المحرر موضوع: قصة قصيرة‬:وكانا يسرقان الحمير  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي


وكانا يسرقان الحمير

يوخنا اوديشو دبرزانا

 كانا يتناولان الغذاء حينما دخل يعقوب ضاحكاً , ماذا يا خال أتعرفهما ؟ما هذا السؤال السخيف يا ( خورزا) أي يا ابن الأخت , كيف لا ؟ إنهما من قرية سرسبيدو قرية زوجة الخال أي زوجته هو . قهقه  يعقوب نعم يا خال  أعرف لكن هل  أنت مطمئن أن جحشك  ما يزال على مربطه ؟ اضحى المضغ بطيئاً واللقمة كادت تتعثر في الحلق . نكش خوشابا الملقب جونا زميله قائلاً ماذا الآن ( يا دوشتي  ) أي  يا صديقي فجونا لا يستطيع لفظ السين فالكلمة في اساسها كردية وكذلك كلمة (الخوارز) لكن الأشويين المنحدرين من هكاري وطور عبدين  أدخلوا بعض الكلمات الكردية في لهجاتهم المحكية كما أدخل أشوريو سهل نينوى وماردين كلمات عربية فاللغة العربية جذورها سريانية صرفة . إنها مسالة تداخل الثقافات بحكم الجيرة والشراكة الوطنية. لقد التجأ العاشق الأشوري للغناء بالكردية وبالعربية وباللغات الاخرى عندما أحتكرت الكنيسة لغته السريانية  وبعض الحانه فأخذ الفنان الاشوري من جيرانه الكلمة واعطاهم اللحن . كان رد خوشابا على نكشة جونا بنكشة قائلاً كل ولا تبالي وكأنك لم تسمع . أراد يعقوب إثارة أنتباه خاله قائلاً الم تسمع بالمسروق من الحمير في((ليوناية وهلمون )) قاصداً قريتي تل كيفجي وتل جمعة ؟ نعم سمعت ومن يكون غير هؤلاء العرب من عشيرة  الشرابيين ؟ رد يعقوب ضاحكاً  ولكن لدينا شرابية اشوريون أيضاً  أليس كذلك يا شباب ؟ موجهاً كلامه الى الضيفين . كان لجونا ضحكة مميزة اما خوشابا رد بلى ....بلى منذ ايام سُرِقت دكان خالي في ضيعتنا وكل القرائن تشير أن السارق أشوري . فالمتجر فتح  بالنسخة الثانية  لمفتاح خالي الذي فقده قبل الحادثة بيومين ولقيه مرمياً أمام باب الداربعد السرقة. روى القصة  محاولاً إبعاد أي شبهة عنهما مسهباً في تفاصيل وحيثيات السرقة مبدياً تعاطفه مع السارق بقوله لقد اكتفى السارق بعلبة حلاوة وبعض الشاي والسكر والتمر و مبلغ لم يتجاوز الاربعة ليرات     ليتسنى له شراء بعض الحاجيات الاخرى وأجزم لولا الحاجة والجوع لما اقدم على هذه الفعلة والدليل أكتفائه بالقليل فلقد كانت الغلة تتجاوز الخمسين ليرة حسبما افاد خالي . للعلم السارق لم يكن غيره .  تمنى في قرارة نفسه أن يكون أحد الحمير الثلاثة التي ربطاها في الجزيرة لهذا الثرثار وحبذا لو يعرف أين يربط بقرته ليسرقها علماً أن سرقة الغنم والماعز والبقر ليس من أختصاصهما . ذلك عن قناعة أن ذلك حرام كون  مشتقات حليبها  مصدر قوت لأصحابها وبالأخص للأطفال إلا أن  يعقوب هذا يستأهل الحرمان من الحليب واللبن. طبعاً لم يستجب الخال لتحذيرات ابن أخته وحينما هما بالخروج مودعين شاكرين قال خوشابا ليعقوب مستفزاً أتدري أن أسعار الحمير في  سوق الحسكة مرتفعة هذه الأيام ؟ وظل يعقوب يراقبهما , لكنهما خدعاه . الحذر سيرهما على طريق هالمون حيث يقودهما الى قريتهما. من تل جمعة عبرا النهر بالسفينة  الى الجهة الأخرى وعادا الى الجزيرة حيث الحمير لاعنين يعقوب وساعة حضوره  الذي لم يقتصر على تعكير مزاجهما على الغذاء  فحسب بل أطال مشوارهما وسيتاخران في الوصول الى الحسكة علماً لليل مخاطره , لذا قررا  سوق الحمير الى جزيرة قريبة من سرسبيدو  وفي الصباح سيبيعانها في راس اللعين فهي الاقرب ولو اسعارها اقل. لقد أفسد الملعون خطتهما  أما الخال فقد ضرب كفاً بكف مصدقاً وغير مصدق تحذير  ابن أخته لقد ذهب ليجلب الحمار فعاد بالرسن والسلسلة من دونه . الحمار ذهب برحلة ولن يعود . اما وجود الرسن والسلسلة معقودة على جذع شجرة التوت ينفي اي فعلة سرقة وتبريره أن شبقية الحمار دفعته لملاحقة اتان لزبائن طاحونة القرية  ممن عبروا  بمحاذاة مربطه فتمكن من التحرر من رسنه لذا أضحي غنيمة لصاحب الاتان فكان تعليق أحد شباب القرية أن حمار العم بطرس ذهب في رحلة شهر عسل  .                                                                       