المحرر موضوع: من الرمال الى السّحاب  (زيارة 1084 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
من الرمال الى السّحاب
« في: 01:53 20/03/2019 »
من الرمال الى السحاب
هذه العبارة المؤثرة اين هي مكتوبة الان؟وماذا نستمد من مغزاها وعظمتها وعلوها والصعود الى السحاب؟ومن نجح وخرج من الرمال بهمته وعزمه وذكائه ووصل الى السحاب؟الى جهة معاكسة تماما من الأرض الرملية الفقيرة المنعزلة التي عاشوا فيها والان اتجهوا نحو الفضاء؟ومن هو الذي كان يعيش في الرمال والان هو في السحاب؟كلها أسئلة لذيذة فعلا تسألها وانت في طريق صعودك بالمصعد الذي استغرق دقيقة وبدون ان تشعر بالدوخة الى السحاب في اعلى  برج وهو برج خليفة في امارة دبي وهي امارة في الامارات المتحدة عاصمتها أبو ضبي هذه الدولة المتحدة التي تأسست حديثا في عام 1971 من ستة امارات جميلة وفي سنة 1972 اضيف اليها  راس الخيمة لتصبح سبع امارات متحدةووصلت الى هذا القدر الكبير من التقدم الان  وأبو ضبي العاصمة هذه المدينة الجميلة التي زرناها أيضا في سفرتنا الى دبي.

فاذا كانت ميزة  ونجاح هذه الامارات لموقعها الجغرافي على الخليج فهناك عدة دول خليجية مائية لم تتطور مثلها ,لكنه البيئة الصحراوية  التي انحدرت منها هي التي اعطتها تميزا خاصا من حيث التراث والتاريخ والمناخ والتنقل والمعيشة , صحراؤها  الان تنبض بالحياة بالاهتمام بالانشطة التي تطورها وترفع من شانها  فالترحال وتلك الحياة البساطة والانعزال والزهد وقياداتها الحكيمة  وشيخها وابنائه  جعلوا اهل تلك الصحارى ان يكوّنوا علاقة قوية بينهم وبين الطبيعة ذاتها  وتطويعها وتجنب اخطارها  لتتطور تلك العلاقة ايضا  مع الانسان المتطور الاخر الذي عاش في الحضر والمدن وبفضل اولئك الشيوخ والامراء وحبهم لتلك الامارات وامانتهم وضميرهم الحي  والاستثمار وتوفير فرص العمل  وتطوير القطاع الخاص تحولت تلك الصحراء الرملية الى تحفة رائعة كل شئ فيها   غينيس  او قريب من الدرجة الاولى الف رحمة ونور تنزل على شيوخها وامرائها الذين حولوها الى المناطق السياحية والفنادق الفخمة  والعمارات الشاهقة والتي تستقبل الملايين من السياح في كل سنة ليريحوا ادمغتهم من متاعب الحياة ويرفّهوا عن انفسهم  .
 
على الصعيد الدولي نتمنى للعراق ان يستفيد من تجاربهم في السياحة ويوفر كل السبل الراقية لاستقبال الناس من كل العالم ويجرب الصعود  حتى ان وقع  فسوف ينهض وسيصل الى تلك السحب او منتصفها رويدا رويدا, و هكذا في كل مجالات الحياة ,الكل بحاجة والحاجة هي ام الاختراع   شيخ الامارات زار العراق راى بغداد الجميلة فحلف بان يجعل الامارات مثل بغداد  ولكن اين هي بغداد واين نحن من سحبهم  ,اما على الصعيد الشخصي برايي المتواضع على كل شخص ان  يدخل الى اعماقه وذاته ويسال نفسه  هل حاول الصعود  مرة , وماذا حقق لنفسه ولعائلته ولمجتمعه ولقومه وبلده  ودينه وارضه  وما هي الابداعات والتحولات في حياته   ضروري جدا ان يسافر كل فرد الى هذه الامارات الصاعدة  وان يتعلم منها ويحول رمله الى اساس قوي حجر متين لاتهزه الرياح ,  كل شخص محتاج الى ان يراجع نفسه  ويفتخر بنفسه ان حقق شيئا ملموسا وصعودا معهودا  حتى اصغر خدمة يقدمها في حياته  فهي قوة للبنيان .
هكذا هو حال  كل من  يؤمن بتكوين علاقة  ناجحة في حياته  تغيره وتنهضه  كما نهضت هذه الامارات الجميلة تمتعنا بها كاجمل سفراتنا الى الكثير من دول العالم  مع الملايين من السوّاح لانها تطور وتحول من حالة الى حالة اخرى وبسرعة البرق  انها دبي الجميلة ,ولانه هذه سنين عديدة نعلّم الطلاب وكما درّسنا المدرسين من قبلنا ومن بعدنا  العراق مهد الحضارات  ولازال ذلك المهد راكد  ينتظر من يخرجه من تلك الرمال  ويهزه على الاقل مرة اخرى .
 
تستحق هذه الامارات المتحدة الجميلة التحفة الفنية  ان ينبثق منها ميثاقا خاصا بالانسانية والاخوة والمحبة والتصالح لانها ابدعت فعلا  واسمها الحقيقي الامارات المتصالحة اصلا  ,يعيش على ارضها جنسيات من كل انحاء العالم تحت سلطة القانون ,اخواننا المسلمين فرحون بالبوب كما كانوا يقولون يعني البابا  عندما زارهم  البابا مار فرنسيس بابا روما  ووضع اسس التعايش والاخاء  مع شيخ ورئيس الامارات ومع شيخ الازهر الطيب  نرجو ان ينجح هذا الميثاق وتتحد الاخوة وتنتصر الانسانية  واعمال الرحمة والفضيلة , كما نجحوا في العمران ووصلوا الى العلى كنا في الطابق 128 من برج خليفة وما اجمل منظر العالم وكنا في القرية العالمية وكنا في اكبر مول واكبر مكان للسباقات واكبر نشاط في الصحراء واكبر مدينة الالعاب  وللاطفال وسمعنا باغلى ليلة تقيم في اغلى فندق فيها مايعادل المعيشة لعائلة كبيرة  تتكون من عشر او 12 نفر في الهند حسب تقدير احد سواق التاكسي و و  كل شئ كبير وجميل ومميز وهناك المثات من المشاريع الضخمة تحت قيد البناء .و الان تسعى لتصبح من بين اكبر خمس دول العالم سعادة  ,نرجو الله ان  يسعدكم جميعا  معهم ومع كل من يسعى الى تلك السعادة .
          جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا