المحرر موضوع: هل نقرأ السلام على الشرق المسيحي ؟؟  (زيارة 969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 242
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل نقرأ السلام على الشرق المسيحي ؟؟
المونسنيور د. بيوس قاشا
إنَّ الكنيسة اليوم، وفي شرقِنا المعذَّب بل في عراقنا الجريح ،
 تمرُّ بمرحلةِ إرتباكٍ وغليانٍ وأزمةٍ، في حالةِ ضياعٍ وفقدانِ الهوية الوجودية. 
والسؤال يبقى بلا جواب: هل ستدوم مسيحيتُنا؟، هل سيبقى وجودٌ للمكوِّن المسيحي في مجتمعاتِنا الشرقية؟، هل سيبقى الإنجيلُ محافظاً على كلمةِ البشارة؟، وهل سيبقى المسيحيون في ضبابيةِ المفاهيم الإنجيلية، التي لا تقتصر فقط على مجتمعاتِنا الشرقية بل تتخطّاها لتشمل العالَمَ بأسره؟، هل فعلاً سنتَّحدُ يوماً بعدما عُرِفنا بطائفيَّتِنا وانقساماتِنا وخصوصيات معابدنا وقومياتنا وتسمياتنا ؟، وهل نحن نؤمن أنّ لنا إيمانٌ واحد، وربٌّ واحد، ومعموديةٌ واحدة، وإلهٌ واحد (أفسس5:4-6)؟، وإلا ما نفعُ كراسينا ومناصبِنا، وما نفعُ كلمةِ المسيح الذي قال:"أتركْ كلَّ شيءٍ واتبعني" (مر21:10)... نعم أسئلةٌ عِدَّة ترافقُ مسيرتَنا المشرقية.
لاشكَّ أن الكنائس الشرقية ــــ والتي تضمّ العائلات الروحية المسيحية من كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية ــــ تنظر إلى الإعلام بوصفه وسيلةً فعّالةً في إيصال الرسالة المسيحية، رسالة الخلاص والفداء، فكنائسنا ما وجودها إلا شهادةٌ للمسيح وعملاً بقوله:"إذهبوا وتلمذوا جميعَ الأمم وعمّذوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أنْ يحفظوا جميعَ ما أوصيتُكم به. وها أنا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 19:28-20).
إنّ مجيءَ وحلولَ عصرِ المعلوماتية أدخَلَ الكنيسةَ الشرقية في أزمةٍ حقيقية، وفي هذا المزيج الصاخب من المشهد المعلوماتي الجديد تجدُ الكنيسةُ نفسَها في مواجهةِ تحدٍّ، وهو تحديد موقعِها في علاقةٍ حِوارية بين متطلبات هذا الوضع المُسْتَجِدّ في فوائدِهِ كما في مخاطرِهِ، بحيث يجب عليها أنْ تحافظَ على هويَّتِها دون التخلّي عمّا تؤمن به.
والسؤال هنا يطرح نفسَهُ: كيف تستطيع الكنيسة في مجتمعاتِنا الشرقية، وأمامَ هذا المشهد الإعلامي والمعلوماتي، حيث الثقافاتُ المتنوعة والعديدة، أنْ تُتِمَّ رسالتَها التبشيرية الإنجيلية، وأنْ تجيبَ على سؤالٍ يتردَّدُ باستمرار: ماذا يعني أنْ يكونَ الإنسانُ مسيحياً اليوم؟، وهل ستدوم المسيحيةُ في مجتمعاتِنا الشرقية كما دامت منذ ألفي سنة ونيفٍ، ونحن لا زلنا نعيش عدمَ إتحادِنا وإعلامِنا المنقسم.
صحيح إنَّ هذه الضبابية في المفاهيم حول المسيحية والمسيحيين، لا تقتصر فقط على مجتمعِنا الشرقي بل تمتد الى مجتمعات أخرى، والذي يقاوم الإرهاب والشرّ والخطيئة، خاصةً بعدما إستفحلَ داعش الإجرامي، الذي أبادَ كلَّ شيء دون وجهِ حق، ودمّرَ كلَّ شيء، ونحن لم يكن في يدِنا حيلةٌ، بل كنا ضحايا ومهجَّرين ونازحين وراحلين أمامَهُ وأمامَ غيره، ولا زلنا حتى الساعة. وحتى الذين إدَّعَوا حراستَنا وحِفْظَ أراضينا، تركونا وحيدين، فكُتِبتْ علينا الهزيمةُ، وهذا كلُه يدعونا إلى أنْ نسمّي الحقائق بأسمائِها كي نستطيعَ مناقشتَها واستيعابَها.
