اراء ومقترحات حول مستقبل وواقع شعبنا الكلداني الاشوري السرياني
جميعنا يعلم بما تمر به امتنا وشعبنا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق وهي فترة عصيبة وفي غاية الاهمية حيث الواقع المرير وانتهاكات لحقوق الانسان ولابسط مقومات المواطنة والحريات وسيادة سلطة شريعة الغاب على سلطة القانون وبروز ظواهر وافكار ومعتقدات لم تكن موجودة اصلا في مجتمعنا العراقي الطيب . ففي خضم كل هذا الواقع المرير يتحمل ابناء شعبنا الأمرين الاول وهو الوضع العام للبلد وهذا ما يعانيه كل ابناء شعبنا العراقي المغلوب على امره من نقص في الخدمات والامان والاستقرار وغيرها الكثير , والثاني كون امتنا هي اقلية وسط اغلبية وما يترتب على ذلك من تبعات . وهنا يجب الاشارة على ان الاقلية تعني النسبة السكانية وليس الدور او الاهمية التي تحملها هذه الاقلية ولذلك وجب على الجميع من ابناء هذه الامة ان يضعوا نصب اعينهم ما هو المطلوب للمرحلة القادمة لذلك نذكر بعض من النقاط التي ممكن ان تدفع بالعجلة الى الامام كي يطلع عليها جميع ابناء امتنا :
1- التوقف عن الكتابة في الشأن القومي وخاصة تلك الكتابات التي تزيد الهوة والتباعد بين مكونات هذا الشعب ولا ضير من الكتابة على شرط ان تخدم وتدفع بما هو مفيد من اجل زيادة التكافل والتعاون وتقوية الصفوف وفي اجواء صحية تتسم برحابة الصدر وقبول الاخر والمسامحة. وقد امضينا اربعة سنوات في الكتابة بالشان القومي وبارك الله بكل الجهود المخلصة والمبذولة في هذا المجال والتي صرف فيها الكثير من الجهد والوقت لاظهار الحقائق والشواهد وقد افرزت المرحلة السابقة على انه لدينا جيش جرار من المثقفين القادرين في حال تبنيهم لفكرة او مفهوم للوحدة ان يبلوا بلاءا حسنا . وما نريد قوله ان الكلداني الذي لا يعتز بكلدانيته لايمكنه الاعتزاز بالمكونات الاخرى لشعبنا, والاشوري الذي لايعتز باشوريته لايمكنه الاعتزاز بالمكونات الاخرى ايضا, ونفس الشئ بالنسبة للمكونات الاخرى .
2- الكف والتوقف عن التهجم على اية تكتل او حزب او شخصية او تجمع من ابناء شعبنا وهذا لايعني النقد البناء المبني على ذكر الايجابيات قبل السلبيات مع الحرص على زيادة ونشر الوعي التكافلي والتعاوني بين ابناء امتنا . وهنا وجب التنبيه ان النقد البناء يجب ان يتجاوز الخلافات والمواقف الشخصية لان الهدف ودقة المرحلة تتوجب ترك كل هذه الامور جانبا والتركيز على ماهو اهم ثم المهم وان الموقف الشخصي مع سين ممثل الحزب الفلاني اوالتكتل الفلاني لايمكن ان يعكس على الموقف من الحزب او التكتل والعكس صحيح.
3- ان ما يجمعنا الكثير وما يفرقنا القليل, لنجتمع حول ما يجمعنا ونقوي موقفنا لان واقع المجتمعات الان لا يحترم الضعيف وانما القوي يفرض اجندته فليكن شعارنا (لنعمل جميعا من اجل توحيد كلمتنا و تعزيز موقفنا). وليكن هدفنا من الان 10 مقاعد في البرلمان العراقي حق طبيعي ومشروع لنا.
