هل بدأت ايران باستخدام احتياطها العزيز داخل العراق ؟
والسؤال المباشر هو : هل التيار الصدري هو الاحتياطي العزيز لايران داخل العراق ؟
يجب الاعتراف بأن نظام الملالي في ايران كان يدير اتباعه في دول الجوار بذكاء منقطع النظير وبمهنية عالية ... وقد مكّنه ذلك من فرض نفوذه داخل تلك الدول بعد ان استطاع ايجاد قاعدة شعبية للاحزاب الموالية له اساسها " الولاء الطائفي " . !!!
لا يعني ذلك ان ذكاء النظام الايراني " الخبيث " مكتوب له النجاح دائما...لأن المغالاة في الاطماع الخبيثة قد تأتي بنتائج عكسية ...فينطبق عليه المثل " طمعه قتله " .
الذي يعنينا هنا ليس نجاح النظام الايراني أو فشله ... الذي يعنينا هو حجم الخراب الذي تحدثه ايران داخل هذه الدول ، ومنها العراق ، سواء نجح نظام الملالي في مسعاه ام فشل ....
من الواضح ان النظام الايراني ، وبذكاء خبيث ، لم يضع كل بيضه في العراق في " سلّة واحدة "... فتأسست احزاب شيعية وتيارات مختلفة ، تلتها انقسامات او تفريخ لجماعات واحزاب اخرى !!!!
لا يهم ان اختلفت وتقاتلت هذه الاحزاب والتيارات فيما بينها ، فالمرجعية الايرانية تستطيع حل مشاكلها.... ذلك ، في نظر النظام الايراني ، أفضل من ان تكون هذه الاحزاب متحدّة ... فالنظام الايراني لا يستطيع المجازفة بانقلاب هذه الاحزاب ضدها في حالة كونها متحدة ...
كما ان " الشعارات " التي ترفعها هذه الاحزاب والتيارات تأتي متباينة !!!... وهذا التباين في الشعارات يسهل تجنيد عدد اكبر من فقراء الشيعة لخدمة مصالح احزابها التي تصب في مصلحة ايران في نهاية المطاف ....
والفائدة الاخرى التي جنتها ايران من " الاختلافات " بين التيارات والاحزاب الشيعية والتباين في شعاراتها هي انها اصبحت بمثابة " اوراق " بيد النظام الايراني يلعب بها حسب المرحلة والمواقف السياسية المستجدّة ...
حاول التيار الصدري تسويق " الشعار الوطني العراقي " واتخاذه سببا لمهاجمة الوجود الامريكي " المحتل " الذي جاء بالشيعة الى الحكم !!! ...وهذا ما كانت تريده ايران ...
ثم ، وبعد انسحاب القوات الامريكية عام 2011 من العراق بمدة ، اصرّالتيار الصدري على تسويق شعاره " العراقي " بتوجيه انتقادات لايران ومعارضة وجودها في العراق !!! لكن " الكلام لا يقتل احدا " كما يقولون .....لان السيد مقتدى كان يفاجيء الجميع بزياراته المفاجئة لايران واعتكافه هناك في اوقات سياسية حرجة مما يجعل تفسيرها عصي على اعظم المحللين السياسيين !!!! كما ان مواقفه السياسية المتأرجحة أثبتت عدم امكانية الاعتماد عليها في نضال الشعب العراقي ضد الوجود والتدخل الايراني في العراق....
اني اعتقد بأن ثقة بعض الشخصيات الوطنية ( ومنها السيد رائد جاهد فهمي ) بالتيار الصدري كان " وهما " يُضاف الى اوهام في تاريخ الحركة الوطنية في العراق ....
يواجه النظام الايراني الان مواقفا تهدد وجوده ...الغليان الشعبي في ايران ذاتها ، في العراق ، وفي جميع البلدان العربية الاخرى.، الحصار الاقتصادي الخانق ، تلقّيه ضربة لا تعوض بقتل قاسم سليماني وتابعه ابو مهدي المهندس على ايدي الامريكان .........وفجأة قرر التيار الصدري نجدة ايران كما يبدو .... فطرح شعار " المظاهرة المليونية لاخراج القوات الامريكية " !!! ... يبدو ان السيد مقتدى هو رجل المهمات الصعبة لايران !... لماذا لا تكون " مظاهراته " موجهة لدعم المتظاهرين العراقيين للتخلص من الحكومة الفاسدة التابعة لايران ؟؟؟
شعار طرد القوات الامريكية من العراق هو مطلب ايراني ملح الان ... كما انه " جهاد " الاحزاب الشيعية كي تنفرد للاجهاز على المتظاهرين العراقيين حاليا بعد ترميم صوري للحكومة الشيعية ...
انه وقت الحسم ... فمع من يقف التيار الصدري ؟.
اين الشعار الوطني العراقي الذي يتغنى به التيار الصدري ؟
متي اسو