..مداخلة الكاتب والناقد المتميز
الاستاذ انور دنحا بولص المحترم
. نص مبهر و كأنه مسافة الروح تحفل بالهدوء و بالمعركة في آن ، دراما تتصارع فيها الأفكار و الأحاسيس ولا تزال تسكب في سمع الزمان من صداها الثائر ، و الشاعر يتأمل خيبات الأمل بعد أن صارت بلاده حكماً عصياً رغم سقوط الدكتاتور ، انها رسائل عميقة طغت عليها شعرية عالية تلامس الروح ، فقد تحكم " أفسر " بشعره ليجعله ناطقاً بلسان كل إنسان يعاني وجعاً في مجتمعه و بلاده تحكمها سلاطين القسوة و الجهل ، فيها العمائم تنبت كالفطر مثل النجوم على كتف الجنرالات ، يتناوب عليها الحكام دون أن يتغير حالها ، بينما أهلها لا يملكون سوى مرارة الرثاء ، و نحن موكلون بأن نعيد مآساة " البسوس " مع كل ناقة تغادر القطيع !!
اليوم في المشاعر لا يقابله اليوم في الزمن ، فبعض التواريخ شعورها يبقى عمر و تمضي الحياة مخلدة ذكريات ، منها الجميل و منها الموجع وهما كائنان لا ينحازان للزمان معاً ، لذلك جمال الحياة يكمن في تمازج أضدادها ، فيا لبهجة الزمان ! .. التاسع من نيسان كان يوماً فاصلاً بشعور غريب لم أشعر به قط و لم أستطع وصفه أبداً ، مزيج من الحماس و الرعب و السعادة و الخوف .. و التحدي أيضاً ، فكان حزني أشبه بفرح مفقود ! .. أما اليوم هناك أجواء تداعب المشاعر بلطف لتمحي تلك الأجزاء من الطبيعة ، فكم هو جميل أن تعود الى نفسك بعد زمن لتكتشف مناسبة دفعت ثمن حبك لها ، فلتستقبلوا اليوم التشريقي الجديد لتصبحوا سعداء و انتم تعلمون كيف تكونوا وجوه نورانية تعشق بعضها البعض لتخسف الوجوه الظلامية أمام وجوهكم ، احبو الصباح و عظمو الذكرى ... دمتم بعيد 🌹