المحرر موضوع: سلاح ألله حسب منظور القديس يوحنا ألتبايسي‬  (زيارة 3474 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف نورو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 479
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلاح الله حسب منظور القديس 
 يوحنا التَبايسي
                                                                                             
الشماس يوسف نورو    

سلاح الله الذي يدعوه الرسول في (أفسس 10:6-11) هو القداسة, والطهارة, والنشاط, والشجاعة, والكمال, والشركة بمساواة, والود, والخفة, والهدوء. هذا هو سلاح الله الذي به يقاتل الانسان مقابل أنواع حرب العدو الكثيرة. اذ يجعلها (الصفاة التي هي سلاح الله) في ذاته ويرتبها واحدة بعد الأخرى كصف, ويصنع الجهاد ويسعى نحوى الغلبة كي يأخذ الاكليل. ويقيم في ذاته صورة القداسة مقابل الخبث والابتسامة مقابل القساوة, والخير قبالة الشر, وطول الروح مقابل الغضب, والايمان قبالة الشك, والرجاء قبالة الضجر, والمحبة قبالة البغضة, والسلام مقابل الغضب, والود قبالة الانقسام, والعفة قبالة الفسق, والنشاط قبالة التراخي, والشجاعة قبالة الضعف, والكمال قبالة النقص, والشركة قبالة التفرقة, والهدوء مقابل المشاحنة.                         هذا هو سلاح الله يلبسه المجاهد, وبأنواع الحرب به ينغلب العدو. أما اذا كنا نحاربه بنوع واحد من السلاح فهو يغلبنا. لأن هناك من قاتل معه بالطهارة غلبه بالشر, وثمة من قاتل معه بالابتسامة جرحه هو (الشيطان) بالعين الشريرة, وثمة من قاتل معه بالجود والصلاح غلبه هو بالمكابرة والمقاومة, وثمة من قاتل معه بطول الروح غلبه هو بالشك, وثمة من قاتل معه بالايمان عاد هو فرماه بسهم الضجر, وثمة من قاتل معه بالرجاء رماه هو بألم البغضة, وثمة من قاتل معه بسلاح المحبة رجع هو وضربه من ساعته باغضاب أقرباؤه, وثمة من هزمه بالعفة فأصطاده هو من ساعته بالزنى, وثمة من جاهد معه بالشجاعة رجع هو فأصطاده بالمجد الفارغ, وثمة من رماه بسهام الاحتمال فجلب عليه التسلط مع ثقل الأمور.                             وبالأختصار اذا انغلب بنوع واحد من الحرب يقوم من سقطته بسهولة, وان لم ينظرنا متسلحين بأنواع أخرى يسقطنا في حربه بسهولة. لأن فنون حيله كثيرة ومملوءة صنائع (تحايل). وله أنواع كثيرة من القتال معنا, بعضها ظاهر يُرى وبعضها مخفي لا يُرى ومنها أشياء خارجية وأخرى داخلية. لهذا ينبغي لنا أن نتيقظ كأناس قبالهم الحرب من الناحييتين.                                                                          لا تظنوا أن لكم حرب مع الشهوات التي تتحرك في أجسادكم فقط بل لكم من الخارج أعداء كثيرة هم عساكر الشيطان, فلا يهدأون ولا يفترون من عمل المكائد والحيل التي ينصبونها قبالنا, كأنهم قد انكسروا وانغبنوا على الغنيمة التي أخذت منهم, ويزعجوا ويضلوا ويخفوا فخاخهم حتى لا نتعتق من هذا العالم الذي ضبطوا سلطانه بنفاقهم وسقطة حريتنا وطول أناة الله.                                                            واذ بالمسيح بطل سلطانهم وانقضت سيادتهم واشتهر غشهم, اشتعلوا بغضب غيرتهم ولبسوا السخط والحنق, وطُعنوا بالجسد, فأسرعوا للحرب واستعدٌوا للشر. لهذا يا أحبائي البسوا جميع سلاح الله لتستطيعوا ملاقاة شرورهم كما قال بولس الرسول.



قوموا الأن واربطوا حقويكم بالحق والبسوا سلاح البر وأنعلوا أقدامكم بأستعداد انجيل السلام (أفسس 14:6) وقد قال قوموا بقصد النشاط, واربطوا حقويكم يعني الأستعداد, ودرع البر يعني به الأعمال الصالحة, والحذاء يعني به السير في طريق الفضائل.                                                                        ومع هذا خذوا لكم رجاء الايمان الذي به تستطيعون أن تطفئوا جميع سعام الشرير المتقدة (أفسس 16:6). يعني بذلك اشتدوا بجميع سلاح الفضيلة, واحذروا مع هذا كله لئلا تفتخروا وتظنوا أن هذه تكفي لتزكية من يعملها, بل اتخذوا الايمان بالله مثل ترس لكم لأن الأيمان يستطيع بقوته أن يلاقي جميع السهام المتقدة التي للشرير الملقاة عليكم بغير أذية من جميع أسلحة أعمالكم.                                                         وأوضعوا خوذة الخلاص واضبطوا سيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 17:6) يعني بخوذة الخلاص تذكار ألم المسيح من أجلنا على الدوام, ويقصد بالسيف الأحاديث الدائمة بأسراره, لأنه بلذة حديث الله تنقطع من النفس جميع الأحاديث مثل قطعها بالسيف.                                                                    وبعد ما سلحهم بهذه جميعها قدمهم للسلاح الثاني الذي لا يغلب اذ قال (صلوا بالروح بجميع الصلوات والطلبات في كــــل حين, وكــــونوا ساهرين بالصلاة في كل وقت دائماً, ومتضرعين لأجل جميع القديسين... أفسس 18:6). ومعنى قوله بكل الصلوات والطلبات, ليست الصلاة الفردية لأجل أنفسكم تكون لكم فقط, بل تصلون قدام الله لترضوه حسب مسرته أولاً لكي تخلصوا من عبودية الخطية, وبعد ذلك على المضبوطين من الأعداء بحريتهم ليخلصوا, وعلى الذين غلبوا الأعداء لتُحفظ لهم غلبتهم, وعلى الواقفين في مصاف الحرب لئلا يُغلبوا من حيل الشرير وبعد ذلك قال وعليٌ أنا أيضاً (أفسس 19:6).
صلوات القديس مار يوحنا التبايسي المتوحد
لتكن معنا أمين.

الشماس يوسف نورو