منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتدحرج بين هذا الطرف وذاك ، انقلب من هذا الجانب والأخر . انتقل للجهة الاخرى ومن ثم أعود . حائر ، تائه ، ضائع ، غير ثابت وغير مستقر ، كما الذي اضاع الدرب وهو في ازقة لمدينة كبيرة وهو غريب ولا يعي شيء عن أزقتها او جغرافيتها ، يبحث عن مخرج له ليقوده الى رأس الخيط المتوجه نحو داره دون جدوى ، في كل لفة وكل فره يجد نفسه في نفس النقطة او الزقاق الذي كان فيه قبل لحظات
عندما ابتعد اجد نفسي وحيداً في ازقة المدينة الكبيرة شبه تائه وفاقد الرأس وغير قادر على المناورة او اتخاذ القرار الصائب . وعندما اعود وبعجالة لأنضم الى الجماعه سرعان ما ينتابني شعور الخيبة والخذلان والندم مترحماً وباحثاً على الفترة التي أكون فيها ضائعاً في ازقة المدينة .
لا خارج السرب قادر على المواجه وحيداً ولا داخله يرحمني من الصداع النصفي . ماذا عساي ان افعل !
الكل خذلني او رفض مصاحبتي
هذه اعراض الإدمان على الإنترنت والمصيبة ان من يقدمون لك المساعدة هم أيضا مدمنين على الإنترنت والأعراض أيضا واضحة عليهم.
انت المفترض أن تتعامل مع الانترنت بكونه فضاء افتراضي حيث يحوي فقط نقاشات في حالة هذا المنبر، وفي هكذا فضاء ليس هناك أصدقاء ولا أعداء. انا شخصيا لا أملك ولا حتى فيسبوك او غيرها، لست اؤمن بحياة اجتماعية في الانترنت.
المدمنين على الإنترنت كثيرين هنا، منهم:
- منهم من يرى ساحة المنبر الحر وكأنها ساحة نضال.
-منهم من يرى النقاشات في الانترنت بأنها صراع وحروب وانشقاقات الخ. وهذه اكثر مضحكة لأنها بالرغم من انها تعتبر نقاشات بأنها حروب وصرعات مهلكة، فانها في نفس الوقت تحوي تعميم بضعة خمسة نقاشات على أكثر من ثلاثة مليون شخص.
وما يتم كتابته من قبل هكذا كتاب هو شئ لن يفهمه احد، فهناك كتابات مثل:
من الصحيح ان أبناء شعبنا مرتبطين بالكنائس ومن الصحيح ان هناك أغلبية لا يعرفون لغة الام، ولكن من ماسي أبناء شعبنا المسيحي هو التعصب للغة الام، من ثم يعلن قومي ضرورة لعن اللغة الام وذلك من أجل نشر وعي قومي حقيقي. وحدة الكنائس هي عملية مستحيلة وموضوع معقد فلا تقم بتحميله اكثر من ما يحتمل، فحتى البطرك كان قد تخلى عن مجلس كنائسي، ولهذا فإن افضل حل هو أن يكون هناك مرجعية دينية . أما القومية والتي تعني المطالبة بارض الأجداد والاهتمام بخصوصية الأجداد ونشر وعي بضرورة المحافظة على اللغة الام وإنشاء مدارس عنها والتشجيع على الذهاب لها، فهي كلها قضايا عفا عليها الزمن، والدليل ان المجتمع الغربي المتحضر الحر لا يتحدث عن هكذا قضايا, وهذا لان الغرب مجتمع حر، فهو يعيش كل هذه الحقوق، فنحن علينا أن نقلد الغرب المتحضر ونتخيل بأننا نملكها. ولكي ندافع عن حقوق المسيحين فأفضل شئ هو أن نقف يدا بيد ضد اي شخص قومي يطالب بارض الأجداد وبخصوصية الأجداد والمحافظة على لغة الأجداد وتراث الأجداد، إذ فقط هكذا سنستطيع ان نشجع الشخص المسيحي ان يطالب بحقوقه.....الخ....الخ....
الشئ المشترك بين أصحاب هكذا كتابات انهم كلهم عاطلين عن العمل وموجودين على مدار الساعة على الإنترنت.
ما أجمل أن اكل الشيبس واتفرج على هكذا كتابات