يشبه ملكوت السموات خميرة، اخذتها امرأة وأخفتها في ثلاثة اكيال كبيرة من الطحين، حتى اختمر الجميع. متّى ١٣: ٣٣.
:
يتناول هذا المثل رسالة الملكوت وما ينتج عنها. فكمية الطحين التي اختمرت (جميعها) تمثِّل كل الامم، وعملية التخمير تشير الى انتشار رسالة الملكوت من خلال عمل الكرازة. لكنَّ مفعول الخميرة لا يُرى في البداية. فالنتائج لا تظهر واضحة إلا بعد فترة من الوقت. لقد اراد يسوع بهذا المثل ان يُظهر قدرة رسالة الملكوت على بلوغ [ اقصى الارض ] وإحداث تغييرات في قلوب الناس. قارنوا:-(اعمال ١: ٨) غير ان هذه التغييرات قد لا تكون ملحوظة في البداية. ولكن ثمة تغيير يحصل، وهو ليس عدديا فحسب، بل ايضا تغيير في شخصيات الذين يقبلون هذه الرسالة. اقرأوا:-(روما ١٢: ٢؛ افسس ٤: ٢٢، ٢٣). في اغلب الاحيان، ترمز الخميرة الى الخطية. كما استخدمها بولس. قارنوا:-(١ كورنثوس ٥:٦-٨). فهل يستخدم الرب يسوع في مثله الخميرة كرمز الى نمو سلبي؟. للأجابة، (اولا)؛ رغم ان الرب يهوه لم يسمح باستعمال الخميرة في الفصح اليهودي، الا انه قبِل تقدمات تحتوي على الخميرة في مناسبات أخرى. وكانت تجلب البركات لمن قدم قرابين بالشكر والتي جلبت الفرح للمشاركين.(لاويين ٧:١١-١٥). (ثانيا)؛مع أنّ امرا ما له مدلول سلبي في الاسفار المقدسة، وفي نفس الوقت هو ايجابي في مكان آخر!. مثلا، يُشَبَّه الشيطان باسد زائر متوحش وخطير كما في:-(١ بطرس ٥:٨). بالمقابل، يُشَبَّه الرب يسوع بأسد. كما يرِد في (الرؤيا ٥:٥ «ٱلْأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا»). وفي هذه الحالة، يُستخدَم الاسد، كرمز الى العدل المقرون بالشجاعة. (ثالثا)؛ يسوع في مثله، لم يقُل ان الخميرة افسدت الطحين وجعلته غير صالح للاستعمال. بل كان يشير الى عملية صنع الخبز المعروفة والمعتادة. كما أن يسوع قال ان المرأة اخفت الخميرة في الطحين برغبتها كاملة. وعملية التخمير كانت مخفية عن عينيها. فيا له من طريقة بسيطة للأيضاح ان النمو الروحي، يحدث دون أن يُلاحَظ!. ولكن في النهاية تصير نتائجه ظاهرة للعيان. وثمة وجه آخر يشدد عليه المعلم يسوع: ان النمو الروحي شامل للعالم كله. فالخميرة تُخَمِّر ( ثلاثة اكيال كبيرة من الطحين) اي الكمية كلها. اقرأوا:-(لوقا ١٣:٢١). على نحو مماثل، فان البشارة بقدوم حكومة يهوه الله في ايامنا وصلت الى اقصى الارض. يذكر يسوع بوضوح:-( وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ. متّى ٢٤:١٤؛ قارنوا ايضا، اعمال ١:٨). فيا له من امتياز ان تكون احد حاملي الشهادة الى كل الامم، ويا له من امتياز عظيم ان تساهم في هذا التوسع المذهل للاعلان عن ملكوت يهوه الله برئاسة الرب يسوع الملك!.
الرب يهوه يفيض روحه القدس على كل من يرغب في خدمته في عمل البشارة بمملكته القادمة باسم الملك يسوع الظافر آمين.
