المحرر موضوع: الجزية وحق المواطنة في القرن الواحد والعشرين  (زيارة 1493 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
 
الجزية وحق المواطنة في القرن الواحد والعشرين

   بطرس هرمز نباتي

   القادمون من بغداد العاصمة ومن بعض المناطق الاخرى من جنوب وغرب العراق يحدثوننا بغرائب وعجائب الامور بحيث يصعب على أي عاقل تصديق ما يحصل هناك ،وبتنا لا ندري هل أن هذه الاخبار تنقل عن بلدله تاريخ وحضارةأسمه العراق، أم عن أفغانستان في زمن  القاعدة والطالبان أم أننا في زمن التخلف والعودة الى الوراء بقرون، أحدهم  وهو من فناني وأدباء الحدباء تحدث كثيرا عن العصابات والتكفيريين اللذين يمنعون سواق المركبات من حمل عجلة أضافية أي ( سبير) في سياراتهم لأن ذلك يدل على ان من يحملهاعندما يهم بالخروج بسيارته لآ يتوكل على الله سبحانه ، لأنه لو توكل و قرأ البسملة عند تشغيله لمحرك السيارة فمن المحال أن تصاب سيارته بأي عطل ، وعلق زميل أخرقائلا تصور يا أخي في بعض أطراف الموصل الجنوبية وفي بعض مناطق ما يطلق عليه بعد الأحتلال (بالمثلث السني) يمنعون الناس من وضع الطماطم والخيار في كيس واحدة ،لما يحملان من رموز تدل على الجنس حيث يمنع جمعهما لكي لا يكون الشيطان ثالثهما واخر قال بعض هؤلاء التكفيريين تصور يأمرون الرعاة وأصحاب الماشية ألباس الماعز سراويل لئلا تظهر عوراتهن للملأ ،ولربما في الربيع سيوصون بأن ترتدي الحميرأيضا سراويل طويلة لئلآ يدلدل بين سيقانها ...!!ويمنعون الحلاقة الحديثة لشعر الرأس وصالونات الزينة للنساء وغيرها، لأنها حسب فتاويهم بدع غربية  كما حدثنا زميل  أخرمن بغداد ،بأن بعض الزمر المسلحة أجبرت أحد المسيحيين على تغيير دينه والتحول الى الدين الاسلامي وبعد التهديد والوعيد ، أمتثل المسكين للأمر الواقع وقام بتغيير دينه وأصبح مسلما ، وبعد فترة جاءته مفرزة مسلحة أخرى و طلبت منه تغيير دينه وأشهار أسلامه فما كان منه ألا ان اخرج وثيقة تثبت بأنه مسلم حقا و قد أشهر الاسلام على أيدي العالم الفلاني ، ولكن أفراد المفرزة المسلحة لم يرضيهم هذا قال أحدهم : أنت الان قد أشهرت أسلامك وأصبحت شيعيا وكان الاحرى بك أن تكون سنياويقال عندما يلقى القبض على أحدهم ويتهم بأنه متعاون مع قوات الاحتلال ، يحلف الشخص بالمقدسات وبأغلض الايمان بأنه بريء من التهمة ، ولكنهم بدل أن يقتنعوا بذلك يقترحون عليه، بأنهم سيقومون بقطع رأسه أو قتله تنفيذا لشرع الله تعالى ، فأذا كان بريئا فأنه سيفوز بالجنة والجنة أفضل له من هذه الحياة الفانية وأن كان مذنبا فأنه قد نال جزائه العادل..   وحدثونا عن طبيب أجبر بالتهديد والوعيد بأعتناق الاسلام وأبلغ من قبل عصابة من هؤلاء التكفيريين، بأن سيتم تزويج بناته الثلاثة من شبان مسلمين هم  من حراس الامير المخلصين وأن أميرهم قد أفتى بذلك فما كان من الطبيب المفجوع ألا أن يؤجر سيارة ويهرب نافذا بجلده وبعائلته بعيدا  .. وهناك العشرات من الحكايات والقصص كلها تدل على ان الحالة العراقية حالة مريضة بمرض عظال وبحاجة الى علاج حقيقي والى أن يصلنا هذا العلاج ولربما يكون سحريا أومستوردا لأننا تعودنا بأن كل هومحلي هو مزيف .. فخلال عملية أنتظار المخلص سنكون نحن المسيحيين في خبر كان أو أحدى أخواتها ، وأخر صرعة من الفتاوى والتي تبررها بعض وسائل الاعلام ، هي تلك التي تدعوا المسيحيين جهارا لأختيار أحد ألأمرين، أما أشهار الاسلام أو دفع الجزية ،والان في بعض المحافظات وعلى رأسها العاصمة المنكوبة بغداد قد نشرت عدة مقالات حول ذلك وأود هنا مشكورا الاشارة الى (تصريح الاستاذ عبد الاحد افرام عضو المجلس الوطني العراقي  لوكالة الانباء الالمانية نشرته جريدة الشرق الاوسط في عددها10381في1مايو) بدأت الجماعات المسلحة في ما تعرف بدولة العراق الاسلامية بتطبيق هذه الفتاوى ،ولكن الانكى من كل ذلك أعلان أحدى القنوات التلفازية العراقية الفضائية والتي تدعى بقناة (السلام) تأييدها لمثل هذه الدعوات وايجاد التبريرات لها  ، مقارنة بين ما يجبى من ضرائب في الدول الاوروبية من المسلمين بالجزية التي كانت كنظام ضريبي معمول به أبان الفتوحات الاسلامية ، فالضريبة نظام أقتصادي تعمد اليه الدول وذلك بأقتطاع جزء من دخل الفرد لقاء الخدمات التي تقدمها الحكومات لمواطنيها ، ليشعر الفرد بأن الممتلكات