المحرر موضوع: آيـــــــــــــــــــة اليوم . . . من سمع منّا ولمن كُشِفت ذراع يهوه.. يوحنا ١٢: ٣٧، ٣٨.  (زيارة 310 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
مع ان يسوع كان قد صنع امامهم آيات كثيرة جدا، لم يؤمنوا به، فتمَّت كلمة اشعيا النبي. يوحنا ١٢: ٣٧، ٣٨.
:

نعم، لم يؤمن كثيرون بالمسيا رغم كل الاعمال الصالحة التي صنعها. (من الذي آمن بما سَمع منا ولمَن كُشفت ذراع يهوه. اشعيا ٥٣: ١) حتى بعد سنوات، خلال خدمة الرسول بولس، لم يؤمن سوى قليلين ان يسوع هو المسيا. قارنوا:-(روما ١٠: ١٦، ١٧). ايضا، انبأت الاسفار المقدسة بأن المسيا كان سيُبغَض من غير علة. كما في:-(مزمور ٦٩: ٤). ويقتبس الرسول يوحنا كلمات يسوع قائلا: (فقد رأوا وأبغضوني انا وأبي. لكن ذلك هو لكي تتم الكلمة المكتوبة في شريعتهم، ابغضوني من غير علة. يوحنا ١٥: ٢٤، ٢٥). وروايات الاناجيل تبرهن ان كثيرين، وخصوصا رجال الدين اليهود، ابغضوا يسوع. ولهذا قال لهم:-(ليس للعالم سبب ليبغضكم، ولكنه يبغضني، لأني اشهد عليه بأن اعماله شريرة. يوحنا ٧:٧). نعم ان الانسان الشرير ينزعج عندما تبيّن له اعماله الشريرة، وبالاخص عندما يكون ذو شأن او مركز سياسيا كان أم دينيا. لان كبرياءه لا تسمح له بالاعتراف باخطائه، بل يصر عليها او يفرضها احيانا!. وهنا تكمن الخطورة عندما يتشامخ الانسان ويتباهى باعماله الشريرة. فيكون:-(قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. امثال ١٦: ١٨). فهل ندع روح التواضع ان تأخذ محل روح التشامخ فينا؟. وهل ندع كلمة الله ان تدخل الى قلوبنا محل كلام الناس الاشرار، والذين لا يعتمدون المصدر الالهي في نصيحتهم او مشورتهم؟. لنفحص دائما كل قول وكل حديث عن ايماننا هل هو ضمن المبادئ الالهية في كلمة الله؟ ام هو فلسفة بشرية او اجتهاد شخصي؟. يشجعنا الكتاب المقدس على فحص ما يقوله الناس بدلا من ان نصدِّق كل شيء يُقال بشكل اعمى.‏ فهو يقول:‏-(الاذن تمتحن الاقوال كما ان الحنك يذوق طعاما.‏ ‏ايوب ٣٤:‏٣‏)‏ أليس ذلك صحيحا؟‏. ألا نذوق الطعام عادةً قبل ان نبلعه؟‏. كذلك يجب ان نفحص كلام الناس وأعمالهم قبل ان نقبلها.‏ والشخص الصادق لا يستاء اذا عملنا على التأكد من صحة ادِّعاءاته.‏ وضرورة التأكد من صحة امر ما يدعمها. فليس مقبولا ان يُخدَع الشخص العاقل مرتين. كما نصح الرسول بولس:‏-(امتحنوا كل شيء.‏ ‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏).‏ ان الكلمة المقابلة لـ‍ [ امتحنوا ] التي استعملها الرسول بولس تُستعمل ايضا عند امتحان المعادن الثمينة للتأكد من انها اصلية.‏ والشخص الحذر كان يمتحنها دائما للتأكد من ان ما يشتريه اصلي،‏ وإلا وقع ضحية الخداع واشترى شيئا يشبهها ولكن لا قيمة له على الاطلاق.‏ طبعا، التعقّل مطلوب منّا،‏ في هذا الشأن. ولا نبالغ في الارتياب من الآخرين.‏ لا نسارع الى نسب الدوافع الخاطئة الى احد.‏ فالدوافع المساء فهمها، يمكن ان تكون اسرع طريقة لتحطيم العلاقات الجيدة والحميمة.‏ لذلك من الافضل ان نفترض ان اصدقاءنا يريدون خيرنا في ما يعملونه!.  ولا نُنسب اليهم الدوافع السيئة حين تنشأ اوضاع صعبة.‏
 روح الرب يهوه تعمل في الجميع، لتمييز الخطأ من الصواب باسم الفتى القدوس يسوع المسيح آمين.