المحرر موضوع: الكنيسة رسولة سلام ونوايا حسنة وليست رسولة سياسة  (زيارة 968 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكنيسة رسولة سلام ونوايا حسنة وليست رسولة سياسة

بولص آدم


من البديهي الا يطمع حاشاه غبطة البطريرك لويس ساكو، في اي عنوان سياسي، فليس ممكنا الجمع بين رتبة كهنوتية مسيحية وعنوان وظيفي سياسي، ليس حضرته فقط ، وكذلك المطارنة والقساوسة ، ونتمنى ان لانشهد مدحا لسياسي معين يُذكر في بيان ويتم وصف قيادته بالمحنكة وغيرها ، ثم وبعد ذلك يتضح بأن ذلك المعني بالمدح والكل يعرفه كفاسد واحدى رموز الفشل في البلاد ، او ان يعلن احد المطارنة تأييده جهارا وفي كل مناسبة تأييده ومدحه وتمجيده وذهب ابعد من ذلك عندما صرح بأنه يبصم بالعشرة لصالح مشروع سياسي ، ثم رأينا كيف ان ذلك المشروع ادخل السياسي وحزبه وشعبه في ازمة وكادت الصراعات ان تؤدي  الى قتال لا يحمد عقباه ، فرجل الدين المسيحي يتعايش ويساهم في الحياة العامة روحيا، اما ان يمجد رمزا سياسيا فذلك يعني مايعنيه. لذلك نتمنى ان يستمر الأمر في اتجاه مسافة واحدة من الجميع ومن له شك بدور البطريركية الكلدانية ، فلتترك البطريركية ذلك للتاريخ،فالكتاب يكتبون وليس بالضرورة ان يتفق الجميع معها وذلك لم يكن ولن يكون، فالعلمانيون لهم مساهمتهم في الشأن العام كما لكنائس العراق وكل بأدواته ودوره، ومن الظلم ربط ومقارنة البطريركية الكلدانية بالفاتيكان، فرغم الشركة، الا ان كاثوليك العراق لهم تقليدهم وهو متميز واصيل، واذا كان مجمع الكنائس الشرقية قد رمى الكرة في ملعب كاثوليك الشرق بما يخص اسلوب المساهمة في الشأن العام فلا بأس،وعلى ذكر مفهوم ( الشأن العام ) فما هو الشأن العام من وجهة نظر غبطة البطريرك كاردينال ساكو جزيل الأحترام ؟ فذلك الشأن يشمل السياسة ايضا وهناك فروقات في وصفه احيانا تبعا لبيئته وظرفه وتفسيره لدى كل تركيبة اجتماعية ، هناك ( فقه الشأن العام ) اسلاميا ايضا ، فماهو الشأن العام الذي يُقصد به على نحو الدقة والتحديد؟ ثم ان دعوة الفاتيكان ممثلة بمجلس كنائس الشرق، ان تتفاعلوا بقوة في مجتمعاتكم وانتم وشعبكم يمر بفترة صعبة جدا ودعاكم الى مد الجسور والحوار ونشهد لكم ومنذ ان كنتم مطرانا في كركوك على ذلك، فهل تفاعل وتسامح وتفهم الآخرين لكم كان بمستوى طموحكم، ام ان الذي جرى جرى ومر على انقاض كنائس تاريخية ومصير مؤمنين من رعايا كنيستكم وكل الكنائس الأخرى التي هي وشعبنا جزء من مجموعة بشرية عراقية ضربها عصف التعصب والتكفير المدمر؟ اين الفاتيكان من ذلك، التعاطف والمساعدات المادية والصلوات وغيرها كلها اشياء نعترف بها ولكن ارتباطكم ككاثوليك بالفاتيكان يضعه في صلب المسؤولية عن شعبكم، فالحرص والتعبير عنه اعلاميا لم يؤثر ، فها هو الرئيس الروسي ورئيس وزراء هنغاريا يصرحون مرارا بأنه يجب حماية المسيحية المشرقية، كلام طيب وفعل لا يكاد يُذكَر، ماهي آليات حماية المسيحية المشرقية؟ الجواب لا يوجد ، هل ان اتهام المسيحيين بارتباطهم بالغرب هو كما هو ام ان حوار الأديان قد خفف من حدته؟