المحرر موضوع: كنيسة مارت مريم في شيكاغو؛ من السعانين الى القيامة مرورا بخميس الفصح والجمعة العظيمة  (زيارة 1921 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
كنيسة مارت مريم في شيكاغو؛ من السعانين الى القيامة مرورا بخميس الفصح والجمعة العظيمة


يمكن القول ان جوهر المسيحية يكمن في الأسبوع الذي يبدأ في يوم احد السعانين وينتهي بالقيامة المجيدة بعد أسبوع من ذلك. وخلال هذا الأسبوع تجرى المراسيم التي توجب الحضور كي يمارس المسيحي إيمانه. هذه السنة حضرت هذه المراسيم في كنيسة مارت مريم الكلدانية الواقعة في نورث بروك Northbrook ، احدى ضواحي شيكاغو الشمالية.
بدءاً بيوم احد السعانين الذي كان جوه غريباً هذا العام اذا استفقنا على يوم بارد ومثلج وهذا لم يمنع المؤمنين من الحضور الى الكنيسة ولكن بلا شك منع الحضور من الزياح خارج الكنيسة كما هو معتاد عليه في طقس الكنيسة الشرقية حيث يخرج الجميع من الكنيسة وهم يرفعون التسابيح " اوشعنا ببرومي " مقلدين سكان أورشليم الذين خرجوا للقاء المليك الجديد وهو راكب على جحش ابن اتان وكل هذا كي يكتمل في الذي جاء في الكتب. ومجرد ان نقرأ هذه العبارة  الأخيرة فان الدلالة كبيرة لان كم من الذين ولدوا في هذا العالم تنبأ عنهم في السابق واكتملت النبؤة عنهم بالتمام والكمال. ولذا فان يسوع الذي آمنا به وصرنا نتبعه كمسيحيين ، وكتطبيق بسيط لمسحيتنا حضرنا قداس السعانين المخصص لتمجيد الملك يسوع تحققت به النبوة : قولوا لأبنة صهيون ، هوذا ملكك يأتيك وديعاً ، راكباً على اتان وجحش ابن أتان." متى 5:21.
ثم كان الخميس التالي وهو فصح اليهود وهو يوم خاص وَذَا معنى كبير في التقويم المسيحي وفي هذا اليوم يحتفل يسوع كأي يهودي آخر بيوم عبور اليهود من العبودية الى الحرية. في ذكرى هذا اليوم التاريخي وساعة يسوع نحو الموت تقترب ، علمَ العالم درساً بليغاً هوالأهم في حياة الانسان الأرضي ألا وهو الخدمة والتواضع ، لكن ليس بالقول كما جاء في وعظ يسوع وأمثاله لكن بالفعل وامام الجميع . غسل أرجل الضيوف كانت خدمة  معتادة في ذلك الزمان وها هو الملك الذي بايعه الشعب قبل خمسة ايام يخدم تلامذته ويغسل ارجلهم تواضعاً. الذي اعرفه ان غسل ارجل ١٢ من الأولاد في الكنيسة الكلدانية مقتبسة من كاثوليك روما وهذا الذي جرى في كنيسة مارت مريم وفي ظني ان تطبيقها امر مفيد باعتبارها تطبيق للذي طبقه يسوع في التواضع والمحبة. وهنا لا بد ان اذكر ان إنجيل هذا اليوم يذكر أمرين مهمين والاول ان يهوذا اسلم المسيح الى اليهود بثلاثين  من الفضة  وعندما أفصح يسوع عن هذا الامر في العشاء الأخير ( احتفال الفصح )  تعجب الجميع ولم يصدقوا ان واحداً منهم سيقترف هذا الامر المشين وحصل ذلك بالفعل وكان يهوذا الذي خدمه يسوع قبل قليل بغسل رجليه. وحتى هذا اليوم هذا الأمر يتكرر فكم من الكهنة نكروا يسوع ونكثوا عهدم له في ان يكملوا رسالته بأمان فوقعوا في الخطيئة واقترفوا أعمالاً شنيعة يعاقبهم عليها القانون المدني . الأمر الثاني ان بطرس الرسول المخلص لسيده استل سيفه وضرب به اذن احد الجنود الرومان ، لكن يسوع أرجعها قائلاً  " فمن يأخذ بالسيف ،بالسيف يهلك ."  متى 52:26 عبارة تذكرنا بنهاية الذين استخدموا السيف / القوة  للوصول للسلطة وكل منا يتذكر بالاقل حاكم او حاكمين بالاقل كان نهايتهم هكذا.
الجمعة العظيمة بدأت مراسيمها في الساعة السادسة وهو يوم دوام رسمي في الولايات المتحدة ومع هذا فإن الكنيسة امتلأت وفاضت بالمؤمنين ، حتى ان البعض استخدم القاعة الكبيرة التي فيها شاشة عملاقة لنقل الوقائع الجارية داخل الكنيسة. وكان المذبح موشحاً بالون القرمزي / البنفسجي الذي غطى التماثيل والصور في الكنيسة اما المؤمنين فقد توشح معظمهم بالسواد .اعترف اني لست اعرف معنى اللون البنفسجي في هذه المناسبة سوى انه لون ملبس الملوك والأباطرة ، لكن اللون الأسود معروف رمزه لدى الجميع وهو لون الحزن وحتى ان الجمعة العظيمة تسمى ب " اروتا دحشا " باللغة السريانية / السورث اي الجمعة الحزينة بالعربية.
في هذه المناسبة ثلاث مواعظ  قَيمة القاها الأب أياد حنا خنجرو راعي الكنيسة باللغات الأنكليزية والعربية والسورث لأرضاء جمهرة المؤمنين وهو في هذا متمرس وقدير. مجمل موعظته هو من الكتاب المقدس، فلسفي عميق ولكن طرحه هو بأسلوب مبسط مقرون بالأمثلة من واقع الحياة .كما انه ينفعل في القائه مشفعاً اياه بالأشارات والأيماءآت وحتى انه يوجه اسئلة الى الحضور وكل ذلك كي يشدهم الى الموعظة ولذا نرى الجمهور مشدوداً اليه ويستمع اليه بشغف. وأعترف ان مقالتي هذه فيها افكار استمدتها من مواعظ هذا الأب المتفاني في خدمته ضمن كرمة المسيح.

