ، بل سوف يكون الأمر لصالحهم اعلامياً ليقولوا بأن المفوضية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي ، لكن القرارالنهائي بالتأكيد سيكون للأغلبية الإسلاموية.
لقد كان لنا وزراء في الكابينات السابقة ، ماذا فعلوا ؟ لاشيء طبعاً ، و حتى لو حاولوا من فعل تغيرما ، فضمن الحدود الضيقة المرسومة لهم من قبل الطائفيين.

الى السيدين ابلحد افرام و يونادم كنا عضوا مجلي النواب العراقي المحترمين
انتما ايها السادة  الكرام ماذا في نيتكما عمله بعد كل ما جرى و يجري بحق المسيحيين ؟ ، هل سترفعان الأمر الى الجهات القضائية ؟ ، ثم ماذا بعد ذلك لو سار الأمر كما هو الآن ؟ ، و ماذا سيغيرحتى لو وافقوا بجلوس مسيحي على احد الكراسي في مفوضية الإنتخابات؟ .
قبل ان يصدر قرار بدفع الجزية على اعضاء البرلمان من غير المسلمين! ، اعتقد عليكما من الآن برفع صوتيكما معاً و تعليق عضويتكما في البرلمان والتهديد بتقديم استقالتكما ليصبح جلياً للعالم مدى عنصرية الأفكار التي يحملها الحكام الجدد ، والعمل بكل الطاقات المتوفرة و الطرق المتيسرة على تدويل قضية شعبنا المسيحي في العراق بشكل منفصل عن الحل الوطني الذي يكاد يكون مستحيلا في البعد المنظور ، عندها ستجدون مئات الآلاف من ابناء هذا الشعب المظلوم في الخارج و الداخل بمثقفيهم و مؤسساتهم يعملون على ايصال معانات شعبهم الى ارفع مستويات القرار في دول العالم ، ليقوم المجتمع الدولي بواجباته و مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الشعب المسيحي في العراق من قتل وتهجيرو تشريد و اذلال وكبت لحرياته الشخصية و الدينية ،  لايجاد الحلول المناسبة والكفيلة بضمان حقوقه كمواطنين أصلاء لبلدهم كما هو متبع في باقي دول العالم .

يجب علينا كمسيحيين و كمواطنين اُصلاء لهذا البلد ان نقرر نحن حقوقنا و ان نأخذها كاملة و دون منية من أحد ، لا ان نتوسل من الطائفيين و الملتحين الظالين ان يمنحونا منصباً هامشيا هنا او كرسياً معوقاً هناك ، و كأنهم اهل الدار و نحن دخلاء عليهم .
و أخيراً  اذا كتب الله لنا استمرارية الوجود و الحياة في بلدنا و بلد اجدادنا ، فلنعيش فيه بكرامة و عز ، والاّ فلا خير في هذا البلد الذي تحول الى مستنقع للإرهاب و القتل و التخلف والوحشية ، البلد الذي تحجرت عقول اصحاب النفوذ و السلطة فيه و ملأتها العفونة و الكراهية والعداء للمسيحية و المسيحيين. البلد الذي تحكمه اساطير و اقاويل العصور الغابرة التي كان فيها الإنسان اداةً للغزو و القتل و السبي بعيداعن القيم الإنسانية.