مع البابليين يَهْزِمُونَأَشُورْ :
بعد عدة معارك مع الأَشوريين ، تمكن تحالف الجيشين المادي والبابلي أَخيراً من إِحتلال نينوى ، وكان ذلك في السنة الـ ١٤ لنبوبولاسر (في السنة ٣٢ قبل الميلاد ٦٣٢ ) . ( يخبرنا النبي صفنيا في إصحاح ٢ والعدد ١٣ ويقول : « وَيَمُدُّ يَدَهُ نَحْوَ ٱلشَّمَالِ ، وَيُبِيدُ أَشُّورَ . وَيَجْعَلُ نِينَوَى قَفْرًا ، أَرْضًا قَاحِلَةً كَٱلْبَرِّيَّةِ . ) فإِنتقلت المقاومة الأَشورية إِلى حاران (على بُعد نحو ٣٦٠ كلم [ أي ٢٢٥ ميلاً ] ) غرباً . ولكن رغم المساعدة التي تلقتها أشور من مصر، لم تنجح المساعي للإِبقاء على الحكم الأَشوري ، وإِنقسمت اللإِمبراطورية الأَشورية بين الماديين والبابليين . (يخبرنا النبي ناحوم في إصحاح ٢ والأعداد ٨ إلى ١٣ ويقول : نِينَوَى كَانَتْ كُلَّ أَيَّامِهَا مِثْلَ بِرْكَةِ مِيَاهٍ ، أَمَّا ٱلْآنَ فَشَعْبُهَا يَهْرُبُونَ . يَصْرُخُ إِلَيْهِمِ ٱلْبَعْضُ : «قِفُوا ! قِفُوا!» .وَلٰكِنْ لَا أَحَدَ يَلْتَفِتُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ . ٩ خُذُوا فِضَّتَهَا، خُذُوا ذَهَبَهَا . لَا نِهَايَةَ لِلْكُنُوزِ، فَهِيَ مَلِيئَةٌ بِكُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلثَّمِينَةِ . ١٠ اَلْمَدِينَةُ فَارِغَةٌ وَمَهْجُورَةٌ وَخَرْبَانَةٌ ! قُلُوبُهُمْ ذَابَتْ مِنَ ٱلْخَوْفِ ، رُكَبُهُمُ ٱرْتَخَتْ، خَوَاصِرُهُمُ ٱرْتَجَفَتْ ، وَوُجُوهُهُمْ جَمِيعًا ٱصْفَرَّتْ مِنَ ٱلْفَزَعِ . ١١ أَيْنَ مَغَارَةُ ٱلْأُسُودِ حَيْثُ ٱلْأَشْبَالُ تَأْكُلُ طَعَامَهَا ، وَٱلْأَسَدُ يَمْشِي مَعْ جِرَائِهِ ، وَلَا أَحَدَ يُخِيفُهَا ؟ لَقَدْ مَزَّقَ ٱلْأَسَدُ حَيَوَانَاتٍ كَثِيرَةً لِيُطْعِمَ جِرَاءَهُ وَخَنَقَهَا مِنْ أَجْلِ لَبْوَاتِهِ . مَلَأَ كَهْفَهُ بِصَيْدِهِ ، وَمَغَارَتَهُ بِٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُمَزَّقَةِ . يَقُولُ يَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ: «أَنَا ضِدُّكِ . سَأُحْرِقُ مَرْكَبَاتِكِ ٱلْحَرْبِيَّةَ كَامِلًا ، وَيَأْكُلُ ٱلسَّيْفُ أَشْبَالَكِ . فَلَنْ تَتَصَيَّدِي بَعْدَ ٱلْآنَ فِي ٱلْأَرْضِ ، وَلَنْ يُسْمَعَ صَوْتُ رُسُلِكِ مِنْ جَدِيدٍ» . ويخبرنا: النبي ناحوم في إصحاح ٣ والعدد ١٨ و ١٩ ويقول : ١٨ يَنْعَسُ رُعَاتُكَ يَا مَلِكَ أَشُورَ ، وَيَبْقَى نُبَلَاؤُكَ فِي مَسَاكِنِهِمْ . يَتَفَرَّقُ شَعْبُكَ عَلَى ٱلْجِبَالِ ، وَلَا أَحَدَ يَجْمَعُهُمْ . ١٩ كَسْرُكَ لَا يُجَبَّرُ ، وَجُرْحُكَ لَا يُشْفَى . كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ بِمَا أَصَابَكَ يُصَفِّقُونَ بِأَيْدِيهِمْ . فَمَنْ لَمْ يُعَانِ مِنْ وَحْشِيَّتِكَ ؟! ». ) ويبدو إِن الماديين إِستولوا على القسم الشمالي من تلك الأَراضي ، فيما أَخذ البابليون القسمين الجنوبي والجنوبي الغربي ، بما في ذلك سوريا وفلسطين . بعد ذلك زحف سياكسار إِلى آسيا الصغرى ووصل إِلى نهر الهايليس ، حيث أَدت حرب مع ليديا إِلى وضع أَصبح فيه التقدم مستحيلاً ، وهكذا شكل نهر الهايليس الحد الغربي الأَقصى ل للإِمبراطورية المادية . وفي هذه المرحلة من التاريخ غطت هذه الإِمبراطورية معظم الهضبة الإِيرانية وشمال بلاد ما بين النهرين وأرمينيا وكبدوكية .
السلطة تُنقل الى يد الفرس.
في ذلك الوقت كان الماديون ، الذين اتخذوا من اكبتانا (أُو أَحمثا ، بحسب سفر عزرا ٦ والعدد ٢ يقول لنا : فَوُجِدَ فِي أَحْمَثَا فِي ٱلْحِصْنِ ٱلَّذِي فِي إِقْلِيمِ مَادِي دَرْجٌ ، وَٱلْمُذَكِّرَةُ بِهٰذَا ٱلشَّأْنِ مَكْتُوبَةٌ فِيهِ. ) عاصمة لهم ، هم المسيطر،ن على أَقربائهم الفرس في المنطقة الواقعة جنوب مادي . ويذكر المؤرخان اليونانيان هيرودوتس ( ١ : ١٠٧ ــ ١٠٨ ) وزينوفون (كيروبيديا ١ ، ٢ ) إِن أستياجس (المدعو إشتوميجو في النصوص المسمارية) خليفة سياكسار زوّج الحاكم الفارسي قمبيز بابنته ماندين ، فولدا كورش (الثاني) . وعندما صار كورش ملكاً على أنشان ، وهي إِقليم فارسي ، وحّد القوات الفارسية بهدف التحرر من
النير المادي . وتذكر تواريخ نبونيذ إِن جيش إشتوميجو [أستياجس] تمرد عليه وسلمه «بالاغلال» إِلى كورش الذي إِستولى بعد ذلك على العاصمة المادية . (نصوص الشرق الأدنى القديمة ، تحرير ج . پريتشارد ، ١٩٧٤ ، ص ٣٠٥ ) ومن هذه المرحلة فصاعداً أَخذت مادي تندمج في فارس لتشكل إِمبراطورية مادي وفارس .
المصادر:
١- الكتاب المقدس.
الموقع الرائع: jw.org / ar وهو بأكثرمن ٩٩٠ لغة محكية في العالم!! .