ليلة عيد القيامة كما هو منوالي  في كل سنة حضرت قداس السورث في الساعة الحادية عشر ليلاً . القيامة هي ليست فقط عيد كبير ومجيد بل هي كامل المسيحية وسبب حضورنا القداس وسبب تعلقنا بالمسيحية كدين لنا . هي كل شي في حياتنا لولاها ما كنا اليوم مسيحيين وكما قال الأب أياد لولا القيامة ماكنت لأكون كاهناً أكرز بينكم الآن ، لأنه كما قال مار بولس الرسول في رسالته : " فأن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل ايمانكم ." كورنثوس15-14
وحسب الطقس الكلداني لكنيسة المشرق جرت تمثيلية الكَياسة / اللص اليمين والملاك . الأول يحاول الدخول الى الملكوت السماوي والملاك يمنعه الى ان يخرج الصليب رمز الوعد الذي اعطاه يسوع له " اليوم تكون معي في الفردوس " لوقا 43: 23. هذه التمثيلية هي من تأليف القديس مار افرام الذي عاش في القرن الرابع الميلادي ولحد هذا اليوم تعيش اعماله بيننا. 
القيامة هي الحياة الجديدة التي كسبها لنا يسوع في موته على الصليب لأجلنا ، فان كانت النبتة في الربيع تدفن في الأرض لتتجدد الحياة فيها فكم حري لنا ان تتجدد حياتنا بعد الموت  وكل ذلك بفضل يسوع الذي فدانا على الصليب وقام في اليوم الثالث، الذي هو عيد القيامة المجيد.

عيد مبارك للجميع ، ومعذرة اني تأخرت في نشر مقالتي فقد كنت مثل الجميع مشغولاً في تبادل الزيارة مع الأهل والأقرباء لتقديم التهاني والتبريكات في هذه المناسبة المجيدة.
- الصور المرفقة هي حسب التسلسل في الأحتفال بالمناسبات المذكورة في عنوان المقال.

                               حنا شمعون / شيكاغو