من المؤكَّد إننا شرقيون، بل مشرقيون، بعودةٍ إلى سببِ وجودِنا. فالشرقَ وطنُنا، وفيه نجدُ مسكَنَنا ومستقبَلَنا، وفيه أملُ أولادِنا وأحفادِنا وسبب حياتِنا. وحينما يكون المواطن في حبّ وطنه يتجسّد الوطن في داخله، فيكون الوطن هو العنوان، وهنا يتكاتف الوطن والمواطن في إتحاده، وينتج عنهما حبّ الوطن، وما أغلاه، وما أجمله، بل وما أقساه!!!، وهنا تبدأ رسالةُ الإعلام في جعلِ مسيرةِ الحياة تتبلور بتقنيةٍ عالية، لذا يجب أنْ نُدرِكَ مَن نحن، وإلى أين متَّجهون، في إرادةٍ واحدة، لأنَّ استخدامَ وسائل الإعلام الحديثة بطريقة صحيحة ومعلوماتية مُوجَبَة، تساعدنا في نهضةِ الإعلام الكنسي في العيش المشترك، بيننا أولاً ثمّ مع أبناء وطننا، وخاصةً مع أبناء شرقنا بل مع مؤمني كنائسِنا، وإن كان هذا ليس سهلاً.
نعم، إنَّ الأوضاع في شرقِنا مؤلمة، وهي تدعونا إلى إفراغِ البلاد والهجرةِ والرحيل، ولا تستطيع كنائسُنا الشرقية ومجتمعاتُنا أنْ تزرعَ وجوديةَ البقاء للشهادة في أرضِنا لسببٍ أو لآخر، فهي تنادي عِبْرَ الإعلام أنَّ قدسيةَ مشرِقِنا وطينَ شرقِنا مقدسٌ لأننا مخلوقون منه، وهناك يقابلها إعلامٌ رخيص ملؤه النفاق والتطبيل والمراءاة والكذب والمصلحة والطائفية، لذا عليها أنْ نُدرك ذلك كي ترسمَ كنائسُنا الشرقية سويةً رؤيةً واحدةً خاصة، في وحدة الكلمة واتحادِ الرسالة، وإنَّ ذلك لهو مَطْلَبُ الإرشادِ الرسولي "من أجلِ كنائس الشرق الأوسط: شركة وشهادة" والذي عُقد في روما للفترة من 10-24 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2010، وبطلبٍ من رؤساءِ الكنائس الشرقية الكاثوليكية من أجلِ معالجةِ أمورِ المنطقة بعد الإضطهادات التي حلّتْ بالكنيسة وبالمسيحيين وهجرتِهم، وسُلِّمَت الوثيقةُ إلى رؤساءِ الكنائس في بيروت من قِبَلِ البابا بندكتس السادس عشر في إحتفالٍ مهيب في 16 أيلول (سيبتمبر) عام 2012.
فماذا تنفع الإنفرادية والطائفية والمحاصصة إذا كان كبارُ معابِدِنا قد علّموا مؤمنيهم بصورةٍ أو بأخرى هذه الطائفية الانفرادية والتسميات المختلفة والقوميات المتعصبة ، وكأنَّ الإرشادَ الرسولي الذي أُعْطِيَ لنا قد وضعناه على رفِّ التاريخ ليكونَ كلمةً صامتةً بعد أن تجاهلناه إعلاماً وجودياً ومسيحياً وحياتياً، والذي كان يجب أن نسلك طريقه، بدلاً من تجاهله!.
فرجال المعابد ومؤمنيها ، هم أنفسهم،  بل كلنا،  مدعوّون أن يعيشوا حقيقةِ وجودنا، فلا وحدة ولا إتحاد، كما لا إرشاد ولا رسالة،إن كنّا فقط بحاجةٍ إلى قراءةِ أسطرٍ ملؤها عبارات قواعدية إيمانية شرتونية ، وما فائدتها إذا لا تعمل فينا ولا في مسيحيتِنا، وخاصةً نحن أمامَ سيلٍ من المعلومات الضديّة، فتكون النتيجة حتماً إفراغَ الشرق والرحيل وحينذاك نقول:"إقرأوا السلامَ على الشرق المسيحي"، فقد أفرغناه من وجودِنا لأننا لم نحيا وحدَتَنا ولا إتحادَنا، فضاعَ إعلامُنا، وماتت كلمتُنا في داخلِنا، وأصبحنا تائهين في صحراءِ الضياع، والسبب سببُنا وليس تعاليمَ مسيحِنا والرسول بولس يقول:"مَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ" (1كو5:3).
نعم، عذراً أقولها: أليست زيارة البابا فرنسيس الى ديارنا المعذبة رسالة ، يحملّنا اياها وهو يدعونا الى ان نسلك طريقا يقودنا الى التوبة والمحبة والخدمة كي لا نكون إلا مسيحيين، نعم نكون مسيحيين في إتحادنا وليس في فرقتنا ‘ في صلاتنا وليس في انقساماتنا ، فالزيارة تدعونا الى ان نلملم جراحاتنا ، أليس هو الذي قال يوما بعد استيلاء داعش على ديارنا وسُكبت دماؤ شهدائنا ،ما معناه  "ان دماءَنا امتزجت وتوحدت في مسيرة إيماننا  " اليست هذه قوتنا في وحدة إيماننا ،  أليس هذا من صميم إعلامنا ، وما يدعونا إليه إرشادُنا لكنائسنا وإلا ماذا .. نعم وآمين.
                               ( نص الكلمة التي أُلقيت في مؤتمر الاعلام المسيحي نحو الاتحاد)