4- ان من يتصور ان نسبة شعبنا في العراق 3% اكثر او اقل بقليل فهو على خطأ لان الرياضيات هنا لاتصلح و 1+1لايساوي 2 بل 1+1 قد يساوي 5 فصحيح ان شعبنا قد تكون نسبته 3 %لكن حجمه الثقافي والاجتماعي والعلمي وعمقه الحضاري اكثر بكثير من ذلك وقد تفوق نسبته الـ 10% هذا اذا توفرت بيئة ديمقراطية نموذجية وساحة جيدة لقول كلمة الحق والحقيقة.
5- على كنائسنا , احزابنا وتكتلاتنا ومثقفينا وشعبنا البدء من الان للاستعداد والتحضير ونشر الوعي التكافلي والتضامني ولغاية الانتخابات القادمة على ان تدخل كل مكونات شعبنا بقائمة واحدة رغم كل الاختلافا ت ووجهات النظر ويوضع لها اسم لكي يحس ابناء شعبنا بوحدتنا وبالتالي يتجرا ويندفع ويذهب الى صندوق الاقتراع ان كان داخل العراق او خارجه (ويشعر بان تصويته للقائمة واجب وطني وديني وقومي). ونعتقد ان للكنيسة دور كبير وفاعل في هذا المجال بشكل مباشر وغير مباشر. ومانريد التاكيد عليه اذا كانت حقوق الانسان غير محمية منذ البداية فسوف يكون من الصعب حمايتها لاحقا وخاصة اذا كان الدستور لايحمل المرونة الكافية وان ينظر له كبنود قابلة للتغير وليس النظر اليه كنص مقدس.
6- على جميع احزابنا وتكتلاتنا ومؤسساتنا ومثقفينا ابراز معاني قبول الاخر والمسامحة وعدم الصراع على الكراسي والسلطة منذ البداية وماذا جنينا من تعميق الخلافات فقد فقدنا كل شئ ولم نحصل الا على كرسي يتيم في البرلمان ودون اية وزير وصدقوني ان روح المسوؤلية ووضع المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة واخذ المواقف القومية المسؤولة من قبل احزابنا وممثلي شعبنا هي التي سوف تجعل لهذه الاحزاب والتكتلات شعبية وتكسبها الاحترام والمصداقية, وعلى جميع احزابنا وتكتلاتنا الابتعاد عن السعي نحو تحقيق مصالحها الخاصة واهدافها المرتبطة بالمصلحة الشخصية كالوصول الى السلطة والمناصب وخاصة اذا ارادت هذه الاحزاب والتكتلات ان تطلق على نفسها ممثلة لشعبنا وطموحاته وعدم الادعاء باحتكار التمثيل لحزب او تكتل معين وخاصة ان مايمر به شعبنا يستلزم ويتطلب وضع كل الخلافات جانبا وتوحيد كل الجهود لرص الصفوف والجهود من اجل حاضر ومستقبل هذه الامة.
7- نتيجة مايتعرض له شعبنا في الداخل من ممارسات وضغوط كبيرة مما جعلته يلجا الى الهجرة الى اقليم كردستان والى خارج العراق وهذا الوضع ادى الى تقسيم شعبنا الى جزئين رئيسين داخل وخارج العراق في هذه الحالة تكون تكون نسبة كبيرة من طاقات شعبنا في المهجر ويجب الاستفادة من هذه الظاهرة والاستفادة من كل القدرات والتكتلات والشخصيات النافذة التي ممكن ان تلعب دور كبير في دعم وتعزيز موقفنا.
8- تأيد ومناصرة كل المواقف الوحدية والشبيهة بالموقف المشترك للاستاذ يونادم كنا والاستاذ عبدالاحد افرام حول موقفهم من هيئة الانتخابات ومالاقاه هذا الموقف من القبول والاستحسان من قبل الجميع .
9- على جميع المواقع (عنكاوة,كلدايا,القوش وزهريرا والمواقع الاخرى) التي تهتم بشؤون وقضايا شعبنا ان تفتح عمود او صفحة للاستفتاء مثال ذلك شخصية عام 2007 من ابناء شعبنا او رأي القراء بالحكم الذاتي لشعبنا وكما هو معمول به في الكثير من المواقع ,حيث ان مثل هذه الاستفتاءات ممكن ان تعطي مؤشر مهم لتوجهات وميول شعبنا بشكل عام وليس النخبة فقط من خلال الكتابة والنشر.
