المحرر موضوع: لنشيّع تحالف سائرون الى مثواه الأخير  (زيارة 1022 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زكي رضا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 485
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لنشيّع تحالف سائرون الى مثواه الأخير


لقد تفاوتت المواقف من قيام تحالف سائرون أثناء التحضير لتشكيله أو حتى بعد تشكيله، بين من  إعتبر التحالف ضرورة وطنية يُعقد عليه آمال تجاوز ما يمر به وطننا من ظروف صعبة ودقيقة، وبين من إعتبره تحالف محكوم بالفشل للتناقض الكبير بين من يمثّلون عموده الفقري. وبغضّ النظر عن موقف الفريق الثاني ووجهة نظره، دعونا نشير الى خطأ وجهة نظرهم منها ولنتمسّك بوجهة نظر الفريق الأوّل. لكن التسليم بهذا الواقع يدفعنا الى دراسة مواقف هذا التحالف من أمرين كانا حجرا أساس في برنامجه ذو البعد الوطني، وهما
"إصلاح المنظومة الانتخابية لضمان إجراء انتخابات دورية منتظمة نزيهة وحرة، وتشريع قانون انتخابي عادل يتيح المشاركة الواسعة ودون أي تمييز بين المواطنين"، "ومكافحة الفساد". وقد طعن حزب الإستقامة وهو وريث تيار الأحرار الصدري المتحالفين معه بعد أن صوّت لصالح قانون سانت ليغو المعدّل 1.9 ، وبذلك فشل هذا التحالف في أوّل إمتحان يمرّ به. أما محاربة الفساد ففشل هو الآخر كتحصيل حاصل لعدم إمكانية وصول قوى سياسية يهمّها التغيير ومحاربة الفساد نتيجة الفشل الذي سيواجهها في أية إنتخابات تحت ظل هذا القانون.

جاء في مقدمّة برنامج سائرون أنّ هذا التحالف " انبثق من قلب المجتمع ومن حركة الاحتجاج الشعبي"، وهذا ليس بعيد عن الحقيقة لحدود. الا أنّ السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ونحن نعيش أكبر عملية إحتجاج شعبي جماهيري طيلة تأريخ العراق الحديث هو: أن لماذا إتّخذ هذا التحالف موقفا معاديا لهذه الحركة الإحتجاجية وطعنها بالعلن!! أمّا السؤال الاهّم فهو موقف القوى المنضوية في هذا التحالف (غير الصدريين) من هذا الموقف المعادي للحراك الجماهيري..؟

إنّ التعويل على تنظيم طائفي مذهبي  كما التيّار الصدري وغيره من التنظيمات الإسلامية السنّية والشيعية، في إتّخاذ مواقف سياسيّة وطنية  بعيدة عن الحاضنة الطائفية والمرتبطة بحواضن إقليمية ليس سوى سذاجة سياسية. وهذا ما يجب متابعته بعناية من قبل المهتمين بالهمّ الوطني، ومنهم وعلى الخصوص المنضوين في هذا التحالف من غير الصدريين. وقد أثبت رعاة هذا التحالف عدم إمكانية إبتعادهم عن بيتهم الطائفي من خلال إجتماع قم الأخير، بعد أن جلسوا الى " أعدائهم" والتخطيط لقتل الإنتفاضة أي إنهاء الحراك الجماهيري الذي إنبثق تحالف سائرون من رحمه.

لقد ترجم المجتمعون في قُم مذهبيتهم وطائفيتهم وتمسّكهم بالسلطة على رغم فشلهم ورفضهم جماهيريا، ومن خلال تفانيهم من أجل مصالح دولة إقليمية على حساب مصالح " وطنهم" بمسيرة كبيرة وفّروا لها كل وسائل الراحة وأطلقوا عليها صفة تظاهرة، مسيرة تذّكرنا بمسيرات البعث والعديد من النظم الديكتاتورية والشمولية ومنها نظام آيات الله في طهران. وبمسيرتهم هذه عملوا على شق المجتمع العراقي والشيعي تحديدا سياسيا، وهنا تكمن الخطورة مستقبلا والتي قد تؤدي الى مصادمات بين الطرفين.  وما أن أنتهت مسيرتهم المنّظمة بعناية حتّى ترك العديد ممن كانوا يتواجدون في ساحات الإعتصام تلك الساحات بأوامر من قادتهم، بهدف إنهاء الحراك الجماهيري الذي كان كادحي وفقراء شعبنا من المنسحبين جزء أساسي منه. لكن المدهش هو محاولة كتلة سائرون ومن دون بقية القوى الميليشياوية التي إتّفقت معها في قم على ضرب الحراك الجماهيري هو أن تحالف سائرون طالب السلطة بحماية المسيرة التي دعا اليها زعيم التيار الصدري!! 

على القوى المدنية العلمانية المنضوية لليوم في هذا التحالف مراجعة مواقفها بشكل جدي، وإعلان موقفها النهائي للخروج من هذا التحالف بشكل علني وأمام الجماهير كونها دخلت هذا التحالف بشكل علني أيضا. فهذا التحالف اليوم يتحدث بلغة بعيدة جدا عمّا جاء من أجله، علاوة على لغته غير العربية. ولتعرف هذه القوى ومنها من لازال يؤمن بهذا التحالف من أنّ إكرام الميْت دفنه.