الآن دعوني أحدثكم قليلاً عن جونا هذا. لست أدري لماذا كانوا ينعتونه بالمجنون فما حيلته إن ولد مشوه الهيكل بعض الشيء وبعض الصعوبة في النطق السليم لبعض الاحرف  ربما ذاك الأعوجاج في الظهر والنتوء البارز للكتف الايسر سببه خلع ولادي . ربما كانوا ينعتونه بالمجنون  لأسلوب حياته المميز . لم يكن قد قرء لهنري موجيه ولا لفيكتور هوغو ولا يعرف شيئا عن الحي اللاتيني ولا عن سوهو لكنه عاش بوهيميته . لم يعتمد أو يتكل حتى على شقيقه يوسف ذلك الشهم الكريم والمقتدر سئم  يوسف من توبيخه فتركه وشأنه . حتى خبزه كان يعده بنفسه ليس على التنور وانما على صفيحة تنكية على ببور الكاز ((الكيروسين ))  رافضاً قبول أي رغيف ساخن من قفة أي أمرأة عائدة لتوها من التنور.  بعضهم أعتبره نصف قديس وبعض آخر وصفه بنصف إبليس في الحقيقة كان مزيجاً من القداسة والشيطنة  كأي واحد منا حسب مقولته .  لكن بحق اقول ان جونا كان متحررا من جميع العواطف او قل كان بليد العواطف . لم يكن يهمه لا مبالاة الناس به اوالحزن او الخوف وحتى الشهوة والغضب ولا الغرور والشجاعة ولا حتى قبول الاستحسان . هذا ماكان يردده دوما عودوا الى ذواتكم انكم تخالفون بعض  وصايا الله العشرة  وإذا اتيحت لكم الفرص ستخالفونها كاملا وما تعملون به حسب الوصايا  ليس مراضاة لله أو مخافته وإنما خوفكم من بعضكم وكعادته هكذا حديث ترافقه  ضحكة  بوتائر مختلفة.. وما عفة بعضكم إلا خوفاً من نسائكم ويقهقه وصداها ينساب وتيار نهر الخابور وعكسه يوم كان ذاك النهر شباباً يتدفق حيوية وأبهة قبل أن يسرق . نعم سرق النهر!  اولئك كانوا يسرقون الحمير لسد الرمق اما في أيامنا هذه وفي هذا الوطن كل شيء مشروع سرقة حتى نهرنا سرقه ضباط الجيش العقائدي والتجار بمعية جرذان وفئران الوطن من سياسيين عقائديين دعاة المبادئ . نعم كان النهر يردد صدى القهقهة . المسكين  نعت بالمجنون . كان بعض من الرجال يجتمعون حوله ومناقشته ومحاولة الأستهزاء منه ولسان حاله  عبارته خمسون شخصا يسخرون من واحد وواحد يستهزء من خمسين . ويسترسل بضحكته  المتميزة  لتجوب ارجاء الضيعة  . أنا على يقين أنه لم يكن قد سمع بدانتي ولا بمضمون رسالة الغفران للمعري وأني على ثقة كان سيقرء  بلهف كتاب رحلة القس صليبا الى السماء لوتوفر لعلمكم الكتاب بالسريانية لمؤلف اشوري يحاكي كتابات دانتي والمعري ,مضمونه مجادلة  انبياء كتاب العهد القديم  ممن انيطت بهم حراسة اثنا عشرة مدخلاً للجنة ويستغرب من وجودهم في الجنة رغم الاثام التي ارتكبوها وهذا ما حدث فعلاً وسأحدثكم عن شغفه  لاحقاً  .