المحرر موضوع: علماء العراق وأساتذته في خطر  (زيارة 1988 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hamza Alshamkhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
علماء العراق وأساتذته في خطر 

                                                 
حمزة الشمخي                                                         
من يطلع على تقرير المركز الدولي لرصد الإنتهاكات في العراق، يصاب بحالة من الفزع والرعب والصدمة ، نتيجة لما ذكره التقرير، حول عدد الكفاءات العلمية والطبية والعلماء وأساتذة الجامعات الذين تعرضوا للإغتيال على يد عصابات القتل والإجرام خلال السنتين المنصرمتين، والذي تجاوز ( 100 ) من هؤلاء الأساتذة والعلماء ، وأن هناك ( 50 ) عالما عراقيا قد تعرضوا للخطف ثم الإبتزاز ، وكذلك (15 ) إستاذا من الجامعة المستنصرية وحدها قد تعرضوا للخطف والإغتيال ، في حين أن هناك ( 500) عالما عراقيا من مختلف الإختصاصات الطبية والعلمية غادروا العراق خوفا على حياتهم من المجرمين والإرهابيين الجهلة .
أمام كل ماتقدم من صورة مأساوية قاسية إتجاه أثمن ثروة وطنية علمية، لا يمكن تعويضها بأغلى الأثمان ، ماذا على الحكومة العراقية أن تعمل من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من كل مكروه ؟؟ .
من واجب الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية ، أن تقوم بدورها الوطني لحماية مفكري وعلماء العراق وأساتذته وغيرهم من صانعي المستقبل ، والدفاع عنهم بكل الوسائل والطرق، وتأمين الظروف الأمنية الملائمة لمن بقي في العراق منهم ، وتقديم كل العون والمساعدة وتسهيل عودة الذين إضطروا للهجرة القسرية والتي فرضت عليهم  ، لأنهم مستهدفون من قبل عصابات وقوى الظلام والتخلف والإجرام .
أن أعداء العراق كما هو معروف، يعملون بالتزامن والتوازي من خلال ضرب البنية التحتية، وتدمير الثروة الإقتصادية والتنموية من جهة ، وإستهداف الثروة العلمية العراقية من جهة إخرى، من خلال إرهاب وقتل أعمدتها الأساسية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات ومثقفين ومحامين وسياسيين .. وغيرهم .
أن على عاتق الحكومة العراقية اليوم تقع مسؤولية إولى ومباشرة، من أجل إيقاف عاصفة الإرهاب  والإجرام ضد العلماء والأساتذة ، والتعامل مع هذه القضية بجدية تامة، لأنها لا تتحمل التأجيل والإنتظار، كباقي الوعود الكثيرة التي لم تتحقق الى الآن ، والتي لا يمكن ذكرها من خلال هذه السطور،لأنها تحتاج الى عشرات الصفحات، ومنها المستلزمات الحياتية الضرورية للمواطن العراقي، وأبسطها توفير الكهرباء والوقود ومنها البنزين والغاز والنفط في بلد النفط !! .
أن الإرهابيين بعملهم الهمجي هذا، يسعون من أجل تفريغ الوطن من الكوادر والكفاءات والطاقات التي يحتاجها العراق اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لأنه لا يمكن البدء بالعمران والبناء دون مساهمة الجميع من المهندس الى العامل و من الأستاذ الى الطالب .. وهذا ما يعمل الإرهاب من أجله لعرقلة وإيقاف أية خطوة بإتجاه طريق إستقرار العراق وعمرانه ، لأن إنجاز هذه المهمة يعني القضاء عليهم كليا .
من أجل العراق وأهله ، يجب حماية مخططي ومنتجي الحضارة والثقافة والعلوم والمستقبل المشرق على مر السنين ، والذي بدونهم لا يمكن أن نتحدث عن مسدتقبل العراق المزدهر الحر والحضاري العصري .
  فلنحافظ جميعا على ثروتنا العلمية ، ونجعلها  في مقدمة أولويات المهام الآنية والمستقبلية ، ولا نجعل منهم عرضة للجهلة من الإرهابيين والقتلة وقطاع الطرق .
ha_al@hotmail.com