زكي رضا
الدنمارك
26/1/2020





غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ زكي رضا المحترم
بعد التحية

اطلعت على مقالكم القيم اعلاه وارجو العلم انه بتاريخ 22 - 3 - 2018 حال الاعلان عن تشكيل تحالف سائرون كتبت مقالا تحت عنوان (هل سيصمد التحالف الانتخابي للشيوعي العراقي مع الصدريين ؟) وتوقعنا ان هذا التحالف الهش الغير المتجانس فكريا لن يصمد طويلا للاسباب الواردة في تحليلنا على الرابط ادناه وتوقعنا كان في محله مع تقديري

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=869967.0

                                                 اخوكم
                                               انطوان الصنا

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
عندما كنت اعيد تكرارا ومرارا بأن اية حركة لن تنجح ما لم تعتمد على مسؤولية الفرد وبأن يشعر كل فرد بأن قراره ومسؤوليته ضروريان لتشكيل شكل الحياة وبأن اية مؤسسات او شخصيات يجب أن لا تملك دور قيادي وإنما مساعد فقط للتشجيع والتحفيز  وبأن شكل الحياة تشكله مجموع القرارت الفردية، كان هناك من يقول بأن اتوقف عن الاعادة والتكرار. ولكن النتيجة توضح بدقة كم كنت انا أمتلك جانب الحقيقة، فكل الاحتجاجات السابقة في العراق فشلت فشلا ذريعا، ونجحت فقط الأخيرة، لأنها لا تملك سوى الاعتماد على مسؤولية الفرد.


وليس فقط أن يتم تشييع التحالف المضحك لسائرون إلى مثواه الاخير وإنما أيضا كل ادبيات الحزب الشيوعي التي كانت مدرسة لتخريب الثقافة ولتخريب الأفكار.


فليس هناك أدنى علاقة بين الاحتجاجات الحالية وادبيات الحزب الشيوعي. لماذا؟

لان لو كان الحزب الشيوعي قد نجح في ركوب هذه الاحتجاجات الأخيرة فإنه كان سيقوم بحملة تعفين الادمغة، كان سيحول كل المحتجين الي مرضى نفسانين ليسموا أنفسهم بالمناضلين بدلا من المحتجين من أجل حقوق واضحة. ولكان الحزب الشيوعي قد علم المحتجين بأن يصبحوا كلهم مثل الداعشيين، حيث لا فرق عندي بين داعشي يقوم بتقسيم العراقيين بين مسلمين خيرين وكفار لا يستحقون الحياة، وبين الحزب الشيوعي  الذي كان سيعلم المحتجين بأن يقسموا العراقيين بين وطنين وخونة. وهي ثقافة منحطة استعملها كثيرا في الماضي.

المثير للسخرية ان هذا التقسيم والذي يتم اعتباره نضال ليس فيه اي انتصار، فلو ادعى طرف بأنه حقق انتصار نضالي عراقي، فسبب ذلك سيكون لان الطرف الخاسر هو أيضا عراقي. ولكن هذه الأفكار المثيرة للسخرية لن يفهمها المناضلجين.

انا شخصيا في كل الاحتجاجات التي شاهدتها في العالم لم أجد فيها شخص يسمى نفسه مناضل ووطني، وإنما أجد مطالبات من أجل حقوق محددة يستطيعون شرحها بدقة متناهية بما فيها أيضا مواضيع سياسية، في الغرب هناك مثلا لحد الان نشاطات لحركة المرأة، هل شاهد او سمع احد شخص يسمى نفسه مناضل ووطني؟ ام انهم يملكون برنامج واضح ومطالب واضحة يستطيع اي شخص ان يفهمها بدقة متناهية.


في التاريخ أخطأت عدة فئات بحق البشرية، في أوربا مثلا أخطأت الكنيسة، وهناك ايدولوجيات كانت مدمرة مثل النازية وتم معاقبتها، وفئات مثل المثقفين، وهنا في منطقتنا مثلا ادبيات الحزب الشيوعي الخ ولكن ما هو الفرق بين كل هؤلاء الذين أخطأوا بحق البشرية؟

جوابي: هناك اما جهات اعترفت بالخطاء مثل الكنيسة، أو جهات تم معاقبتها مثل افكار النازية....

اما فئات المثقفين فهؤلاء هم فوق الكل وفوق الرب وفوق الخالق، هؤلاء لا يعترفون بأية أخطاء ولا يتم معاقبتهم أيضا. وهذا يشمل ادباء الحزب الشيوعي.  ولكن لسوء حظ هؤلاء ان الحياة لا تسمح لهم وستعاقبهم، ونحن نرى ذلك في ساحة التحرير، فهى خالية من سلطة المثقفين وغيرهم، وهناك اعتماد فقط على مسؤولية الفرد، الفرد الذي تحرك بعد أن حرر نفسه في المقام الأول من سلطة المثقفين والأدباء. ونحن الان نرى كيف أجبرت طاقة وقوة الفرد في ساحة التحرير بأن تقوم هذه التي كانت تعتبر نفسها مدرسة للعراقيين بتشيع أفكارها لتدفنها بنفسها كما في عنوان هذه المقالة.

شخصيا أرى بضرورة تشيع كل هذه الأدبيات والثقافة القديمة إلى مثواها الاخير ودفنها بحيث ان لا تخرج رائحتها المتعفنة منها.

كما أجد ضرورة انشاء متحف في العراق على غرار المتاحف حول النازية وانهيار الشيوعية في أوربا الشرقية، وهذا المتحف يتم وضع فيه الادبيات القديمة واعمال المثقفين التي كانت تقسم العراقيين بين مناضلين ووطنين وخونة، وهذا حتى تتطلع الاجيال الجديدة وحتى في المستقبل البعيد عن مدى التفاهات في الماضي ونتائجها المدمرة وذلك حتى لا يتم إعادتها.