يجب عدم نسيان ان هناك من يقف مع مطالبنا ويشاركنا طموحاتنا واهدافنا ومنهم اخواننا الارمن وايضا الصابئة واليزيدية والتركمان وايضا من اخواننا الاكراد والسنة والشيعة وخاصة الطبقة المثقفة والتي تؤمن بان الامة الكلدانية الاشورية السريانية هي مكون اصيل وفعال الان وفي المستقبل وهذا ما نلمحه من كتابات المثقفين العراقيين من غير ابناء امتنا.
ان الخارطة الانتخابية والعملية الديمقراطية القادمة في العراق سوف لن يتوقع لها ان تشهد تغيرات كبيرة وقد تاخذ زمنا طويلا كي تنضج وتصبح ممارسات ديمقراطية نموذجية وذلك نتيجة الكبت والحرمان القومي والديني والطائفي الذي عاناه هذا الشعب لعقود طويلة . فالمتوقع ان الاخوة الاكراد سوف يدعمون احزابهم القومية والاخوة الشيعة سوف يدعمون احزابهم الدينية ايضا ونفس الشئ لاخواننا السنة فما المطلوب منا ؟؟ لو لاحظنا ما حصل في الانتخابات السابقة ان الفئة التي لم تختار على اساس قومي او ديني او طائفي كانت امتنا الكلدانية الاشورية السريانية فقد منحت اصواتها لعدة قوائم ومنها القائمة العراقية ايماننا منها بان هذه القائمة بعيدة عن الدور الديني والطائفي والقومي ولان هذه القائمة لم تحصل على مقاعد كثيرة ولايوجد اي تكتل قومي كلداني اشوري سرياني ضمنها, فتشتت اصواتنا ولم نفلح في الحصول الا على مقعد يتيم في البرلمان الحالي وكيف افرزت المواقف الاخيرة لهيئة الانتخابات من خلوها من اية ممثل لامتنا خير دليل على ان مقاعدنا في البرلمان هي التي تحدد قوة موقفنا وترسخ وجودنا ودورنا دون ان ننتظر منة من احد. ومما يدعو للاسف ان جميع الاحزاب العراقية كانت اغلبها ان لم نقل معظمها قد قدمت نفسها على انها تمثيل لعرق اوطائفة ولان بلدنا قد خرج من حكم الحزب الواحد والفراغ الامني الذي حصل بعد السقوط مما ولد شعور بان الانتماء الطائفي او القومي هو الطريق الوحيد لتحقيق الغلبة وهذا ماجعل الاحزاب العلمانية وذات الميول المعتدلة ان تخفق في تحقيق مكاسب كبيرة. وهنا يجب ان نسعى لاثبات الوجود والسير مع الركب وتحضرني قصة الملك والوزير اللذان شربا من البئر الذي يحوي على نبات يجعل شاربه يتصف بالجنون فبعد ان وضع احد الاعداء هذا النبات في البئر الذي يشرب منه العامة والذي جعل الشعب مجنون ,بعدها خرج الشعب بمظاهرات عارمة طالبين تغيير الملك والوزير لانهما مجانين(حيث ان الملك والوزير يشربان من بئر خاص) بعدها قرر الوزير ان يشرب من نفس البئر خوفا من العزل فبعد ان شرب طالبت الجماهير بتنحية الملك المجنون وتنصيب الوزير العاقل(من وجهة نظرالشعب) وبعد الذي حصل وجد الملك نفسه امام خيار واحد وهو ان يصبح مجنونا فشرب الماء لتتحول المظاهرات التي تطالب بعزله الى مسيرات تائيد ومناصرة.
د.عامر ملوكا
رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
ملبورن/استراليا