العامة وجميع الخدمات الاخرى التي تقدمها الدولة أنما هي من حقه الطبيعي لأنه يساهم بها بأقتطاع جزء من مدخولاته ،ولقاء هذه الضريبة يتمتع الفرد بحقوق وأمتيازات عديدة وعلى رأسها مراقبة شؤون الدولة والاطلاع على حساباتها وخططها ،وكذلك له الحق في أختيار ممثليه الحقيقين عبر أنتخابات نزيهة ، ليكون مؤتمنا على ان الجزء المقططع من دخله سيسلم الى أياد  امينة تعمل لمصلحته ومن اجل زيادة مدخولاته ورفاهته والنظام الضريبي حق وواجب على كل مواطن دون أستثناء ، ولا يعفى منه أي كان لونه ودينه ، وهو أحد سمات المواطنة ليس في الدول الاوربية وحدها كما يدعون ، وانما في جميع دول العالم ،أما نظام الجزية والجزية كتعريف تعني جزاء بقائهم على كفرهم والحادهم او على دينهم ومعتقدهم السابق ، وهو مصطلح فقهي اسلامي يقصدبه كلا من اليهود والمسيحيين او حسب الوصف الاسلامي اجمالا اهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الاسلامي او في البلاد الاغلبيةالمسلمة السماح لأهالي البلاد المنهزمة عسكريا بالاحتفاظ بدينهم مقابل دفعهم للجزية وقد تم فرضه بموجب الاية القرانية(قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولما يحرمون ماحرم الله ورسوله ولما يدينون بدين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقد أجتهد علماء المسلميين وأأمتهم في تفسير العبارة الاخيرة وهم صاغرون وفسروها اي ب و (هم ذليلون حقيرون مهانون)وكان الولاة وجبات الجزية يتفنون بكيفية جبايتها فمنهم من كان يجلس بينما يقف دافعها ذليلا منكسرا لا يقوي على النظر الى مستلمها ومنهم من كان يستلمها من  الذ مي  وهو ممسك بالمال وسط كفه بينما اصابع المستلم تأتيه من الاعلى وهوبحال من الذل والمهانة ولربما في هذا العصر عصرما بعد العولمة والانترنيت وغزو الفضاء ستكون طرق أكثر عصرنة في جبايتها وهناك أشكال عديدة للجزية منها نولكن للاسف صدور مثل هذه الدعوات وتبنيها من قبل وسائل الاعلام ضد مسيحي العراق ن فالمسيحيين في العراق ليسوا أغراب تواجدوا أو أحتلو وطنا يدعى العراق حتى يدعون عليهم بالجزية ، فهذا العراق هو وطنهم وطن بابل واشور وهم من سكانه الاصلاء وكان الاجدر ان يفكرمن يسن دساتير وقوانين هذا البلد أن يكافيء المسيحيين بحقوق أضافية مقابل أصالتهم وما سلب منهم من الاراضي التاريخية من قبل الموجات المتعاقبة التي اتت غازية لهذا الوطن النهريني ،لا أن تفرض عليهم الجزية أو تغير دينهم  فالجزية حتى في وقت الخلفاء عدا في بعض الفترات التي كان الولاة وقادة الامصار بغية زيادة مدخولاتهم الشخصية او للصرف على فتوحاتهم كانوا يطلبونها من المسيحيين كأقباط مصر  واليهود وغيرهم من السكان المحليين ،كانت مفروضة على الغرباء والمحتليين ،  فعندما طلب الامام عمر الجزية وفرضها فقد فرضها على الروم المحتلين لمصر نقرا في التاريخ بأن ( أرسل عمر الى الروم المحتلين لمصر قائلا ليس بيني وبينكم الا ثلاث خصال اما دخلتم في الاسلام فكنتم اخواننا وكان لكم ما لنا وان ابيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون وأما جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ) لذلك على هؤلاء الفقهاء والمتبحريين بالشريعة وتفاسيرها مطالبة جورج بوش وقواته المتواجدة اليوم في جميع ارجاء العالم الاسلامي بدفع الجزية  ، واين هؤلاء الذين يتشدقون بالاسلام عن خصال وأقوال النبي محمد ورسالته نقرا في أحد الاحاديث كتب رسول الله لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ورهبانهم ومن تبعهم (أن لهم ماتحت ايديهم من قليل وكثير من بيعهم (أي كنائسهم) )وصلواتهم ورهبانهم وهم بذمة الله ورسوله الى يوم القيامة، لا يغير اسقف عن اسقفيته ولا راهب عن رهبنته ولا كاهن عن كهانته ولا ينتزع حقا من حقوقهم ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه ،ما نصحوا واصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ) هذه هي وصايا النبي محمد لأتباعه بشأن من كان يدعونبأهل الذمة ، فهل يعقل أن يطالب المسيحيين االكلدو اشوريين بأن يعودوا الى الوراء مئات الاعوام ليتحولوا من سكان اصلاء الى مجرد دافعي الجزية او أن يطلق عليهم أهل الذمة  هذا يحدث في القرن الواحد والعشرين وليس في عصر فجر الاسلام وأين ؟ في عراق الثقافات وموطن الحضارة ومهدها