جونا كان يجادل بعض من الشمامسة منتقداً أنبياء العهد القديم وكان وصفه لنشيد الاناشيد لسليمان بقصيدة العهر من حيث المضمون , رغم اعجابه بالصور الجميلة المثيرة للغرائزحسب توصيفه, كان قد حفظ عن ظهر القلب كل أسفار الكتاب المقدس بعهديه ولم يجادل أبداً في العهد الجديد, إلا في الدفاع عن الاسخريوطي مشفقاً عليه ويعتبره الضحية وعبارته كم كان سيء الحظ ذلك المسكين فلولاه لما اكتمل الايمان المسيحي بالتسليم والصلب والقيامة . كان الكتاب المقدس بعهديه القديم والحديث  الوحيد الذي قرأه جونا في بداية شبابه  فهو الكتاب وبعض الكتب الطقسية المتوفرة بالسريانية في القرية اما الكتب الاخرى التاريخية والتعليمية والادبية المقتنية من بعضهم با لكاد كانوا يتداولها المتعلمون من اهل القرية وبالاخص في عهدي الناصرية والبعثية تلأفيا لاي مساء لة كما جرى لاحد وجهاء الضيعة  فلم تسلم يوما دركوشة ابنتة الوليدة في يومها الثاني من التفتيش من اجهزة المكتب الثاني ايام عبد الناصر بناء على وشاية . جونا بدء يغيب عن القرية معتزلاً عن الناس وهذا ما أردت محادثتكم به . تقول كنة شقيقه  انه يخرج يوميا في الصباح الباكر حاملا زوادته متوجها الى بستانه وحقله الصغير على اطراف الضيعة . أكتشفوا أخيراً أنه يمضي نهاره ليس للعناية  بمزروعاته فحسب بل بالقراءة. لقد أستطاع أن يقنع أوديشو خضرو باعارته بعض من مقتنياته من الكتب وقاموس توما اودو ذاك المجلد الضخم اول متابعاته وربما عمل بتوجيه  من اوديشو , القد أبهره ذكاء جونا واواديشو هذا كان ضليعاً بالسريانية فحفظ جونا قصائداً  لكل من مارافرام سروجي ونرساي والصوباوي وابن العبري عمالقة الادب السرياني .  لم يُعرَف آنذاك دافعه  لشرائه كتب القراءة للمرحلة الابتائية من بعض الطلاب في نهاية احد الاعوام الدراسية لكافة صفوف المرحلة الابتدائية . جل معرفته بالعربية لم تكن متجاوزة الصف الثاني الابتدائي. في شتاء ذلك العام أضحت صومعته تلك القبة الطينية أكثر إضاءة  لوحظ شعاع الصوء متسرباً عبر شقوق النافذة الخشبية الصغيرة الى الشارع الى حين أستلاء ضوء الفجر على الزقاق . أفاد بعض الطفيليين ممن نظروا واسترقوا السمع أن جونا يمضي لياليه بالقراءة واحيانا بالغناء قصائدا بذاك الصوت القبيح  .أخيراً  بدء يغيب عن الضيعة وكثيراً ما وجد برفقة أوديشو خضرو قاصدين بعض القرى الخابورية وأحياناً المدينة .ولم تكن عودتهما وايديهما خالية من الكتب بالسريانية والعربية ومن مختلف صنوف العلوم الاجتماعية بما فيها كتب دينية اسلامية . أوديشو كان أنعزالياً الى حد ما منذ أن توفيت زوجته في العام الثاني من الزواج رغم علمه الغزير نادراً ما كان يتدخل في أي حديث فقط بعض الشباب من الضيعة كانوا يترددون على بيته وبين حين واخر يزوره بعض الغرباء . عرف متأخراً أن تنظيماً أشورياً سرياً جامعاً شاملاً مختلف الطوائف هواحد قادته. هنا دعوني أقف قليلاً جونا كان المتعاطف الوحيد علانية مع أوديشو ورفاقه المعتقلين رغم لا مبالاته بالسياسة    أحتراماً لمبائهم النبيلة أما باقي اهل  الضيعة بمختلف مستوياتهم الفكرية انقسموا بين مؤيد في سره  وبين لا مبال وقلة قليلة شامتة . الخوف والياس مرد تلك المواقف  . نعم جونا عاد الى ساحة القرية متسلحاً بمعرفة شمولية ولم تعد مناقشاته مع الشمامسة عن التوراة والقيامة بل اضحى يناقش الطلاب والنخبة المثقفة عن الكون والنشوء .شده  كثيراً كتاب الجيولوجيا للصف الثالث الثانوي علة اشاراته الاستفهامية من بعد الشروحات المستفيضة عن الاحقاب والازمنة الجيولوجية التي استفسرعنها من دارسيها وبعض الاساتذة من ابناء الضيعة . بقي سؤاله الدائم والمحير أين الله من هذا؟ قائلاًعلى العلماء أن يكتشفوا أما مجاديله من الشمامسة وممن كانوا يدعون المعرفة  أخذوا يتحاشونه وأضافوا وصمة الكافر الى الجنون  فأضحى الكافر المجنون. أما هو  يرد مقهقهاً قائلا كنت مجنوناً من يوم رفضت مقولتكم أن الارض تستقرعلى قرن ثور والزلازل تحدث حين نقلها من قرن الى الأخر حينما يتعب  . سئل مرة لماذا لا ينتقل من قبته الى الدار التي بنيها له أبن شقيقه أجابهم ,في هذه القبة أجد ذاتي وأكتشفها حينما أستلقي على ظهري في فراشي لا كتاب ولا مذياع ولا زوجة واولاد تبقى عيناي محدقتين في هذه الزاوية الحادة  قبة القبة الموجهة كراس صاروخ أطيروأجوب الفضاء الرحب وأنظر الى الأسفل بعيني نسر.