هل باتت نهاية اردوغان وشيكة ؟
ذكر محللون استراتيجيون بأن قرار الرئيس التركي اردوغان بتحويل كاتدرائية ايا صوفيا التي بناها البيزنطيون في القرن السادس الميلادي في عاصمتهم القسطنطينية (أسطنبول) من متحف الى جامع ، يعتبر آخر ورقة مهمة في يديه لجذب المتشددين الاسلاميين والكثير من المعتدلين ايضا بعد أن تم حرق كل اوراقه التي راهن عليها سابقًا ، إلا انه لم يتمكن مطلقا من تحقيق اهدافه بإعادة هيبة الامبراطورية العثمانية -سيئة الصيت- مجددا.
انه بقراره العاطفي وغير المدروس هذا، يشبه الثور الجريح الذي ينطح يمينا وشمالا قبل سقوطه الاخير .
هذا الرجل الدموي والنرجسي، لايهمه ان يحرق الاخضر واليابس ويشعل الفتنة الدينية والطائفية ويتلاعب بعواطف البسطاء والمتشددين من المسلمين في آن واحد من منطلق (علي وعلى اعدائي) ، بعد أن فشل فعلا في تحقيق طموحاته المريضة، معتقدا بأن العالم مازال يعيش في الزمن الذي احتل فيه اجداده العثمانيين القادمين من منغوليا القسطنطينية وأغتصبوا هذه الكاتدرائية الفريدة من نوعها.
ربما اقتنع اردوغان بأن حلمه اصبح مستحيلًا، وان مرحلة ابتزاز اوربا والعالم الغربي خصوصا هي اصعب مما كان يتصور بعد الضربات المتتالية التي تلقاها والتي ادت الى انهيار العملة التركية وبالنتيجة الاقتصاد التركي الذي ينحدر الى الهاوية بسرعة رهيبة، منها:
١- انتهاء دور تركيا كحليف استراتيجي لحلف الناتو بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتغلغل امريكا في بعض جمهورياته السابقة.
٢- انتهاء ابتزازه بأغراق اوربا باللاجئين لو لم ترضخ لمطالبه ، وذلك بعد قيام الاتحاد الاوربي بغلق حدوده المائية والبرية بوجه موجات اللاجئين التي بعثها الى اليونان واعادتها الى تركيا.
٣- قطع المساعدات الاوربية السخية التي كانت اوربا ترسلها له والتي كانت تقدر بالمليارات لصرفها على اللاجئين المقيمين على اراضيه .
٤-عنجهيته وسياسة البلطجة وعدم احترام حقوق الاقليات الدينية والاثنية في تركيا وتجاهل تحذيرات الاتحادالاوربي المستمرة في هذا المجال جعلت مسألة قبول تركيا كعضو في الاتحادالاوربي مستحيلة.
٥- تدهور العلاقات مع الدول العربية المهمة كمصر والسعودية ودول الخليج بإستثناء قطر ،نتيجة تدخله المستمر في شؤون العرب الداخلية بإعتباره "خليفة" للمسلمين على نهج اجداده العثمانيين وازدرائه بالعرب وقادتهم واثارة الفتن ودعمه للمتشددين الاسلاميين في هذه الدول جعله يخسر اسواقا مهمة ودسمة كانت سببا مباشرا في خنق الاقتصاد التركي.
٦- فقدانه لعشرات الالاف من افراد جيشه والميليشيات التي كان يضغط بواسطتها على النظام في سوريا بعد تدخله الاخير الذي اوقعه في الفخ الذي نصبته له روسيا في المستنقع السوري، اضافة الى الخسائر المادية والبشرية الكبيرة في ليبيا ساهمت في حالة من الغضب بين ابناء الشعب التركي وخاصة في المناطق الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية التي تعتبر مناطق موالية له تقليديا.
كنتيجة لهذه الضربات المتلاحقة على أردوغان ونظامه وتفشي الفقر ،انخفضت شعبيته بشكل كبير ، وادرك بأن مصيره اصبح على المحك ، وان نهايته باتت وشيكة.
وبعد ان ادرك بأن الاقتصاد التركي لم يعد قادرا على مغامرة عسكرية طائشة اخرى، حاول ان يحفظ ماء وجهه ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة، وذلك باللعب على الوتر العاطفي الحساس ليس لدى مسلمي تركيا فقط، وانما مسلمي العالم اجمع معتقدا بأنهم سينخدعون مرة اخرى بوعوده الكاذبة واشعالها حربا بين المسلمين والغرب (المسيحي) في العالم اجمع ليتمكن الخروج من عنق الزجاجة الذي وضع نفسه فيه نتيجة سياساته المتهورة وعجرفته وإبتزازاته للجميع في الشرق والغرب، وذلك باستخدام آخر واهم ورقة من اوراقه التي احترقت جميعها بعدما باتت افعاله الشنيعه مكشوفة أمام المسلم قبل المسيحي، عن طريق قرار تحويل كنيسة ايا صوفيا الى مسجد في محاولة فاشله لاعادة هيبته وسلطته وشعبيته المبنية على غش وخداع البسطاء من المسلمين في تركيا والعالم لا أكثر ، بعدما ادرك تماما بأن نهايته باتت وشيكة.
اظهرت ابحاث جديدة بأن تركيا اصبحت تحتل المرتبة الخامسة بمؤشر البؤس في العالم، وان شعبية اردوغان اخذت في التراجع بسرعة باتت تقلقه كثيرا.