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6328
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
شلاما وايقارا رابي بيوس.

نص رائع هذا الذي اطلعنا عليه مفعم بحب الوطن والولاء له والمطالبه ببقاء المسيحيه فيه وعدم اندثارها ,والاستعانه بكلام فادينا ومخلصنا عندما قال اتركْ كلَّ شيءٍ واتبعني" (مر21:10) . بصراحه هذا النص الرائع حرك عندي المشاعر تجاه اخوتي المناظلين من رجال الدين الحقيقيين الذين يطالبون ابناء شعبنا المسيحي في الشرق ان يبقوا في الشرق ولا يغادروه ,وهذا مطلب لا بأس به ,وعند التطبيق بالتأكيد يجب ان يكون الاقربون اولى بالمعروف بمعنى : على كل اقارب رجال الدين المسيحيين من الساكنين في دول الخارج الرجوع اولا الى العراق (انا اتكلم عن العراق لانني عراقي والكاتب عراقي ايضاً) ولايبقى منهم احداً خارج اسوار العراق ويلبوا نداء اقاربهم من رجال الدين الذين صرعونا نحن (ولد الخايبه) باننا مشروع(شركة وشهادة) فالاقربون اولى بالمعروف ,وطبعا كلامهم هذا يذكرني ببعض الشيوخ الذين يدعون الاخرين الى تفخيخ اجسادهم وتفجيرها لينالو المكرمه ويذهبوا فورا الى الجنه وهناك يستلقون مع الحور العين والولدان المخلدون وجيب ليل واخذ عتابه ,طيب هذا الشيخ لماذا يترك هذا النعيم (لولد الخايبه) ولا يقوم هو بتفخيخ جسده  لينال هذه المكرمه في الجنه دون الاخرين ؟؟.

وعليه فانا عن نفسي ادعوا جميع من هم في داخل العراق من ابناء شعبنا المسيحي الى تركه والهجره منه اليوم قبل الغد لتجنب ما يخبيه هذا الزمان الاغبر لهم هناك مستندا على قول السيد المسيح (وإذا ا‏متَنَعَ بَيتّ أو مدينةٌ عَنْ قَبولِكُم أو سَماعِ كلامِكُم، فا‏تركوا المكانَ وا‏نْفُضوا الغُبارَ عَنْ أقدامِكُم. (متى 10\14) ففي اي مكان في العالم تستطيعون ان تحملوا صليبكم وتتبعون السيد المسيح وليس في العراق فقط ,وقد اعذر من انذر .

بالمختصر المفيد ان نقراء السلام على الشرق المسيحي لهو افضل كثيرا من ان نقرأ (الفاتحه) على ارواح المسيحيين الشرقيين المتبقين فيه.

تحياتي و احترامي .

                                       ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.