رابي زيد ميشو،
"الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون" حزقيال ١٨ :٢
كثرت التأويلات وتعددت واختلفت التحليلات حول المسببات التي أدت إلى خروج العراقيين في شوارع بغداد والمدن الجنوبية في احتجاجات غالبا ما تلونت بصبغة شيعية (رغم أن المحتجين يصفونها بأنها عامه وتشمل جميع أطياف الشعب العراقي)،
لكن المشكلة الحقيقية والمسبب الاساسي لهذه الإنتفاضة هي بالأحرى العقدة المزمنة الموجوده في عقلية الفرد العراقي وهي (ليش مو آني) أو (ليش مو إلنا - للجمع) المتأتية من النظرة الفوقية لطبيعة الإنسان العراقية ويتبعها من جهة أخرى "تفاهة الإنتخابات"!
بسبب هيمنة الطائفة السنية على مقاليد الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية حتى السقوط ولجميع الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد، أدى ذلك بالتالي إلى إمتعاض الشارع الشيعي بسبب هذا التهميش، وعندما سنحت الفرصة له بعد السقوط كان عليه أن يستغلها بأي شكل من الأشكال دون الإكتراث بالنتائج والحسابات المستقبلية، فدفع هذا الوضع لهذا المشهد الفرد الشيعي الى أن ينتخب بدون تفكير (ياهو الكان ياهو الكان بس المهم مو سنّي)، فلذلك أصبح مرتب الأحذية ( أبو وجه منظف المداخن) مقبولا ومثله بائع السبح (أبو وجه البسطال) مقبولا أيضاً....وألخ، فجلب الشيعة على أنفسهم وعلى العراقين عامة هذا الوبال بهذه الحفنة الفاسدة من الحثالة وأوصلوهم إلى مقاليد السلطة! لتنقلب الآيه هنا وتصبح (إنتخب حتى الشيطان منّا ولا تنتخب منهم حتى ولو كان ملاكا)
ولكن إلى متى؟ بالطبع كل شيء له حدود، وكل زمن له متطلباته وإحتياجاته، الطبقة المعدمة من المجتمع العراقي (وبالأخص الفئه العمرية الفتية) قالت كلمتها كفى كفى نريد إن نعيش "كالأوادم"! فزمن العقول المتعفنة قد مضى، واليوم الأبناء يتألمون ويلومون ما قد جلبه لهم ابائهم من تراكمات ومخلفات الماضي المريض!
لا يختلف هنا السيناريو مع الكلدان كثيرا (بالطبع النشطاء والقومجيين منهم)، نفس القصة ونفس المعطيات، فعندما ظهر الشيخ المنقذ، سطع نجمه بسرعة، والسبب؟ مستغفلا عقولهم بلقب (الكلداني) فأوقعهم في فخ الأمنيات الزائفة، وانخدع به حتى من إعتبر سياسي أو ديني محنك بتخليصهم من هيمنة وسطوة الآشوريين. إذن فلنحصد الان ما قد زرعه "النشامى" في حقلنا، والله يبارك بهم. واللهم لا شماتة!
قد تكون رفضته يا زيد في مناسبة معينة، ولكن صدقني وأنا على يقين تام بأن سبب رفضك له كان من باب آخر مختلف كلية عما تريد التلميح به لنا!
تحياتي