يتبع... التاريخ الدنيوي لمملكة أشّـــــور:
لا يذكر السجل هل حدث ذلك بعد بناء برج بابل وبلبلة الأَلسنة التي أَدىَ إِليها (إقرأ سفر التكوين إصحاح 11: 1 - 9 ) رغم إِن الإصحاح نفسه من التكوين يأتي قبلا على ذكر (ألسنةألسنة) مختلفة . (إقرأ سفر التكوين 10: والعدد 5 و 20 و 21 ). ومع ذلك ثبت إِن نينوى عاصمة أَشور إِنبثقت من بابل ، وهذا ينسجم مع التاريخ الدنيوي. ويُذكر لاحقاً إِن العشائر التي تحدرت
من إِسماعيل بن ابراهيم وصلت حتى أَشور أَثناء ترحالها. يخبرنا سفر التكوين إصحاح 25: 17، 18 يقول : (وَهٰذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ : مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً . ثُمَّ لَفَظَ نَفَسَهُ ٱلْأَخِيرَ وَمَاتَ وَٱنْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ . 18 وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ قُرْبَ شُورَ، ٱلَّتِي أَمَامَ مِصْرَ، إِلَى أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ ). وكانت الفترة ما بين سنة ( 1100 - 900 ق م) تقريباً. (بعد حكم تغلث فلاسر الاول) فترة إِنحطاط بالنسبة إِلى أَشور. وقد أَشار البعض إِلى إِن ذلك كان ظرفاً مؤاتياً لتوسيع حدود أُمة اسرائيل أَثناء حكم داود سنة ( 1077 ـــ 1038 ق م ). إِمتلاكها نفوذًا أَوسع في ظل حكم سليمان سنة (1037 ـــ 998 ق م) . غير إِن نجاح هذا التوسع كان دون شك يعود إِلى دعم (يَهُوهَ الله) بالدرجة الأُولى لا إِلى ضعف الأَشوريين. إِقرأ صموئيل الثاني ( 8: 10. وملوك الأول 4: 21- 24) .
أَشو نصّربال الثاني وشلمانصر الثالث:
بدأ الغزو الأَشوري يدنو من إِسرائيل أَثناء حكم أَشور ناصربال الثاني، الذي إِشتهر بحملاته الحربية العديمة الرحمة ووحشيته التي جرى التحدث عنها آنفاً. وتُظهر النقوش إِنه عبر الفرات واجتاح شمال سورية وفرض الجزية على المدن الفينيقية. وكان خلفه شلمنأسر الثالث أَول ملك يدون في سجلاته إِنه إِصطدم مباشرة بمملكة إِسرائيل الشمالية . فالسجلات الأَشورية تُظهر إِن شلمنأسر تقدم إِلى ( قَرقر ) على نهر العاصي حيث حارب كما يزعم ملوكا متحالفين توصف معركة قرقر (قرب حماة في وادي نهر العاصي) ، التي شُنت في السنة السادسة لحكم شلمنأسر تُظهر النقوش شلمنأسر إِنه في السنة الثامنة عشرة من حكمه ، أَو بعد اثنتي عشرة سنة من معركة قرقر، حارب ( حزائيل ملك دمشق ). غير إِن نتيجة المعركة لم تكن حاسمة. وعلى المسلة السوداء لشلمنأسر في نمرود يدرَج إِسم [ياهو] ( نحو 904 ـــ 877 ق م). بين الملوك الذين دفعوا الجزية له كما يصوَّر في نقش بارز مبعوث [ ياهو] على الأَرجح وهو يقدم الجزية للملك الآشوري انظر ( شَلْمَنَّاسَر ) رقم 1 .
أدد نييراي الثالث وحلفاؤه:
إِعتلى ادد نييراري الثالث عرش أَشور بعد شمشي ادد الخامس ، خلف شلمنأسر الثالث . وتذكر النقوش إِنه هاجم دمشق وتلقى الجزية من يهوآش ملك السامرة . وربما في وقت ما نحو آواسط القرن التاسع قبل الميلاد (حوالي 844) ، أُرسل النبي يونان في مهمة إِلى نينوى عاصمة أَشور. فأدى تحذيره من الدمار الوشيك إِلى توبة المدينة بأكملها مع ملكها . ( إقرأ يونان 3: 2). ولعل ملك أَشور آنذاك كان أَدد نيراري الثالث ، إِنما ذلك غير مؤكد. يذكر التاريخ إِن الملوك الذين خلفوا أَدد نيراري الثالث شملوا ( شلمنأسر الرابع وأشور دان الثالث وأشور نيراري الخامس) ، وجميعهم أَبناء ( أَدد نيراري الثالث) . وهذه الفترة كانت فترة إِنحطاط في ما يتعلق بالأَعمال العدوانية التي قامت بها أَشور.
تِغلث فلاسر الثالث :
أَول ملك أَشوري يُذكر بالإِسم في الكتاب المقدس هو تغلث فلاسر الثالث ( بحسب ملوك الثاني 16: 7، 10 : وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلًا إِلَى تِغْلَثَ فَلَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلًا : «أَنَا خَادِمُكَ وَٱبْنُكَ . اِصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ قَبْضَةِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ قَبْضَةِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ » . العدد العاشر يقول : ثُمَّ ذَهَبَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تِغْلَثَ فَلَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ فِي دِمَشْقَ ، وَرَأَى ٱلْمَذْبَحَ ٱلَّذِي فِي دِمَشْقَ . فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ إِلَى يُورِيَّا ٱلْكَاهِنِ تَصْمِيمَ ٱلْمَذْبَحِ وَنَمُوذَجَهُ بِحَسَبِ كُلِّ صَنْعَتِهِ .) ، كما إِنه يُدعى ( فول ) في: ملوك الثاني 15: 19 يقول : وَجَاءَ فُولٌ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى ٱلْأَرْضِ . فَأَعْطَى مَنَحِيمُ لِفُولٍ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ ، وِتَكُونَ يَدَاهُ مَعَهُ لِيُقَوِّيَ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ ) . وتأتي أخبار الأول 5: 26 تقول : فَأَثَارَ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ رُوحَ فُولٍ مَلِكِ أَشُّورَ وَأَيْضًا رُوحَ تِلْغَثَ فِلْنَاسِرَ مَلِكِ أَشُّورَ، فَسَبَى ٱلرَّأُوبِينِيِّينَ وَٱلْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى وَأَحْضَرَهُمْ إِلَى حَلَحَ وَخَابُورَ وَهَارَا وَنَهْرِ جُوزَانَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ ). على ذكر الاسمَين معا ، الأَمر الذي جعل البعض في الماضي يعتقدون إِنهما ملكان مختلفان . لكن لائحة الملوك البابلية أ تشير الى (فولو)، مما يدل على إِن الإِسمين يطلقان على الشخص نَفْسَهُ. وقد اقترح البعض إِن هذا الملك كان في الأَصل معروفا بإِسم (فول) وأنه إِتخذ الإِسم تغلث فلاسر عند إِعتلائه عرش أَشور .
المصادر:
1- الكتاب المقدس.
2- موقع jw.org/ar باكثر990 لغة.
الى اللقاء بالجزء الرابع بمشيئة الرب يهوه.