........
والغربة ُ جرعة ٌ من وطني ..
صور ٌ أرقبها ..
ومن ندى العين ما من مرتوى ..
والجارحُ من النوء ِ
يطعنني ..
تبقى الصورة الشعرية هي خيال الشاعر وقدرته وبراعته على دقة التعبير وهز وجدان المتلقي وايقاظه.
هذه الصورة الشعرية المطلوبة تبتغي خيالا خصبا نتيجة معاناة عايشتها الشاعرة هنا بنفسها او تمثلتها بضميرها وهي الجزئي الذي يوازي الكلي دلالة، لطالما هو نموذج جرى عليه اغتراب الشاعرة واندماجها في
الأنثيال اليقيني للحظة الحياة ، هذه اللحظة نراها معاشة في معاناة الآخرين ممن تتوحد معهم الشاعرة
وتتعاطف مع زوالات لانهائية في حيواتهم .. اشبه باطلالة الملكة المحكومة بلعنة الآلهة القدرية في الدراما
الأغريقية .. لربما هناك خلل في توازن الأشياء هو بحاجة لتدخل الشاعرة لكي تتطوع لوضع لمسة توازن بريئة
امام فوضى الصورة التي لاتخلف لنا سوى انقضاءات النهارات والليالي في ضفاف عدمية .. فالصورة جزء من التجربة ويجب ان تتآزر مع الاجزاء الاخرى في نقل التجربة نقلا صادقا فنيا وواقعيا. وهذا اثر تماما في ظهور
اسراب هائلة الشفافية من الصور الفنية في عالم الأبداع عامة وهنا في تجارب الشاعرة الموهوبة مانيا تحديدا
(لتشهدَ الساعات
انفجار وردة
ناسفة
تلمها الاحلام
على ترابك يا وطن )
سبق لي االقول بان الحس اللوني يرافق جو قصيدتها اي عالم التشكيل بحساسيته الشديدة ، طيب
ما المفيد من ذياك الأمر هنا ؟! المفيد هو ان الشاعرة قادرة على تطويع الفكرة والوجع النفساني اغترابا
بلوحة مرصوفة الكلمات ليس كوصف مفروض على القارئ ، بل قدرة لجعل القارئ مشاركا فعالا في تاييد
الجمالية ، لأنه يشعر بانه مثل الكاتبة حريص على نزيف اسئلته لأنها جزء منه ويفرح جدا لأن الشاعرة امينة
ومخلصة لخدمة ابداعية تقدمها بهدوء ونكران ذات يؤكدان موهبتها مع كل نص جديد .
شكر ، تقدير ومحبة
بولس ادم
ايها الناقد المبحر .. في سديم الحرف ..
المنقب عن ابداع الكلمة .. بداية من تخومها ... حتى ......................
عزيزي ..
كانك في سيل كلماتك .. التى اثارت ..... هدوء النفس ..
تقصيت جوهر الذات ..
انه العبور من الصعيد الجسدي الى الصعيد الروحي ..
والتقنيات التي تلائم النباهة تقتضي استقرارا ً في النظرة البسيطة مجردة من الطيش , وطوائف الأفكار ,
والتماثلات التي ترافق الفكرة الشاردة كلها تتحطم امام صمت الصورة في حالة معايشتها ..وامام الصمت الداخلي الذي
يسود وينزع الى ان يصبح حالة شبه دائمة ..
تفصيلك للوردة الناسفة منحها اطارا آخر .. وحلة أفخر ..
انه الترف اللغوي ..
مع .. شكري محبتي تقديري