التدخل المتستر والتدخل الناعم في السياسة هو ديدن دولة الفاتيكان، فليس من الضروري ان تتبعوه في ذلك ايضا! والى حد الآن ليس من ضرر في تعاطيكم في ما تسمونه الشأن العام، لكن الذهاب ابعد من ذلك هو مانخشاه، اديتم وفق قدرتكم واجبكم في مساعدة المشردين قسرا، اما انكم وبتحركاتكم المُرهفة بالزيارات والدعوات والتصريحات ،  كان لذلك تأثير ملموس وتقليل اضرار جسيمة لحقت بشعبكم وكنائسكم، هذا نتركه للمتضررين ليقولوا رأيهم بما تقولون ،الحكومة الفاسدة العاطلة عن حماية شعبها والمتعنصرة العميلة لم ولن يُرتجى منها خيرا، اكتب هذا واتمنى ان أُفهم ، لدينا ثقة بكم وبكراسيكم البطريركية الشرقية العراقية اكثر من اي من سياسيي العراق حاليا فأطمئنوا، مانرجوه منكم نابع من ثقتنا بمسيحيتنا و ما نقتدي به من سلام ومحبة في تعاليمها ، الفاتيكان ودوره السياسي معروف، وهو في القرن العشرين قد تدخل في السياسة واخطأ وفشل وأُدين ايضا، فاذا تمكن من تبرير مساهمته المحورية في تفكيك الأتحاد السوفييتي فكيف يبرر تدخله الكارثي في يوغوسلافيا؟ اذاً البطريركية الكلدانية نظيفة سياسيا ونشكر يسوع المسيح . اما بخصوص نيافة المطران ربان القس جزيل الأحترام فبالأضافة الى اخرين، سبق له أن اقترح اسما يحمل وجها قوميا ودلالة الينا روحيا هي ( سورايا ) فما احوجنا لتسمية واحدة تجمعنا كهذه مثلا، وتتغير اسماء اخرى ، كأن تكون كنيسة المشرق السورايا او كنيسة الكاثوليك السورايا، هذا لو فرضنا انه أُتُفِقَ على تسمية كهذه.. ربما اذهب ابعد واحلم بعملية سياسية ليس للأحزاب الدينية تأثير ومشاركة تلك الأ حزاب ستظل مشكوك بأمرها تبعا لتجربة الفترة المنصرمة المريرة ، لم نصل الى مرحلة نضج وتحديث يؤهل احزابا تحت مسميات دينية كما في الغرب، فالغرب احرق واحترق في مراحل حتى حقق ذلك ونحن مازلنا في مرحلة فهم لكل ذلك عمليا وفي صراع تجاوزه الغرب منذ فترة طويلة والأحزاب الدينية في الغرب مفتوحة لمشاركة الجميع ولم تلدها الكنائس بل انبثقت وتطورت عن لجان اجتماعية وهيئات تعليم واسرة مدعومة ربما من الكنيسة ولكن الفاتيكان مثلا لم يشكل حزبا سياسيا .
 شخصيا وبتواضع اطرح الرأي، لانريد اعادة تجارب مارونية وقبطية في التدخل السياسي، فالأحزاب المسيحية في لبنان لم تتجمع يوما في تجمع مسيحي كما كانت الزعامة الدينية السياسية المارونية تريد، وظل دورها الوطني كبطريركية مارونية مشهود له باخراج الجيش السوري ووقف الحرب الأهلية التي كانت الأحزاب المسيحية وميليشياتها طرفا فيها في حرب دمرت الكل والبلد ايما تدمير وقام على تلك الأنقاض، نظام طائفي فاشل ثار عليه الشعب اللبناني مؤخرا، فلحسن الحظ، ان كنائسنا في العراق لاتطمح بهكذا دور، اما الزعامة الدينية الأرثوذكسية القبطية ، فقد حظيت بالراحل البابا شنودة، وهو موهبة روحية رفيعة، غير ان طموح كنيسته بتمثيل الأقباط والأصرار على ذلك ومنع الشباب في الأنخراط في الأحزاب العامة، بالأضافة الى اسباب اخرى تخص بناء وممتلكات الكنيسة فكان بالنتيجة ليس بصالح الأقباط، فتدخل البابا الراحل في السياسة كممثل وحيد للأقباط، جعل السادات بديهيا وتبعا لذلك ان يطلب منه الأنضمام الى وفده التطبيعي الى اسرائيل وهو مارفضه البابا وانعكس بمرارة عليه وعلى شعبه.. اصل الى نتيجة هي ، تدخل الكنيسة في الشأن العام بدافع الخير والسلام يجعل البطاركة قبل غيرهم رسل سلام ونوايا حسنة، وما احوجنا الى رسول نوايا حسنة او سفير سلام، ليس لنا سفير سلام لاعن اليونسكو ولا الأمم المتحدة ولاهيئة سفراء السلام في اوسلو ونحن شعب اضطهد وتعرض لأبادات وتهجير قسري وغيره الكثير، لنا من العلمانيين مواهب قادرة على التعبير عن شعبهم، فليرشحوا انفسهم رسميا للعب هكذا دور.. نحن بحاجة لكم بهذه الصفة فرسل السياسة الحسنة هي ادوار يلعبها القادرون الوطنيون فقط، واخيرا، تدخل رجال الدين المباشر في السياسة ، قد يعرض الرعية الى الخطر.