أراكم جميعاً كجرذان وأرانب تتراكضون وتتزاوجون خائفين دوما حتى في أوج نشوتكم . أما لماذا لا تتزوج ياجونا ؟ فجوابه ياتي محاكياً لمقولة المعري (أبي جنى علي وما جنيت على أحد) إننا جميعاً نعيش في عذاب دائم ,انا لا ابغي جلب العذاب لآخرين من بعدي أنا أتيت ألى هذا العالم من دون إرادتي جئت في لحظة سموها ما شىتم من دون رسم او تخطيط مسبق لملامحي ولشخصيتي  لحظة  لهو ومتعة لحظة حميمية للهروب من هم يومي استجابة لشهوة فطرية جلبت لي التعاسة ولكن انت الا تشتهي يا جونا ؟ نعم فأنا كائن حي فانا إنسان والتي أشتهيها في النهار ستكون ضيفتي في أحلامي وعندما سالته إحداهن من نساء الضيعة إن أستضافها في أحلامه  أجاب ليس بعد ربما في ليلة ما . نهرته قائلة أخرس يامجنون . قهقه كعادته ورده لو لم تكوني على شاكلتي لما سألت..هو أيضاً كان متفقاً لما توصل اليه بعض من المتوقعين قرب يوم القيامة من شمامسة قرية (( هلمون)) الملقبة بتل جمعة المتعمقين في القراءات الدينية انه العهد الثامن او الالفية الثامنة بعد قصة الخلق حيث ستحل الساعة الحاقة فهنا يبدو لنا مؤمنا . ليس هذا فحسب فكثيراً ما شوهد في مكتبة دينية ملازمة لجامع في المينة يحاور بعضاُ من شيوخ  الدين . واجه نفسك وانسجم مع ذاتك و ركز على صراعاتك الداخلية ولا تخف هوذا كان جوابه لاحد سائليه من المقربين اليه من الشباب عن كيفية   تمكنه من  المعرفة .   نسيت أخباركم أن جونا أخيرا أعتزل الزراعة وأجرحقله . كان مزارعا لحقل لا يتجاوز الدونمين وكان لكل شتلة خيار او بنورة أو كرمة  حصتها من برازه وكان يبيع منتوج حقلة بسعرمنافس للاخرين  الى أن فضح أمره. فأمتنع زبائنه من الشراء منه لكنه وجد في زبائن الطاحونة . . في اواخر ايامه أصبح يحادث ارواح  الموتى والغائبين عن الضيعة ولكل سائل يخلق قصة مضجكة عن المتوفي او الغائب., مثلا جوابه عن أستفسارأحدهم عن زوجته التي تعمل في لبنان قهقه وهذه المرة صدى القهقهة جال في كل البراري وكروم العنب وحقول القطن فبعد تمثيلية اتصاله الهاتفي عن طريق صاحبه عامل المقسم ((ابو شطيك)) قاصدا ابا صطيف . أجاب سائله زوجتك يا (( دوستي)) تقول استمتع انت  بوقتك هنا وهي ستستمتع بوقتها في بيروت فلا تهدر ايامك المعدودة بدون متعة  .                                                                         في يوم تشريني أمتزجت دموع اهل القرية بالأاهازيج وصوت البنادق  والرقص على انغام المزمار وايقاع الطبل في زفة عريس السماء بعد أن ودعته الكنيسة على اللحن الافرامي بترتيلة وترجمتها  : اودعك بسلام يا عمر الزمان            أودعكم بسلام أخوتي  وخلان    في ذلك اليوم هزة أرضية كانت قد ضربت منطقة الجزيرة  قبل أن يجدوا جونا ميتاً في حقله وهذا ما كان قد تنبأ به . ونفذ شباب وصبايا الضيعة وصيته بالرقص والغناء وحاول بعضهم تقليد ضحكاته وقهقهاته لكنها لم تتجاوز محيطهم , فالخابور أيضاً قد شاخ ودب الوهن في اوصاله وتثاقل جريانه وصفصافه لم يعد مأوى أمن لطيورالدرغل فعافت هي الاخرى اعشاشها خاوية على اليابس من اغصانه اما الشريك خوشابا صاح به على القبر أن يعود فسوق الحمير في اوجه  وفي ارتفاع  فمردود عمل  الحمار يفوق اجور المدرسين ومردود  الموظفين الشرفاء في سورية ارض الثراء