المحرر موضوع: شعب الله المختار في العهدين  (زيارة 772 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
شعب الله المختار في العهدين
بقلم / وردا اسحاق عيسى
وندزر – كندا
( أما الذين قبلوه ، أي الذين آمنوا بأسمه ، فقد منحهم الحق في أن يصيروا أولاد الله ، وهم الذين ولدوا ليس من دم ، ولا من رغبة جسد ، ولا من رغبة بَشَر ، بل من الله ) " يو 1: 12-13 "
الله خلق الأنسان وكوّنَ منهُ شعوباً وقبائل كثيرة . وكل تلك الشعوب هي أولاد الله . فالله لن يفرق بين أولاده ، بل يحب الجميع ويريد الخلاص للجميع ، لكن أختياره لشعب على وجه التحديد من بين الأمم فهذا عائد إلى حكمته وخطته التي تصب في محبةٍ خصوصية لزمن ما لكن هذا لا يعني بأنه لم يحب الأمم الأخرى .
أختار الله العبرانيين في العهد القديم لا لأستحقاقاتهم وطهارتهم ، ولا بسبب عددهم ، بل بسبب محبته ورحمته الخاصة ، ولكي يسلم لهم رسالة ويقطع معهم عهد ، فعلى الشعب أن يحفظ وصاياه وإلا فإنه لا يعترف بهم " تث 7 " هكذا قطع الله العهد مع الشعب العبري بدم ذبيحة " خر 8:24" فكان على الشعب أن يلتزم بوصايا الله وتعليمه . هكذا أفرز الله هذا الشعب الذي صار مملكة من الكهنة " خر 6:9" . ومهمة هذا الشعب لم تقتصر لخلاصهم فقط ، بل لكي يكونوا شهوداً للإله الواحد بين الأمم " أش 8:44 " خرج ذلك الشعب من صلب أبينا ابراهيم الذي أختاره الله من أرض أور الكلدانية ليذهب إلى أرض كنعان ، وأحفاده سيخرجون إلى مصر بسبب المجاعة ويلجئون إلى أخيهم يوسف الذي صار عوناً لهم وخلاصاً ، وهناك تكوّنَ شعب كبير قادهُ الله بيد قوية الى خارج مصر بقيادة موسى فنقله إلى صحراء أربعون سنة أستعداداً لدخول إلى أرض جديدة أفرزها لهم . وكيف أزيحت الشعوب الساكنة في تلك الأرض ؟ النصوص الكتابية تتكلم بوضوح عن أمر الله للشعب بأن يقتل أعداؤه ويبيدهم ، غير أن هذا الأسلوب لا يتفق مع عدالة الله ، بل مع عقلية الشعب العبراني ، وتم تنسيب تلك القضية إلى الله ، وإن أنتصاراتهم على الأمم تعني نصر الإله الحي على الآلهة الأخرى المتمثلة بالأصنام ولكي يملك الإله الواحد الحقيقي على الأرض الوثنية " 1مل 15:8 " وهي الأرض التي وعد الله بها آباء العبرانيين مع أنها لم تكن لهم يوماً تشجيعاً لأيمانهم بالإله الواحد والتي تُعَبِر عن فكرة لاهوتية بوعد مادي جغرافي أقليمي محدد ، فأكدوا بأن الرب وعد هذه الأرض للأجداد في تلك الحقبة الزمنية بإغراء ، حيث كان الشعب ضيّق الآفاق محدوداً ، متعصباً لأبناء قومه ، وشديد الوعي لكرامته ، وكما هو الشعب اليهودي اليوم منطوياً ، منعزلاً ، عنصرياً .
لم يتمكن العهد القديم أن يجعل ذلك الشعب كاملاً " عبر 19:7 ، 9: 9 ، 1:10 " ولم يبقى شعب العهد القديم مقدساً لكثرة خطاياه وخيانته التي جلبت عليه العقاب والجلاء والشتات ، وكما يقول صاحب المزمور " 31:89 " لهذا وعد الله منذ تلك الأيام بخلق شعباً جديداً يحمل قلوباً متغايرة " حز 26:36" ومع ذلك الشعب سيقطع الله عهداً جديداً " إر 31:31 " وسيكون شعباً مقدساً " أش 12:62 " وهذا الشعب لم يكن من الشعب العبري ، بل سينزع الكرم من ذلك الشعب ويُسَلِمَ للأمم لكي يشمل شعب الله المختار في العهد الجديد جميع شعوب الأرض " أش 2:2 " وهكذا سيشترك كل إنسان مع العبرانيين في البركة الموعودة لأبراهيم " إر 2:4" وذلك عن طريق وسيط عظيم هو عبد الرب المتألم " أش 6:42 " فإختيار الله للعبرانيين كشعب مختار كان خطوة أولى لعهد أبدي جديد مع الناس لكي يكون شعباً جديداً وأُمة جديدة تتجمع فيه كل الشعوب مع إله إبراهيم " مز 10:47 " وتولد في هذا العهد جميع الشعوب في المدينة المقدسة " مز 87 " سيجمع الله شمل البشرية بعد أن تشتت وتفرقت بسبب كبريائها في برج بابل " أش 18:66 " " زك 17:14 " .
في شعب الله المختار ستكون شريعة الرب في القلوب لا على ألواح الحجر " إر 33:31 ، مز 36: 27 " وإبن داود سيمتلك على جميع الأمم " مز 2 و 72" .
الأرض الجديدة التي وهبها الله لشعب العهد القديم ولزمن محدد هي أرض كنعان . أما الأرض التي وهبها لشعب العهد الجديد فهي أرض مقدسة " حز 34 و إر 31 " وهذه الأرض
أبدية في عالم الخلود ، عالم مخلوق من جديد " أش 17:65 " وهكذا تتوحد هناك جميع الشعوب والأوطان " هو 20:2 " " أش 65: 17-20 " .
العهد الجديد مقطوع بدم المسيح " 2 قور 61:6 و عب 10:8 " شعب مقدس قَدّسَهُ المسيح بدمه " عب 17:2 ". يدخل المرء في هذا الشعب من باب الأيمان أولاً ليصبح أبناً لأبراهيم المؤمن " غل 7:3 ، رؤ 3:8 " وهكذا نكون شعباً جديداً مختاراً ، أمةً مقدسة " بط 9:2 " وهذه الآية تقابل الآية " خر 5:19 " أبناء هذا الشعب هم أبناء أورشليم السماوية " غل 26:4 " . وبموت المسيح أزال الحاجز بين الشعب العبراني والشعوب الأخرى " أف 14 :2 " 
ولإلهنا المجد والتسبيح