المادِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــون ...
تاريخهم :
لم يترك الماديون عموماً أَية سجلات خطية وراءهم، وما نعرفه عنهم اليوم مأخوذ من سجل الكتاب المقدس والنصوص الأَشورية وكذلك من المؤرخين اليونانيين الكلاسيكيين. ويبدو إِن الماديين كانوا يؤلفون عدة ممالك صغيرة يترأسها زعماء قبليون. وتتحدث روايات الأَباطرة الأَشوريين شمشي أدد الخامس وتغلث فلاسر الثالث وسرجون الثاني ، الحافلة بالتبجح ، عن انتصاراتهم على زعماء مدن في أَرض الماديين البعيدة . وعلى اثر إِنتصار الأَشوريين على مملكة اسرائيل سنة ٧٤٠ قبل الميلاد، سُبي الإِسرائيليون إِلى أَماكن في أَشور و «في مدن الماديين» التي كان بعضها آنذاك خاضعا لأشور. يخبرنا سفر ملوك الثاني إصحاح ١٧ والعدد ٦ ويقول : وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ لِهُوشِعَ ، أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ ٱلسَّامِرَةَ ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَفِي خَابُورَ عِنْدَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ ٱلْمَادِيِّينَ . ويخبرنا أيضاً سجل ملوك الثاني إصحاح ١٨ والعدد ١١ ويقول:( وَسَبَى مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَفِي خَابُورَ عِنْدَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ ٱلْمَادِيِّينَ). . إِستمرت جهود الأَشوريين لإِستعباد «الماديين الذين يأبون الخضوع» في أَيام الملك الأَشوري أَسْرَحْدُونْ ، إِبن سنحاريب ومعاصر منسى ملك يهوذا دون شك ( سنة 716 ــ 662 قبل الميلاد ). ويتحدث اسرحدون في إِحدى كتاباته عن (منطقة عند حدود صحراء الملح التي تقع في أَرض الماديين البعيدين ، عند طرف جبل بيكني ، جبل اللازورد)، ويقول إِن (الزعماء الأَقوياء الذين لم يخضعوا قبلاً لنيري أَخذتُهم إِلى أَشور غنيمةً ضخمة هم وشعبهم وخيلهم وبقرهم وغنمهم وحميرهم وجِمالهم (ذات السنامين) . . . . وفرضت عليهم جزيتي وضريبتي الملكية السنوية . السجلات القديمة لأشور وبلاد بابل ، بقلم د . د . لاكنبيل ، سنة ١٩٢٧، المجلد ٢ ، ص ٢١٥ و ٢١٦ ). وبحسب المؤرخ اليوناني هيرودوتس (١ : ٩٦ ) ، شكل الماديون مملكة متحدة برئاسة حاكم يدعى( ديوسيز). ويعتقد بعض المؤرخين العصريين إِن ديوسيز هو الحاكم المدعو دياكو في النقوش، الذي امسك به سرجون الثاني ورحّله الى حماة اثر إِحدى الغزوات الأَشورية على منطقة مادي . ولكن يرى معظم العلماء إِن ملوك مادي لم يبدأوا بالإِنضواء تحت لواء حاكم واحد إِلا في أَيام (سياكسار أَو كياكسار، الذي هو حفيد ديوسيز وفقا لهيرودوتس [ ١ : ١٠٢ ، ١٠٣ ] ). حتى في ذلك الوقت ربما كانوا مثل ملوك كنعان غير البارزين ، الذين كانوا يحاربون أَحياناً تحت قيادة ملك ما ويحافظون في الوقت نفسه على قدر كبير من الإِستقلال. قارن( يشوع إصحاح ١١ والعدد ١ الى ٥). إِستمر الماديون يزدادون قوة رغم الغزوات الأَشورية ، وصاروا يشكلون أَخطر منافس لأشور. وعندما تمرد نبوبولاسر البابلي ( أَبو نبوخذنصر) على أَشور، تحالف سياكسار المادي مع البابليين . وبعد إِستيلاء الماديين على مدينة أَشور في السنة الـ ( ١٢ لنبوبولاسر سنة ٦٣٤ قبل الميلاد ) ، لاقى (سياكسار المسمى أوماكيستار في السجلات البابلية ) نبوبولاسر عند المدينة المحتلة و «عقدا إِتفاقاً ودياً ». (التواريخ الأَشورية والبابلية ، بقلم أ . ك. ڠرايسِن ، ١٩٧٥ ، صفحة ٩٣ ). كما إِن بروسوس (المعروف من خلال پوليهستر وأبيدنوس اللذين اقتبس منهما أُوسابيوس) يقول إِن نبوخذنصر بن نبوبولاسر تزوج إِبنة الملك المادي ، وإِسمها أميتيس ( أُو أموهِيا بحسب أبيدنوس ) . ( اوسابيوس ، كرونيكوروم ليبر بريور ، تحرير أشوني ، برلين ، ١٨٧٥ ، العمود ٢٩، الأَسطر ١٦ ــ ١٩ ، العمود ٣٧ ، والأسطر ٥ ــ ٧ ) لكن المؤرخين غير متفقين على ما إِذا كانت ( أميتيس هي إِبنة سياكسار أَو إِبنة إِبنه أستياجس )؟.
المصادر:
الكتاب المقدس.
الموقع: jw.org / ar وهو بأكثرمن ٩٩٠ محكية في العالم!!.